ليت رئيس لجنة المسابقات في اتحاد كرة القدم علي جبار لم يتورّط بالظهور التلفازي في هذا التوقيت، حيث لم يمض على انتهاء مسابقة دوري الكرة الممتاز سوى تسعة أيام، إذ لم تزل الحكايا المريرة طرية في الأذهان لما عانته الأندية، وما واجهه الاتحاد نفسه من ضغوطات كبيرة تولّدت من عدم انضباطية الأمور المسيّرة لكثير من مفاصل اللعبة.
جُل حديث رئيس لجنة المسابقات كان ينصب في بدايته على الانتقادات السلبية التي تلقتها لجنته سواء من مدربين أم إعلاميين وكأنه يلمّح في سياق حديثه إلى إطلاق مفاجأة تبرّئ لجنته من اتهامها بطول فترة الدوري، لكنه من دون شعور راح يدين لجنته بالتقصير، حيث استرسل في تحديد بعض الأسباب ظناً منه بإخلاء مسؤوليته واتحاده منها، فعدم تعاون وزارة الشباب والرياضة في تخصيص ملعبي البصرة وكربلاء لمباراتي الدوري، ينبغي أن يهيأ ملعبان بديلان للطوارئ، فهناك موجبات والتزامات تفرض أحياناً على الوزارة الاستعداد لمباراة دولية ضمن حملة رفع الحظر أو صيانة الملعب لهذا الغرض شريطة أن يجري التنسيق مع الاتحاد قبل فترة، وهو ما لم تحسب له المسابقات أي حساب، ولجأت للتأجيل كحل سريع وسهل دون النظر الى نتائجه الوخيمة.
ثم أن موضوع انسحاب زاخو تضامناً مع فريق أربيل وعودته لاحقاً لا يمكن أن يكون سبباً وجيهاً لعرقلة الدوري، بل إن جباراً يعترف هنا بضعف لوائج الاتحاد بمسألة معاقبة الفريق المنسحب، وإنزاله الى الدرجة الأدنى حسب فئته أيّاً كان عذره، كي لا يتكرر مستقبلاً، لا أن تتم مجاملة هذا النادي أو ذاك ومداراة الخواطر على حساب التأجيلات المستمرة التي قتلت المنافسة.
وآخر الحجج التي تورّط بها رئيس لجنة المسابقات وهو يتساءل بطريقة عجيبة: متى يكون لدينا دوري نموذجي ومنظم مثل بقية الناس؟! تساؤل صادق يستحق أن نحيّيه على شجاعته لو تبعه بتوقيع ورقة استقالته من لجنته المعنية بالجواب ويعرضها أمام المشاهدين في سابقة تحفظ صورة جديدة ونادرة من صور الزهد الرياضي في العمل الطوعي الخالص عبر أزمنة مختلفة لم يستأثر أصحابها بكراسيهم.
أما تسويق ذريعة المعسكرات التدريبية والتحضير لمباريات الأسود قبل أربعين يوماً أو نصفها، فلن يتحمّلها المدربون راضي شنيشل وعباس عطية وعبدالغني شهد وباسم قاسم، هذا الأمر منوطٌ بشخصية الاتحاد ولجنة المنتخبات لإلزام المدرب بعدم استدعاء اللاعبين لأداء مباراة دولية أو ودية إلا قبل 72 ساعة حسب لائحة الفيفا، علماً أن تطبيق نظام دوري المحترفين المقبل في حال استكمال الأندية شروط التراخيص سيرفع عنها الضغط وتحرر لاعبيها الدوليين بالتوقيت المذكور، ولابد أن يتكيّف الكابتن باسم أو من يخلفه مستقبلاً مع الظرف الجديد لنظام المسابقة.
نأمل أن ينزع أي شخص عامل في الرياضة روحية الاستبداد بالقرار والموقع ولا يتعامل بالعناد والاستحالة والوعيد إذا ما فشل في تحمّل المسؤولية، فالكرة العراقية "أم الألعاب" لجمهورنا، تحتاج الى اتحاد يفرض قراراته لا أن يفوّض صلاحياته لمن يُنظِّر بكلام محتد وبصوتٍ منفعل بأنه قادر على أن يصل بسفينة الأمانة الى ساحل الآمان ولم يظهر من سطح البحر سوى أصبعه!
غريق الدوري
[post-views]
نشر في: 18 أغسطس, 2017: 03:01 م