TOP

جريدة المدى > عام > بغداد

بغداد

نشر في: 14 أغسطس, 2017: 12:01 ص

عيناكِ ما خُلقا لدموعِ خَيبةٍ بَديلة ولا لقدرٍ آبق في زَمنٍ مُستعار، عيناكِ لهفةُ مَحروم تَكالبتْ عليه ذئابُ ذكريات ولم يَعد يَقوى على الفِكاك، عيناكِ واحةٌ عَذراء يستفيقُ معها الفَجر مُبتهلاً، في مقهى عابر على مَفرق ما، في طريقٍ طَويل.عيناكِ، نشيد م

عيناكِ ما خُلقا لدموعِ خَيبةٍ بَديلة
ولا لقدرٍ آبق في زَمنٍ مُستعار،
عيناكِ لهفةُ مَحروم
تَكالبتْ عليه ذئابُ ذكريات
ولم يَعد يَقوى على الفِكاك،
عيناكِ واحةٌ عَذراء
يستفيقُ معها الفَجر مُبتهلاً،
في مقهى عابر
على مَفرق ما، في طريقٍ طَويل.
عيناكِ، نشيد مُثقل بأعباء العطش
ومَسيرة ليلٌ طَويل
مَصلوبٌ على نافذةٍ مُواربة،
سمّها حُلما.
يا حَسرة ارهقتها تَناهيد سَطوة الأماكن
حين تَخلو من خَريفكِ ومن شَهقةِ الانتظار،
عيناكِ مِزنة
لا ترتوي من رَحمِ عاقر،
عيناكِ سُفن مُعذبة
تَنقلُ بين دفتيها عَبيدٌ وكلام،
عَصية، تُعلن تَمردها دون رَحمة
للخَلاصِ من مَلاّحٍ مُتمرس
على الوعود.
المَرايا في حَضرتكِ عَدم،
ولا مَلامحَ تَشقّ دَرب الرَحيل،
برؤوسها المَصلوبة على مَناسكِ الصَبر.
لا أحد بَعدكِ سيرسمُ البَسمةَ
على شفاهٍ عَطشى للاشتعال.
عيناكِ، صَلوات
تُجرّد الفُصول من مَواسمها،
وتِجوال قَلم يتيم
في شَوارعِ الذاكرة الذبيحة.
عبثاً أبحثُ بين بطانتي
عن مَفاتيحِ غيبكِ المفقودة منذ طيف،
عبثاً أتحممُ تحت صُفصافة مُعطلة
وشال هارب،
عبثاً أطل من قلبي الصَغير الذي
لم يتسع لسواكِ،
وأمدُ عُنقَ الطُموح نحو حُصرمَ الأخريات.
عيناكِ، حَياء بنفسج حَزين
ما أنصفه التاريخ، فتورّد بوعودٍ كاذبة.
هل أرثي ابنةَ الخوفَ التي
ما اعتادت الانتكاس؟
أم لبعضي الأربعيني المُنتهك
بلهاثِ انسدال العمر والأرض؟
يا كلّي،
الشوارعُ تَغصُ بضَعفي
والساحاتُ خجلةٌ من الوجعِ البربري.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

البنك الدولي: 53 مليار دولار تكلفة إعمار غزة خلال 10 سنوات

ارتفاع أسعار صرف الدولار في الأسواق المحلية

منتخب الشباب يتأهل إلى ربع نهائي كأس آسيا

إيران: أي استهداف للمنشآت النووية يعني اشتعال المنطقة بأكملها

3 مباريات جديدة في دوري نجوم العراق

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

موسيقى الاحد:أريش فولفغانغ كورنغولد

صورة سيفو في مرآة الوهايبي

"مُخْتَارَات": <اَلْعِمَارَةُ عِنْدَ "اَلْآخَرِ": تَصْمِيمًا وَتَعْبِيرًا > "لِوِيسْ بَاراغَانْ"

"حماس بوينس آيرس" أول مجموعة شعرية لبورخس

علي عيسى.. قناص اللحظات الإبداعية الهاربة

مقالات ذات صلة

بورخيس،هايزنبرغ وإيمانويل كانت
عام

بورخيس،هايزنبرغ وإيمانويل كانت

أدار الحوار: مارسيلو غلايسر* ترجمة: لطفية الدليمي ما حدودُ قدرتنا المتاحة على فهم العالم؟ هل أنّ أحلامنا ببلوغ معرفة كاملة للواقع تُعدُّ واقعية أمّ أنّ هناك حدوداً قصوى نهائية لما يمكننا بلوغه؟ يتخيّلُ مؤلّف...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram