علاء المفرجي كان على صنّاع أفلام الرسم المتحركة أن ينتظروا 62 عاماً، وهي عمر أعرق المهرجانات السينمائية على الإطلاق، مهرجان كان الفرنسي، ليقتنصوا امتياز العرض الافتتاحي للمهرجان بدورته الأخيرة بما يحمله من فخامة وإبهار وأضواء ساطعة.وكان من الطبيعي ان يكون هذا الامتياز من نصيب والت دزني
بتاريخها الزاخر عبر إحدى شركاتها (بكسار) التي قدمت في هذا المجال تحفاً فنية رائعة، وهي الشركة التي كان لها الفضل الكبير في إعادة الاعتبار إلى تاريخ دزني (بائعة الأحلام التي لا تتعب) كما وصفها عبقر السينما سيرغي ايزنشتان.. دزني التي تراجعت في زمن ما أمام نجاح منافستها في أفلام التحريك دريم ووركز التي قدمت أفلاماً مثل (شريك) و(كونغ فو باندا) التي شاركت أيضاً في كان مثلما حققت أرقاماً قياسية في شباك التذاكر. لكن منجز بكسار الذي تميز بفرادة الأفكار والتقنية العالية والإبهار البصري استطاع أن يفرض حضوره المتميز عبر أفلام صارت من علامات السينما المهمة في هذا المجال.. مثل (توي ستوري) بجزأيه و(فايندج ينمو) و(حياة حشرة) و(شركة المرعبين) الذي تمت دبلجته إلى العربية بصوت النجمين محمد هنيدي وحنان الترك، وقد استحوذت أفلامها على أهم جوائز السينما:- الأوسكار (حصلت على 22 اوسكار في مختلف مجالاتها، وايمي، وغولدن كلوب). rnالفيلم الذي شاركت فيه بكسار، وافتتح دورة مهرجان كان العام الماضي ودخل حومة المنافسة على جائزة الاوسكار في اكثر من ترشيح يحمل عنوان (آب) أو التحليق إلى الأعلى، وهو أحد أهم أفلام الانيميشن المنفذ بطريقة الأبعاد الثلاثة D3 ، وهو من إخراج بيت دوكتير أحد المساهمين في أهم وأول نتاجات بكسار (توي ستوري) فضلا عن كتابته قصة فيلم (وول أي) وفيلم (شركة المرعبين) فضلا عن الأداء الصوتي فيه، وشاركه إخراج هذا الفيلم بوب بيتر سون الذي كتب قصة فيلمين شهيرين لبكسار هما (راتو تولي) و(نيمو) فضلاً عن كتابة قصة فيلم (آب)، وأدى الدور الرئيس في الأداء الصوتي النجم كريستوفر جلمور فيما كانت إحدى أغاني الفيلم بصوت المغني الفرنسي الأشهر شارل أزنافور.rnالفيلم يدور حول بائع بالونات عجوز يسعى إلى تحقيق أمنية زوجته الراحلة في رحلة إلى أمريكا الجنوبية وتحديداً إلى مكان يكتنفه الغموض، والغرابة وهو يسمى شلالات الجنة.. وما يدفعه للإصرار هو العيش تحت وطأت الذكريات معها في المدينة التي احتضنت سنوات حياتهما الجميلة والتي أصبحت الآن مكتظة بالغرباء والأبنية الكونكريتية المرتفعة.. فيقرر تعليق آلاف من البالونات الملونة على سقف بيته ليبدأ رحلته ومغامرته، بمصاحبة طفلاً يعلق مصادفة في سياج البيت ليشاركه تلك الرحلة العجائبية المليئة بالمغامرات والمفارقات المضحكة وأيضاً الحنين والمواقف الإنسانية. rnينفرد هذا الفيلم عن أفلام الانيميشن التي قدمتها بكسار بما تعج به من كائنات غريبة وحيوانات وخوارق، ان أبطاله من البشر وفي حبكة درامية تنطوي عليها أغلب الأفلام التقليدية وان كانت أقرب إلى الواقعية السحرية وربما ذلك كان أحد الأسباب التي دفعت منظمي كان لاختياره كفيلم افتتاح، فضلا عن أسباب أخرى ربما يكون منها ان هذا النوع من الأفلام التي أصبحت مدار اهتمام شركات سينمائية كبرى لم تعد ظاهرة عابرة، بل جانباً مهماً من التطور المضطرد لتقنيات صناعة الفيلم التي لم تعد تقف عند حدود معينة مؤسسة لسينما المستقبل.وهي ليست المرة الأولى التي يحتفي مهرجان مثل كان بها، فقد شاركت مثل هذا النوع من الأفلام في مسابقات المهرجان المختلفة، لكن المهرجان هذه المرة يكرمها بطريقة مختلفة. rnفيلم (آب) هو عن حلم الإنسان الذي بدونه تبدو حياتنا أقرب إلى الجدب، هو أيضاً عن الأهداف التي نكرس حياتنا لتحقيقها، والأهم هو البحث عن السعادة التي يبحث عنها البعض (فيما هو أعلى من الإنسان، وآخرون فيما هو أوطأ منه، لكن السعادة بطول قامة الإنسان) كما يرى كومفوشيوس.فيلم الانيميشن (آب) بشخوصه المفترضة ينطوي على أفكار في الحياة، وعلى أسئلة للوجود، ترحل بنا حيث يرتفع منزل العجوز إلى حيث الحلم الحقيقة.
كــــلاكــيــت: التحليق الى الأعلى الاوسكار بعد كان
نشر في: 24 فبراير, 2010: 06:31 م