خليل جليللماذا اقدمت اللجنة المنظمة لنهائيات كأس أمم آسيا 2011 في الدوحة ومعها الاتحاد الآسيوي لكرة القدم على تأجيل موعد اجراء سحبة نهائيات بطولة كأس آسيا للامم المقررة في الدوحة مطلع العام المقبل بعدما كان مقرراً اجراؤها الشهر المقبل وسط اجواء كروية خاصة تعلن عن نهائيات لها مكانة وثقل لافتين على الساحة الكروية القارية ، الى الثالث والعشرين من نيسان القادم؟
نعتقد بأن غياب بطل آسيا منتخب اسود الرافدين عن هذه القرعة بسبب العزلة الدولية لكرة القدم العراقية منذ اكثر من ثلاثة اشهر،شكل صدمة للجنة المنظمة للبطولة ولكل المتابعين لهذا الحدث الكروي الآسيوي..فكيف يغيب هذا البطل وأحد اعمدة البطولة وابرز فرسانها عن هذه السحبة التي وجدت نفسها غير مكتملة في ظل غياب بطل آسيا وحامل لقب كأس الأمم الآسيوية لعام 2007 منتخب العراق ملح البطولات ونكهتها المميزة ومؤجج صراعها وقاض مضاجع المنتخبات الآسيوية منتخب اسود الرافدين. ونعود الى الموقف اللافت والذي حمل في طياته كل اشكال وأوجه الاحترام والتقدير الذي ابدته اللجنة المنظمة لنهائيات آسيا 2011 وهي تستجيب في اطار تفهمها الكامل لما تعنيه كرة القدم ، لدعوات التأجيل ضمن مساحة متاحة من الزمن لعلها تجد قضية كرة القدم العراقية او بمعنى ادق قضية اتحاد كرة القدم المحلي وازمته الانتخابية مخرجا وحلا يؤدي الى بالنهاية الى إنهاء حالة العزلة والحرمان التي تواجهها منتخباتنا وفرقنا لتعود الكرة العراقية الى مكانها المناسب الذي ما زال فارغا على الخارطة الآسيوية والخارجية. واذا كانت خطوة اللجنة المنظمة لنهائيات كأس آسيا للامم في الدوحة العام المقبل في تأجيل قرعة النهائيات يحسب لها بكونها خطوة حملت الكثير من المعاني والدلائل التي تشير الى اهمية ان يبقى فرسان البطولات سواء كان منتخبنا الوطني او غيره في صلب المنافسات لكونه عنوان قوتها ومثير فصول اثارتها فان حال الكرة العراقية ما زال ينتظر خطوة اكثر جرأة وشجاعة من هنا من الداخل لانقاذها وايجاد ما يساعد على انهاء حالة هذه العزلة اذا كان اصحاب القرار الرياضي ومن يحمل على عاتقه مسؤولية المهمام الرياضية بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص على استعداد تام وبعيدا عن كل المؤثرات القريبة والبعيدة ان يبحث عن خطوة تزيل وتمسح كل آثار التداعي وتحفظ للمؤسسة الرياضية العراقية مكانتها وسمعتها في بناء مستقبل رياضي لا العكس. لقد اخذ منتخب اسود الرافدين بطل آسيا وحامل لقب كأس الأمم الآسيوية صاحب المآثر الراسخة الى الآن في مشاعر العراقيين وملهمهم في الوحدة والتسامح والتصالح حتى اصبح رمزا للعراقيين في ادق مرحلة تاريخية، حيزا كبيرا من الاهتمام سواء لدى اللجنة المنظمة لنهائيات آسيا العام المقبل او لدى اروقة الاتحادات الوطنية لكرة القدم وكذلك الاتحادين الدولي والآسيوي للعبة وعند كل المنتخبات المشاركة في النهائيات التي ما تزال تبحث عن مصير المنتخب العراقي وهي تواقة لحضوره ومشاركته. وازاء هذا الاهتمام غير المسبوق الذي يحيط بقضية المنتخب العراقي ومشواره في النهائيات الآسيوية المقبلة التي سيقف فيها على رأس احدى المجموعات الاربع حاملا للقب القاري يبقى السؤال هنا بل هو الابرز : هل يبقى منتخبنا محط اهتمام الآخرين الذين يبحثون عن مصيره ، يبقى بعيدا عن اهتمام مؤسساتنا الرياضية التي وكما يبدو لا يعنيها غياب المنتخب بأي شيء لا من قريب ولا من بعيد مثلما تعكس الاحداث والوقائع الجارية الآن على الساحة الرياضية المحلية؟ ان بقاء ازمة كرة القدم تدور في دائرة مغلقة وسط وعود ومبادرات لا تمتلك ادنى درجات الجدية في التعامل مع هذه القضية نعتقد بان ذلك سيضعها على طريق طويل من التراجع والتداعي الخطير طالما بات مصير الكرة العراقية يهم الاخرين ولا يهم القريبين ممن يتحملون المسؤولية الرياضية كما يفترض لكن وبالرغم من هذا وذاك سيبقى بطل آسيا هو البطل المنشود والمنتظر اليوم وغدا وفوق كل الاعتبارات.
وجهة نظر :البطل يبقى بطلاً
نشر في: 26 فبراير, 2010: 04:45 م