اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > نجارون:مشاكلنا في الاثاث المستورد وفقدان الحماية الحكوميةوارتفاع اسعار الخشب

نجارون:مشاكلنا في الاثاث المستورد وفقدان الحماية الحكوميةوارتفاع اسعار الخشب

نشر في: 24 فبراير, 2010: 06:36 م

تحقيق \وائل نعمة تصوير \مهدي الخالدي تعلو ضربات المطرقة محدثة  أصواتاً نغمية متناسقة بين الضربة والاخرى يدخل المسمار اعمق في لوح الخشب حتى يستقر في كبدها . ويقف الاسطة وقد انحنت قامته وأرجع رسغه الى الوراء حتى يعطي دفعة قوية  الى الامام لمنشاره الحديدي ، ويحشر قلم الرصاص خلف صيوان اذنه اليمنى و السيكارة  تسقط  من فمه حتى تختلط رائحة الدخان مع رائحة النشارة المتطايرة في الهواء ، هكذا هو حال معظم النجارين في العراق يعملون ليل نهار لينتجوا أشكالاً فنية وحرفية.
في العراق هناك عوائل اقترنت اسماؤها بالمهن التي يمارسونها (كالنجار والصباغ والحداد والصائغ والعطار) حرصا على المحافظة عليها ولا يمكن ان تندثر رغم التكنولوجيا الحديثة والثورة الصناعية التي تتزايد منجزاتها يوما بعد آخر و تعتبر المهن الشعبية القديمة التي مازال كثير من الحرفيين في العراق يمارسونها حلقة من حلقات التواصل بين ماضي الأجداد العريق والحاضر المعيش ومهنة النجارة تعتبر من المهن الصناعية التي مارسها الانسان منذ القدم وهي استخدام أخشاب الأشجار في صناعة المنازل و الأثاث والأدوات التي يحتاجها في حياته اليومية ولعل أقدم النجارين كان نبي الله نوح الذي تتفق حكايات  الأديان السماوية على أنه قد صنع الفلك ولم يكن له سابق معرفة بهذه الصنعة . الا ان الحال قد اختلف اليوم بهذه المهنة القديمة.  تقلبات المهنة التقينا باحد النجارين وهو الاسطة (ابو راضي ) 60 عاما صاحب ورشة نجارة بساحة الاندلس  الذي قال « تعلمت هذه المهنة منذ الصغر وامارسها منذ ما يقارب الخمسين عاما لكن هذه المهنة قد تأثرت بالظروف السياسية للعراق ففي زمن الحصار ابان النظام البائد كانت هناك قلة وشحة في الاخشاب ومادة المعاكس فقام اكثر النجارين باستخدام الاشجار المختلفة كالسدر والصفصاف والسرو والصنوبر وحتى شجر التوت بانواعه المختلفة من اجل الاستمرار في العمل المهني وكان صاحب محل النجارة يلاقي صعوبات كثيرة في الحصول على المادة الاولية في العمل وبعد سقوط النظام الصدامي دخل الاثاث المستورد الى العراق واصبح المواطن (المستهلك) يرغب بشراء الاثاث المستورد على الاثاث الذي يصنع محليا والذي يسمى (التوصاه) لرخص سعره على الرغم من ان جودته اقل لاعتبار ان الاثاث المستورد يتم استخدام المعاكس المضغوط والمسمى (التبدور) والمضغوط بواسطة مكائن خاصة اما الصناعة المحلية عندنا فنستخدم الصاج والخشب الجام إضافة الى مادة الغراء اللاصقة للاخشاب ، معتبرا ان جميع هذه الامور قد اثرت سلبا على صناعة الأثاث.بين الصيني والعراقي تعد مهنة النجارة مهنة أبداع فالعاملون في هذا المجال يشبهون في عملهم الرسامين عندما يبدعون في لوحاتهم التشكيلية، ويعتبر البعض بأن مهنة النجارة أخذت بالازدهار بعد زوال النظام السابق في الربع الاول لعام2003 لاسباب عدة منها القدرة الشرائية لدى المواطن العراقي حيث أخذ يقتني ما يحتاجه  بعد ان كان يفتقد أبسط الاحتياجات المنزلية في الحقبة التي سبقت تغيير النظام آنذاك وكذلك الاقبال الكبير على الزواج بعد التحسن المعيشي لدى الفرد لكن لاصحاب هذه المهنة هموم ومعاناة على الرغم من التطورات في مجالي الصناعة والاقتصاد  ناهيك عن عشوائية الاستيراد الذي ترك آثاره على تطور المهنة.يقول حليم علوش 40 سنة يعمل  بالاضافة الى مهنة النجارة في سلك التدريس والذي  يملك ورشة للنجارة في منطقة شارع فلسطين ، «عملت في هذه المهنة منذ صغري وامتهنتها بالوراثة  عن اب وجد واعدها من المهن الجميلة وهي بالنسبة لي مثل لوحة فنان وقافية شعر عند الشاعر،صحيح أن عمل السنوات الخمس الاخيرة توازي عشرات السنيين من حقبة النظام السابق لان المهنة انذاك كانت شبه مندثرة بسبب عزوف المواطن العراقي عن أقتناء الاخشاب وكان همه الوحيد هو توفير الطعام لافراد الاسرة لكن اليوم تشهد اسواق النجارة ارتفاع أسعار في المواد الاولية الداخلة في العمل. ويضيف «الاستيراد العشوائي للموبليات والاخشاب رمى بكل ثقله على عملنا ما سبب ازدياد طابور العاطلين عن العمل لدى اصحاب ورش النجارة لكساد عملهم بسبب غزو البضائع الصينية والايرانية والماليزية للاسواق المحلية ،وكذلك غياب دور المؤسسة الحكومية متمثلة بغياب التقييس والسيطرة النوعية وغياب دور الشركة العامة للمواد الانشائية التي لعبت دورا يوماً ما في توفير الاخشاب والمواد الاولية الداخلة في مهنة النجارة .ويشير حليم الى ان اسعار غرف النوم الصينية والماليزية تباع ب 1300 و1100 دولار لكنها لا تصمد اكثر من سنة واحدة  لان خشبها يتكسر وعند تعرضه للماء او الرطوبة فسوف تتفتح الالواح عن بعضها وتنفصل . في حين سعر غرفة النوم ذات الاربعة ابواب كما تسمى ، يصنعها النجار العراقي بما يقارب (2) مليون الى (2) ونص المليون دينار عراقي، والغرفة ذات 6 ابواب تصنع بسعر مابين ( 3) مليون و (3) مليون ونص المليون  دينار عراقي، واذا اضيف اليها النقش فسيزداد سعر الغرفة 250 الف دينار . كما ان اسعار ( التخم ) الاثاث ، يصل الى 210 آلاف دينار عند النجار العراقي  لكن في المحلات ربما الاسعار اكثر لكن صناعتها خفيفة لاتتحمل الجلوس عليها طويلا ، كما ان اسعار خزانات الملابس تتراوح بين 250 _ 300 الف دينار والذي  يقول عنه حليم النجا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

نادٍ كويتي يتعرض لاحتيال كروي في مصر

العثور على 3 جثث لإرهابيين بموقع الضربة الجوية في جبال حمرين

اعتقال أب عنّف ابنته حتى الموت في بغداد

زلزال بقوة 7.4 درجة يضرب تشيلي

حارس إسبانيا يغيب لنهاية 2024

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram