TOP

جريدة المدى > عام > نَمْ عَمــيْقَاً.. أيَّها الطَيْف! نَمْ عَمــيْقَاً.. أيَّها السَــرَاب!

نَمْ عَمــيْقَاً.. أيَّها الطَيْف! نَمْ عَمــيْقَاً.. أيَّها السَــرَاب!

نشر في: 21 أغسطس, 2017: 12:01 ص

الى سعدي عبداللطيفسَعْدي العَزيْزإشْتَقْتُ إليْكسَأمُرعَلَيْك غَدَاٌلأوقظَك من نَوْمكأبَدِّلَ ضَمَاداتكأمْسَحَ  نُدُوَبك لاُحُررَكَمن مَخَالبِ الزَمَنمن اوْجَاعِ المَنَافيمن بَرَاثنِ الوَحْشَةوَمن ثَمَّ أُبَلل شَفَتَيَكبَخَمْرةٍ نَاضجَةسَعْديلا

الى سعدي عبداللطيف

سَعْدي العَزيْز
إشْتَقْتُ إليْك
سَأمُرعَلَيْك غَدَاٌ
لأوقظَك من نَوْمك
أبَدِّلَ ضَمَاداتك
أمْسَحَ  نُدُوَبك
لاُحُررَكَ
من مَخَالبِ الزَمَن
من اوْجَاعِ المَنَافي
من بَرَاثنِ الوَحْشَة
وَمن ثَمَّ أُبَلل شَفَتَيَك
بَخَمْرةٍ نَاضجَة
سَعْدي
لا تَقُلْ لي إنَّكَ مَيّتْ
لَسْتَ مَيِّتَاً والله
أنْت تَحْلُم فَحَسْب
أنْتَ صَحيْحٌ وَمُعَافى
وَدَعْني أزْعُم
إنَّك جَميْل وَشَفيْف
جَميْل حَقَاً ،
بَل وأحْلفْ
إنّي َلَم أَرَكَ يَوْمَاً بمثْل هَذأ الجَمَال
 وَلا بمثلِ هَذهِ العَافية
وَإذا كُنْتَ مَيِّتاً حَقَّاً
-أقوُلُ إذأ كُنْتَ قَد مُتِّ حَقَّاً-
فلأنك ، من شدَّةٍ بَرَاءَتك
ومن شدَّةٍ  طُفُولَتكَ
تَرْتَكب كَعَادَتك
كَثيْراً من العنَادِ
كَثيراً من الذنوبِ البَريْئة
كَثيْراً من المَوتِ الذَي
كُنْتَ دَائمَاً عَلى قَابِ قوْسَيْن منْه وَأدْنى
وَهَذه المَرّة يَاسَعْدي
اقْتَرَبْتَ منْه كَثيْرَاً
كَثيْرَاً جدَّاً
فَانْكَسَرَت الجَرَّة
وَأحْرَقَتْ النَارُ الأصَابع
سَعْدي الحَبيْب
إذأ كُنْتَ قَد مُتِّ حَقَّاً
فَنَمْ إذن جَيِّدَاً
نَمْ نَومَاً عَميْقَاً
وَسامُرُّ عَليْك يَاسَعْدي غَدَاً
أتَسَللُ الى غُرْفَتكَ
عَلى رُؤوس الأصَابع
أُعيْدُ تَرْتيْبَ مَا رَميْتَه مُبَعْثَرَاً هُنَا وَهُنَاك
المَلابسِ ، الحذاءِ الفَاقع
الحَقيْبَةِ الجلْديَّةِ حَائلَة اللونِ،
ذَات المقْبَضِ المَحْكوكِ من كَثْرَةِ الاسْتعْمَال
المُحْشُوَّة دَائمَاً
برسُومَات وَكولاجَات أغْلَبُها سرْيَاليَّة   
بجُذاَذّاتٍ من كًلِّ نَوعٍ
وَقَصَائدَ نَثْرٍ من كًلِّ نَوْعٍ
غَدَاٌ يَاسَعْدي سامُرعليْك
بهدُوءٍ أفْتَحُ النَافذَة
بهدُوءٍ اُزيْحُ السَتائر
وَ بهدُوءٍ أدَع ضَوْءَ الصَبَاحٍ يَمْسَح جَبيْنَك
وَيُلامس قَلْبَك الغَافي
وَقَبْل أن أغْلقَ البَابَ خَلفي
سَاُغْري غُصْفورَاً مَرحَاً من عَصَافيْر الجَنَّة
يَقفُ على حَافةِ شُباكك
ليُنَاديْكَ بإسْمك
وَليُسْمَعَك صَوَتَهُ الشَجيّ
وَسَتَجد أيْضاً
وَرْدَةً حَمْرَاء
وَحيْدَة مثْلُك
نَائمَةُ ، تَتَنَفسُ الى جَانبك
عنْدَمَا تَفْتَحُ عَيْنَيْك
وَتَسْتَيْقظ
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

نَمْ عَميْقَاً أيَّهَا الطَيْف
نَمْ نَوْمَاً عَميْقَاً أيَّها السَرَاب !

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مآثر فوق التصوّر

رحيل ناجح المعموري ..حارس الاساطير البابلية

في غياب الأستاذ

وجهة نظر: السينما المُدجَّنة: بيان في النقد

‏رحل استاذنا

مقالات ذات صلة

مع تباشير العام الجديد عولمة مضادة للسعادات الصغيرة
عام

مع تباشير العام الجديد عولمة مضادة للسعادات الصغيرة

لطفيّة الدليمي ها نحنُ ثانية على مبعدة ساعات من بدءالسنة الجديدة. أهو حدثٌ كبير؟ جديد؟ يستوجبُ التهيئة المكلفة والتقاليد الإحتفائية المكرورة من سنوات؟ ما الذي يحصل كلّ سنة؟ لا شيء. يتبدّلُ وضع العدّاد ويبقى...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram