كلما داهمتني وعكة صحية عاتية ، أجدني اتطلع لرفوف المكتبة —المتخمة بكتب المصادر ، والدراسات ، ودواوين الشعر ، وجذاذات الصحف ، و،، و — بحسرة .. يلاحقني إثرها صوت ذاك الشاعر الراحل . الذي كتب لي يوما :: في يوم ما وشيك التداني ، سيحضر حمالون متعبون ، يلملمون كل هذا الإرث من الكتب ، يضعونها بإهمال في آكياس جنفاص ((كواني )).ينوؤن بحملها ، ليلقوا بها في اقرب مكب للنفايات !!
……….
لا .. لطالما كتبت وناشدت عبر هذا المنبر وغيره ، المخلصين في المحافل الثقافية ، ولأكثر من مرة .. ان تولي وزارة الثقافة إهتماما إستثنائيا بمكتبات الراحلين ، وبما يتبرع به من مكتبات الأحياء — ولو لقاء تعويض مادي — ليضمها مرفق ثقافي ،، يصير موردا عذبا لطلاب المعرفة والدراسات التوثيقية . ويحمي هذي الكنوز من التبعثر والضياع …..
السؤال الملح الذي يفرض نفسه :: اين محتويات مكتبة علي جواد الطاهر ؟ علي الوردي ؟
جبرا إبراهيم جبرا ؟ يوسف الصايغ ؟ صلاح خالص ؟ صفاء الحافظ ؟ شاذل طاقة ؟ عبد
المجيد لطفي ؟ إحسان عباس ؟ زهير القيسي ؟ فايق بطي ؟ السياب ؟ البياتي ؟ عبد الرحمن الربيعي ؟ صفاء خلوصى ؟ حسين مردان ؟ يوسف نمر ذياب .. وعشرات غيرهم .فالقائمة طويلة طويلة لا سبيل ل - لملمة حفافيها في هذي الفسحة الضيقة .
عسى ان لا تضيع هذي (الصرخة ) هباء ، كما ضاعت قبلها نداءات مماثلة … كما لو كنا نصرخ في واد وننفخ في رماد !!.
إرث نفيس فـي مكب النفايات
[post-views]
نشر في: 13 أغسطس, 2017: 09:01 م