في اللغة الانكليزية فإن كلمة (Perform) تعني (يؤدي) وتعني ايضاً (يعرض) والممثل على خشبة المسرح عندما يؤدي دوراً فإنما يعرضه للمتفرجين، وتستخدم هذه الترجمة أو تلك للكلمة بحسب السياق، فمرة تقصد بها (الأداء) وأخرى يقصد بها (العرض). وامامي الآن ثلاثة كتب دخلت كلمة (الأداء) في عنواناتها، الأول لهايز جوردون (التمثيل والأداء المسرحي) والثاني لأريكا فيشر ليشته (جماليات الأداء – نظرية في علم جمال العرض) لاحظوا ورود الترجمتين في هذا العنوان: الأداء والعرض. والكتاب الثالث لمارفن كارلسون (فن الأداء – مقدمة نقدية) . والكتب الثلاثة تخلط احياناً بين الاداء والعرض، وأحياناً أخرى تفرق بينهما، وبهذا الصدد يقول (مارفن كارلسون) في كتابه " ان التأدية Performing والأداء performance هما مصطلحان نراهما كثيراً في العديد من المجالات التي لا تحمل فيما بينها سوى نزر يسير من المعاني المشتركة على احسن تقدير فكل من (نيويورك تايمز) و(صوت القرية) تشتمل الآن على نوع خاص من الأداء المنفصل عن المسرح وفن الرقص أو الأفلام، بما في ذلك الاحداث التي كثيراً ما يطلق عليها الأداء الفني أو الأداء المسرحي. ويقصد بالأداء المسرحي التمثيل، حيث أن الممثل في المسرح عندما يؤدي دوراً إنما يمثل شخصية معينة تختلف في صفاتها وفي أفعالها وفي اهدافها وفي علاقاتها عما لدى الممثل.
في محتويات كتاب (اريكا فيشر – ليشته) هناك تعريفان أحدهما للأدائي per formative والآخر للعرض performance وعندما تقرأ تلك المحتويات تعرف بأن جميعها تدور حول أداء الممثل أي تمثيله للدور المسند إليه وذلك بواسطة جسده وصوته كأداتين رئيستين. ويكرس الجزء الثاني من كتاب (هايز جوردون) لمناقشة تمثيل الممثل كونه أداء وعندما يتحدث (مارفن كارلسون) عن الأداء المسرحي في كتابه، فإنما يقصد المعنى الأشمل للكلمة وبالأخص العرض المسرحي. وبالمعنى العام فإن (المؤدي) هو ذلك الشخص الذي ينفذ فعلاً أو حدثاً معيناً بسلوكه أو تصرفاته.
وفي لغتنا العربية فإن كلمة (أداء) مأخوذة من الفعل (أدى) حيث يقال "أدى الشيء: أوصله، قضاه" . كما جاء في (المنجد في اللغة). بينما يعرّفه (ريجارد شكشز) صاحب (المسرح البيئي) على انه "السلوك المستعاد" وهو تعريف ينطبق على أداء الممثل، حيث بتمثيله لشخصية معينة إنما يستعيد تصرفاتها وبذلك يعرض تلك التصرفات الى الجمهور.
وللأداء المسرحي أدوات وتقنيات، وأدوات الممثل جسمه وصوته ومخيلته. ولكي يؤدي الممثل دوره بشكل صحيح وجيد فلابد أن يتوفر لصوته ولجسمه ولمخيلته الاسترخاء مع التحفز. والمعلوم أن أي توتر في أعضاء الجسم، بما فيها الأعضاء الخاصة بإنتاج الصوت، أنما يؤدي الى توتر في العقل، والتوتر يعيق الأداء، كما أن أي توتر في العقل يؤدي إلى توتر في الجسم والصوت، وبالتالي يؤدي إلى اعاقة الأداء. وسيؤدي الى تخلخل العرض المسرحي والتأثير السلبي على إيقاعه وعندما يكون ايقاع المشاهد المسرحية مناسباً للأفكار والمشاعر التي يبثها الممثلون عندها سيفقد العرض المسرحي عاملاً مهماً في شد الجمهور وتحقيق متعته.
العلاقة بين الأداء والعرض المسرحي
[post-views]
نشر في: 21 أغسطس, 2017: 09:01 م
يحدث الآن
الأكثر قراءة
الرأي
مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض
د. فالح الحمــراني يتمحور فكر الكسندر دوغين الفيلسوف السوفيتي/ الروسي وعالم سياسي وعالم اجتماع والشخصية الاجتماعية، حول إنشاء قوة أوراسية عظمى من خلال اتحاد روسيا والجمهوريات السوفيتية السابقة في اتحاد أوراسي جديد ليكون محط جذب لدائرة واسعة من...