لماذا يبدو الحديث في السياسة أكثـر أهمية اليوم من الحديث عن الأفلام؟لأن العالم الذي نعيش فيه الآن. عالم فوضوي جدا. عندما لا يكون رئيس الولايات المتحدة شخصا مستقرا، ويمكن الوثوق به، فإنه يدفع العالم كله الى حالة من الفوضى. ألمانيا الآن هي
لماذا يبدو الحديث في السياسة أكثـر أهمية اليوم من الحديث عن الأفلام؟
لأن العالم الذي نعيش فيه الآن. عالم فوضوي جدا. عندما لا يكون رئيس الولايات المتحدة شخصا مستقرا، ويمكن الوثوق به، فإنه يدفع العالم كله الى حالة من الفوضى. ألمانيا الآن هي محور الاستقرار في العالم. وهي تتطلع لان تكون الدولة ذات المثل الأخلاقية والحكيمة والمستقرة التي تتطلع للسير قدما الى الأمام على سطح هذا الكوكب. وهذا يحدث للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية. ومن الواضح أن أوروبا واقعة تحت تأثير قوى اليمين المتطرفة الآن، بنفس الطريقة التي تقع فيها الولايات المتحدة. ولكن ألمانيا ليست كذلك – وأن ذلك يشكل تحديا بالنسبة لها ، بالتأكيد، ولكن يبدو أنها على الجانب الأخلاقي، الصحيح، والمتبصر كما تبين في معالجتها لقضايا مثل أزمة اللاجئين، على الرغم من الجدل.الذي دار حول تلك القضية انها تمتلك زعيمة ذات شخصية متوازنة، تتكلم بهدوء ،و حذر، وكونها عالجت القضية وهي تسير وسط حقل من الألغام فهو أمر يثير الاعجاب. وتقع على عاتقها الآن الكثير من المسؤولية
أنت إلتقيت معها العام الماضي لمناقشة حالة حقوق الإنسان في التبت، أليس كذلك؟
أستطيع أن أقول هذا: انها مستمعة ممتازة وودودة جدا، و شخصية منفتحة للغاية، وقد اعجبت بها كثيرا عندما التقيت بها. واعجابي بها الآن ازداد كثيرا عن وقت لقائي بها. انها حقا شخص ذو مهارات عالية. إما الرئيس دونالد ترامب، من جهة أخرى، فهو يثير البلبلة لنا جميعا -و حتى لحزبه. حتى حزبه لا يعرف ماذا يفعل معه. ونحن جميعا في مأزق في هذه الحالة. إنه إحراج وطني. أعتقد أن ترامب سوف ينتهي خلال عامين.
لماذا في عامين؟
لدينا انتخابات منتصف المدة في غضون عامين وإذا كان الجميع على معرفة بالعملية، فنحن سننتخب على الأقل اشخاص معتدلين إلى مجلس الشيوخ ومجلس النواب، وسوف يفقد كل سلطته.
ماذا تعني؟
حسنا، هناك تظاهرات ضد رؤيته الداكنة النرجسية الأنانية - خاصة مع النساء. الحركة النسائية تعبر عن نفسها بشكل تلقائي باعداد متزايدة وبشعور كبير من الفرح والمحبة.
وهي حركة غير عنيفة.
هذا صحيح، انها حركة متفائلة جدا، رؤيتها مضادة لظلاميته. يعتقد الإغريق أن المرأة هي مستقبل العالم. في ليسيستراتي (مسرحية للكاتب الإغريقي "أريستوفانيس)، كان الجميع يقاتلون فقالت النساء: "لن يكون هناك مزيد من الجنس الى ان يتوقف القتال!" (يضحك) والمرأة هي من تدير عالمي،. وإذا أردنا السلام، ينبغي للمرأة أن تشعر بالرضا وأن تكون سعيدة. إذا اعتمدنا هذا النهج، فإنه سيتم تغيير هذا الكوكب. الطاقة النسائية مهمة حقا. قال الدالاي لاما ذات مرة إنه يود أن يكون هناك المزيد من القيادات النسائية في العالم لأنه سيكون هناك المزيد من الاصغاء و الاستماع إلى قصص الآخرين. وقال أيضا إن القرن العشرين هو قرن دموي جدا. ولكن شعوره العام هو أننا في تطور مستمر. قد نكون في لحظة تفكك، ولكن هناك مساراً تصحيحياً لجمع الناس مرة أخرى.
ويمكن القول إن اللامبالاة هي التي جعلت ترامب يفوز .
بالضبط. معظم الناس كانوا يقولون، " ...الامر لا يهم". لكن التاريخ يدفعنا نحو التطور. ومن حيث التعلم من دروس التاريخ،
كيف توصي بأن يوسع المرء من أفق تفكيره ؟
من خلال عملية تأملية حيث يتخيل المرء، على سبيل المثال، الموت مرارا وتكرارا. وفي تخيله ذاك، يتولد لديه شعور نفسي عملي بالتخفيف من الأشياء. الشعور بأن انفسنا مقيدة بحدود معينة، شعور مدمر للإنسان،وضد الحياة. لذلك أي شيء من شأنه أن يكسر تلك ، الصلابة ويجعل حياتنا شفافة ورقيقة مثل الماء أو مثل الضوء سوف يمنحنا المزيد والمزيد من الطاقة. وهناك تقنيات نفسية وعاطفية وروحية لتحقيق ذلك. يختار المرء أكثرها فائدة وتناسب حالته الخاصة ، و هذه كلها أمور مهمة حقاً للبشر.
ما الذي ثبت أنه مفيد في بحثك التنويري؟
حسنا، هناك كتيب صغير تم منعه منذ سنوات يدعى توليد بوذيسيتا، وهي الكلمة السنسكريتية ل "عقل التنوير". وهذا يعني أن يتجه عقلك نحو أمرين: التطوير الكامل للرحمة والتعاطف، والتنمية الكاملة للحكمة لفهم ما هو الواقع،و ما هو العقل،و ما هو الوعي، وما يجري من حولك . وان اعتقد ان التعليم يجب ان يركز على ذلك؛ على معرفة العقل، ومعرفة قلوبنا، ومعرفة فيزياء السياسة، وإدراك قوة الترابط بيننا . وأعتقد أن واقع حياتنا يكشف لنا باستمرار عن هذا الترابط . ولا يمكننا تجنبه.
هل تقصد الترابط الروحي؟
نعم، ولكن أيضا السرعة التي ينتقل فيها بيننا، كما هو الحال مع سرعة انتقال الأمراض من بلد إلى آخر. وهذا الواقع المترابط لا يمكننا تجاهله. لذلك إذا استوعبنا ذلك، ، يمكننا أن نجعل تطورنا كجنس بشري أمرا مدهشا، والتعاون والتفاعل فيما بيننا هو السبيل الوحيد الذي يمكننا من خلاله البقاء على نفس الكوكب. علينا أن ندرك مدى اعتمادنا على بعضنا ومهمتنا هي مساعدة بعضنا البعض. وأرى هذا كمواطن أميركي. لقد قمنا باستغلال بقية العالم بشكل واسع . لكن يمكننا أن نكون أناس صالحين وأن نعمل بروح الفريق الواحد.
هل ترى حقا أن ذلك يمكن أن يحدث ؟
أعتقد أن ذلك سيحدث - ولكن على بقية العالم أن يتحرك بنفس الطريقة. نحن جميعا في مركب واحد. وأرى أن العالم يتحرك بهذه الطريقة. أرى أن شخصا مثل الدالاي لاما يحظى بالتبجيل في كل مكان في العالم .
و الناس يتبعونه: انه نجاح باهر، انه يقول الحقيقة، وهذا مثال يبين لنا كيف يمكننا أن نعمل في قرية هذا الكوكب الصغير. أرى أننا نتحرك واقعيا، وروحيا، وعاطفيا، ونفسيا. نحن جميعا نتحرك نحو النور.
عن موقع ذا تالك