الإرهاب مهما كان دوافعه، مُدان ولا يوجد ما يبرره، لكن التكتيكات الأخيرة توحي باقتران الفعل الإرهابي بالعديد من الأحداث الجارية في العالم، وملاعب كرة القدم ليست بمعزل عن هذه الأحداث. إذ لطالما قادت صافرات استهجان ضد لاعبين محددين، تغذيها عوامل كراهية
الإرهاب مهما كان دوافعه، مُدان ولا يوجد ما يبرره، لكن التكتيكات الأخيرة توحي باقتران الفعل الإرهابي بالعديد من الأحداث الجارية في العالم، وملاعب كرة القدم ليست بمعزل عن هذه الأحداث. إذ لطالما قادت صافرات استهجان ضد لاعبين محددين، تغذيها عوامل كراهية وتمييز عنصري إلى حدوث أعمال شغب داخل بعض الملاعب في العراق مثلا وملاعب عالمية اخرى .
• عنف الملاعب
لا يمكن فصل دلالات الاعتداءات الإرهابية التي طالت عددا من المدن الأوروبية عن السياق العام لظاهرة العنف والتطرّف عموما. وبدا أن ملامح خارطة جديدة قيد التشكل في مستوى الأساليب والتكتيكات المستعملة لبلوغ المعتدين أهدافهم لكن الهدف يظل واحدا وهو إيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا . عنف ملاعب كرة التقدم وما يترتب عن بعض الممارسات العنصرية في هذه الرياضة باتا يضعان مستقبل اللعبة على خط النار، خصوصا في ظل الاستحقاقات القادمة وعلى رأسها مسابقة كأس العالم التي ستحتضنها روسيا عام 2018. اللعبة الأكثر شعبية في العالم يستهدفها العنف الإرهابي الذي قوي منسوبه في أوروبا خصوصا بعد تنامي نفوذ اليمين المتطرّف في دولة داخل دول الاتحاد التي يستعد بعضها لإجراء استحقاقات انتخابية هامة قد تعيد رسم خارطة جديدة للقارة الأوروبية. لكن خلافا لعمليات الدهس بالشاحنات لاح تكتيك جديد تتوخاه العناصر الإرهابية للوصول إلى أهدافها قد خرج من مرحلة الأختبار نحو التفعيل على الأرض. وهو ما يمكن أن نطلق عليه “إرهاب الملاعب” أو ما يسمّى الإرهاب المشروط بالأحداث والمواعيد الرياضية الكبرى. مثال ذلك واقعة الثلاثاء (12 نيسان 2017) عندما اعتدى على حافلة النادي الألماني لكرة القدم دورتموند عندما كان اللاعبون في طريقهم إلى ملعب المباراة، التي كان من المقرر أن تجمعهم بموناكو الفرنسي في ذهاب دور الثمانية لبطولة دوري أبطال أوروبا. وانفجرت ثلاث عبوات ناسفة بعد مغادرة الحافلة الفندق الذي كان يقيم به فريق بوروسيا دورتموند.
ورغم أن الاعتداء على دورتموند لم يخلف أضرارا مادية كبيرة ولم يسفر عن ضحايا وقتلى عدا إصابة لاعب الفريق مارك بارترا ورجل أمن، إلا أنه فتح الباب أمام تأويلات لدى المهتمين بقضايا الإرهاب والمراقبين للشأن العام الأمني في ألمانيا وبقية أوروبا والعالم .
• إرهاب الملاعب
التحدي الأكبر الذي تخوضه الجماعات الإرهابية ضد أهدافها في أوروبا وبقية العالم يتلخص في عناصر عديدة تبني عليها هذه الجماعات أساليبها في الاعتداء والوصول إلى أهدافها.
أول هذه العناصر أن يكون الاحتياط الأمني أقل كثافة ومستوى محاذير التوقع لم تصب أهدافها في أحيان كثيرة. والعنصر الثاني والأهم هو اختيار الهدف بحكمة وتدبّر يتبع ذلك تنسيق كامل مع عناصر على شكل ذئاب منفردة يتم زرعها، مهمتها الأساس الدعم والإسناد وتسهيل العمليات المطلوب القيام بها. ويقوم العنصر الثالث والأخير على المباغتة وشل الحركة ومن ثم التفجير تتبعه تفجيرات مماثلة في أكثر من مكان. والهجوم الأخير على حافلة اللاعبين في ألمانيا يعطي الدليل على مثل هذه الأساليب المتوخاة في الاستهداف.