بعد ثلاث سنوات من الصمت، وحصوله على جائزة نوبل في الأدب لعام 2014، يعود الكاتب الفرنسي باتريك موديانو ليصدر كتابين هما (ذكريات نائمة) و(بداياتنا في الحياة) اللذان أحدثا صدىً كبيراً لدى دار غاليمار للنشر وسيُصدران في شهر تشرين الأول المقبل ..وهناك كتا

بعد ثلاث سنوات من الصمت، وحصوله على جائزة نوبل في الأدب لعام 2014، يعود الكاتب الفرنسي باتريك موديانو ليصدر كتابين هما (ذكريات نائمة) و(بداياتنا في الحياة) اللذان أحدثا صدىً كبيراً لدى دار غاليمار للنشر وسيُصدران في شهر تشرين الأول المقبل ..وهناك كتاب آخر أعاد موديانو تحريره يحمل عنوان (انها تدعى فرانسواز)
وسيصدر عن دار ميشيل لافون للنشر مايمثل عودة ستترك آثارها على الموسم الأدبي الجديد ..
تدور أحداث رواية (ذكريات نائمة) حول التقاء الكاتب بست نساء في لقاءات تسلك طرقاً متعرجة وتحولات كبيرة، بين الفرار والعودة الى الماضي، وبين الهروب الجنوني والرحلات الداخلية، وتبرز من بين تلك النساء جنفييف دالام التي تسير في نومها والتي تركت أثراً واضحاً على حياة مؤلف رواية (في مقهى الشباب)، أما الكاتب فيظهر لنا من خلال شخصية جان الذي يقتفي أثر تلك اللقاءات ويروي لنا كيف فقد القدرة على رؤية تلك النساء، وكيف عدن الى الظهور في حياته من جديد، ليشعر وكأنه يجتمع بالأشباح مسترجعاً شبابه المثير للقلق وكيف كان في بداياته ويحلم بالنشر!!
أما الكتاب الآخر الذي يحمل عنوان (بداياتنا في الحياة) فهو مسرحية مستوحاة من مسرحية (النورس) للكاتب الروسي انطون تشيخوف، وفيها يقوم موديانو بإعادة كتابة النص الروسي بطريقة من يخلق مسرحاً داخل المسرح، ففيها يظهر الكاتب جان أيضاً وهو يستذكر بداياته في المسرح وكيف التقى بزوجته (دومينيك) التي كانت تمثل في مسرحية (النورس) لتشيخوف في حجرة ملابس الممثلين.
فجأة ، يعمّ الظلام ويغوص جان في ماضيه وفي ليلة من ليالي شبابه، نرى فيها والدته (الفيرا) التي كانت تمثل في مسرحيات شعبية هزلية، و(كافو) زوج والدته المتردد، و(دومينيك) تلك الفتاة التي تحلم بالمجد .. نكتشف في المسرحية أرواحاً طازجة وطرية وأخرى بالية، وآمالاً وامنيات مترددة وأخرى منجزة .. إنه يعيش سيرته الذاتية الأثيرة الى نفسه.
إضافة الى ماسبق، ستصدر أيضاً اعادة تحرير لرواية (انها تدعى فرانسواز) عن دار ميشيل لافون في الثاني عشر من تشرين الأول، والتي يحيي الكاتب فيها الممثلة الراحلة فرانسواز دورلياك التي رحلت في عمر الزهور وقد شاركته شقيقتها الفنانة كاترين دينوف في كتابة الرواية إذ استمّد منها ذكرياتها عن الممثلة الراحلة .. سيكون إذن مؤلف رواية (سلالة) نجماً للموسم الأدبي الجديد عبر كتبه الثلاثة.
ولد باتريك موديانوعام (1945) وحاز على الجائزة الكبرى للأكاديمية الفرنسية للرواية عام (1972) وجائزة غونكور عام (1978) وجائزة سينو ديل دوكا العالمية عام (2010)، وجائزة الدولة النمساوية للأدب الاوروبي عام (2012) ، وجائزة نوبل في الأدب عام (2014).
ألف دوميانو أكثر من عشرين رواية كانت أولاها رواية (ميدان النجم) التي كتبها وهو في الثالثة والعشرين من عمره، وتميزت أغلب رواياته بالحديث عن مأساة طفولته ومراهقته وعن العديد من المشاهد الانسانية ومصائر الناس العاديين خلال الحرب العالمية الثانية، كما أعلنت الاكاديمية السويدية أن موديانو كرم بفضل فن الذاكرة الذي عالج من خلاله المصائر الإنسانية الأكثر عصياناً على الفهم وكشف عالم الاحتلال.