يشهد التاسع من الشهر المقبل، إقامة مباراة ودية بطابع استعراضي تجمع نجوم منتخبنا الوطني أبطال كأس آسيا 2007 بمنتخب مختار لنجوم كرة عالميين سيضمّهم ملعب البصرة الدولي، ويكون شعار اللقاء أو ما قيل إنه رسالة الى الفيفا والاتحاد الآسيوي معاً انتفاء الأسباب الموجبة لاستمرار الحظر على المباريات الودية والرسمية في أكثر من منطقة ومحافظة داخل العراق وإن كان ملعب البصرة هو الأجدر لجاهزيته وسعته المناسبة لمثل هذا الحدث .
الاعلانات المتعاقبة عن المباراة تُضمِّن هذه الرسالة، ولكن قطعاً لن يكون تمريرها بهذه البساطة وإن جرت الامور باحترافية حتّى الآن من استعدادات وزارة الشباب والرياضة والشركات المتعاقدة معها وهي شركات ربحية تعمل بهذا المجال ولا غبار على ذلك، ولكن المشكلة في التسويق لما قبل المباراة وما بعدها وأقصد بالتسويق مع نفاد الوقت لزمن المباراة المرتقبة ومن هي الأطراف الداعمة والراعية وكيف سيتم تأمين تواجدهم في الوقت المناسب وبصورة خاصة الشخصيات والوكالات الإعلامية المؤثرة حول العالم بقصصها الاخبارية التي ستغطي المباراة من الجانب الآخر حتماً وليس لمجرد نزول اللاعبين الى أرض الملعب، احتراف التسويق ومهنيته هو الجانب الأهم في المباراة التي نريد لها أن تكون احتفالية بطابع حديث من الممكن أن يستثمر كل الموجودات والأفكار ولا يتقلص لمجرد وجود نخبة عالمية معروفة في الزمن السابق ومعها نجوم مثّلوا منتخبنا الوطني في حقبة ذهبية خلت، فمن الممكن معها إعلان اعتزال عدد من هؤلاء النجوم المحليين واختيارهم لمثل هذا اليوم يصاحبها الترويج بملصقات فلكس عن الملاعب الاخرى المعروفة أصلاً ولكن القيمة في إعادة شكلها بجمالية الصورة لكربلاء وميسان وبغداد وأربيل وزاخو وغيرها من وحي العملية الاستثمارية التي تتاح اليوم في اليد مع اليقين بأن الملعب سيكون بحلّة جميلة واحتفالية ونقل تلفازي رائع تزيّنه الجماهير البصرية التي تدرّبت وأصبحت لها خبرة معقولة في التناغم مع الأحداث الكبيرة وإخراجها، لقد تطرّق المؤتمر الصحفي الذي عقد في البصرة الى بعض الأمور التفصيلية بتواجد ممثلي النقل التلفازي والشركة المنظمة وقطبين من نجوم الكرة العالمية كريسبو وسلغادو، وكنا نمنّي النفس بمشاهد أكثر من مجرّد دخول النجمين الى البصرة وتجوالهما في الملعب الى ما يتعدى ذلك من برامج تفصيلية عن المشاركات الاستعراضية بعد الاعتزال وتواجدهم في مدارس كروية للناشئين مع فواصل تقطع البرامج الرياضية المحلية على أقل تقدير لإعلان التضامن مع الرفع الكلي للحظر المفروض على الملاعب العراقية وهنا يكتمل التسويق ومغزاه الحقيقي الذي نروم أن يتجذّر لدى الاطراف المؤثرة، ووددنا لو أن المبادرات المماثلة تجاوزت حاجز وزارة الشباب والرياضة الى الاتحاد والأندية مع اليقين التام بأن المباريات بمثل هذا المستوى لا تعرف الخسارة المادية وكل ما تحتاجه هو الأفق البعيد في النظر والظهور نحو التجربة بعيداً عن التقوقع والاكتفاء بالأنشطة المحلية تاركين مثل هذه المبادرات بيد الشركات الخارجية ونحن نعلم أن من بين نجومنا في الخارج والداخل ممن لديهم علاقات واسعة ولا تعجزهم مثل هذه المباريات وأيضاً ليس من المستحيل للأندية أن تكيّف نفسها لضمان أرباح حقيقية تعينها على التقشّف وقصر ذات اليد.