اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > ما أقرب اليوم بالبارحة "الامريكان قادمون"

ما أقرب اليوم بالبارحة "الامريكان قادمون"

نشر في: 26 أغسطس, 2017: 09:01 م

 

دونما لف ودوران نقولها بصراحة: بان سكان البصرة يتداولون هذه الأيام اخباراً تفيد بان "الأمريكان قادمون" وهواجس الناس في المدينة تشبه الى حدٍّ قريب هواجسهم في الفترة التي سبقت سقوط نظام صدام حسين، أي قبل دخول قوات التحالف بأيام، وهناك رغبة مصرّح بها وأكيدة، عند العامة تفيد بان أوضاع المدينة باتت من التعقيد بما يستعصي حلها عراقياً، فلا الحكومة الفدرالية قادرة ولا الحكومة المحلية عاقدة النية على اختيار محافظ جديد أو رئيس مجلس آخر، ذلك لأن التداخل بين مصالح الاحزاب الحاكمة والخشية من تفرد جهة ما على حساب جهات أخر جعل المدينة في دوامة لن تنتهي باختيار احد.
هناك أحزاب وعشائر وأسر وشخصيات اشتبكت مع بعضها في جملة مصالح مثلما اشتبكت مع بعضها في جملة احترابات، وبين المصالح والبقاء عليها وبين الاحترابات والتفكير في خروج المنتصر منها تكمن أموال طائلة وأسلحة كثيرة واسقاطات في الدين والسياسة والمجتمع، كل حزب لديه ملفات على الحزب الآخر، لكنه لن يستطيع الكشف عنها لأن الحزب الغريم يمسك بمثلها، ومن كان خارج التركيبة هذه ولا يصدق ذلك، فليغامر في الدخول منافسا للحصول على عقد عمل، كمقاول ثانوي، مع إحدى الشركات النفطية مثلا، ولينظر الى جثته في أي مزبلة ستكون غدا، إن لم يمتنع عن الخروج ذليلاً منها.
هل سمعتم بشراء الكرانيت في مراكز التوقيف؟ من يملك المال يستطيع أن يشتري أربع بلاطات داخل غرفة التوقيف في مركز الشرطة او في احدى المديريات التابعة  للداخلية لينام عليها واقفاً، ومن يملك "الشدات" فقط أمام ضباط التحقيق يمكنه تغيير إفادته من – الى فالقانون العراقي داخل مراكز الشرطة وفي الاقبية التي لا تصلها الكاميرات، والتي لا تستدل عليها النزاهة وحقوق الانسان -هذا إذا سلمنا بالنزاهة والحقوق- هو غير القانون في أقوال وتصريحات النواب وأعضاء الحكومة والمسؤولين العراقيين، هناك عالم آخر لم يُرصد بعد.
وفي الوقت الذي يتبادل فيه اعضاء في البرلمان العراقي عن البصرة مع اعضاء في الحكومة المحلية التهم والاسباب التي أدت الى تفاقم أوضاع المدينة سوءاً، وتردي أحوال سكانها الى الحال الذي هم عليه اليوم،  يظل لسان حالهم يلهج بالمثل الشعبي المعروف :" غراب يقول لغراب وجهك أسوأ" وما تبادل التهم بين عضو المجلس حسام ابو الهيل وبين المحافظ الأسبق وائل عبد اللطيف إلا واحدا من طرق التهرب فيها من مسؤولية ما نحن عليه.
في مجلس ما جمعني بأحد النواب عن البصرة -لا أريد ذكر أسمه لئلا يزعل- ظل يحدثني عن منجزاته الكثيرة التي قام بها لصالح البصرة عبر تقارير رفعها الى البرلمان، ثم راح يشدد على إن تقاريره كلها موثقة بالمستندات والصور، ومثل هذه وغيره نسمع أحاديث من محافظ ورئيس مجلس وعضو في الحكومة وقائد في الشرطة ومدير عام في دائرة، كلهم يحدثوننا عن عبقرياتهم ومنجزاتهم وصدقهم وإخلاصهم ووو حتى لتغدو البصرة واحدة من الجنان، يحدوثننا بذلك وكأننا لا نسكن المدينة، ولا نمشي في شوارعها ولا نختلط بأهلها ولا نعاني مما يعانيه الجميع، هم يكذبون ويعلمون أنهم يكذبون.. وسط هذه وتلك لا يصلح إلا القول: ليا اولاد الدعوة.

 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. ناظر لطيف

    شكرا للكاتب طالب عبد العزيز على المقال وعلى شهادته الشجاعة تحية له، وناسف لما الت اليه الامور في البصرة العزيزة على قلوبنا وما ال اليه حال العراق الذي ينزف دما فيما يكثر الطاعنون.

يحدث الآن

ليفربول يخسر وديا أمام بريستون

مجلس الخدمة ينشر توزيع حملة الشهادات والاوائل المعينين حديثا

البرلمان يشكل لجنة إثر التجاوزات على اقتصاد العراق وأراضيه

بايدن يرفض دعوات الانسحاب من الانتخابات الامريكية : انتظروني الأسبوع المقبل

وفاة محافظ نينوى الأسبق دريد كشمولة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram