يقال ان اللص العادي هو اللص الذي يسرق منك هاتفك ، ساعتك ، حقيبتك ، سيارتك ..أما اللص السياسي فهو الذي يسرق منك مستقبلك ، أحلامك ، عملك ، صحتك ، بسمتك ...والمضحك ان اللص العادي هو الذي يختارك واللص السياسي أنت الذي تختاره ، واللص العادي تلاحقه الشرطة ، إما اللص السياسي فتحرسه الشرطة !!
ولأننا محاطون بمئات اللصوص الذين اخترناهم فسرقوا مستقبلنا وأحلامنا وعملنا وصحتنا وبسمتنا وبحماية رؤساء الكتل والاحزاب التي ينتمون اليها ، لابد ان يستوقفنا نبأ براءة زعيم التيار الصدري من سبعة اشخاص ينتمون الى كتلته اتهموا بسرقة المال العام مع اشارته الى تزايد انتشار رائحة الفساد وتحذيره من حصول مالايحمد عقباه ، ومطالبتهم بالمثول امام لجنة مكافحة الفساد وتسليمهم الى الجهات المختصة في حال ثبوت جرمهم ...لعله يكمل مابدأه بمناداته بمحاربة الفساد حتى لو كان الهدف من ذلك حملة انتخابية ..
في هذه الفترة بالذات ، نحتاج الى قيام رؤساء الكتل والاحزاب والتيارات السياسية بتطبيق مبدأ البراءة من اتباعهم الفاسدين حتى ولو على سبيل ذر الرماد في العيون فنحن بحاجة الى عمليات تنظيف واسعة من كل يد سرقت او تسببت في ايذاء المواطنين ويعوزنا قادة يتخذون من الصرامة وسيلة لغربلة اتباعهم فماداموا باقين أصلا ولن يتغيروا بل غيروا مواقعهم واسماء كتلهم وشعاراتهم فقط ، فليعملوا على الأقل على تغيير اتباعهم الفاسدين واختيار أسماء جديدة ربما تملك شيئا من الحرص على البلد والرغبة في بنائه وانقاذه ..
حين تم اختيار أسعد العيداني محافظا جديدا للبصرة ، أعلن عن كونه مستقلا وان آراءه وقراراته لن تخضع لتيار او حزب معين حتى بعد ان اعتمده تيار الحكمة كمرشح عنه ، بينما يرى بعض اعضاء مجلس محافظة البصرة المستقلين وبعض مواطنيها ان اختيار المحافظ لم يأت لكونه مستقلا بل لأن هناك كتلا اتفقت على اختياره لتنفيذ مصالحها في المحافظة ، وهكذا ، لن يتغير أي شيء –حسب رأيهم – فبعد أن افلت المحافظ السابق ماجد النصراوي من المثول امام لجنة مكافحة الفساد او الخضوع للاحكام القضائية ،خرج من العراق غير آسف على أرضه وهوائه مادام يحمل (خميرة) جيدة تفتح له آفاق مستقبل جديد خارجه ، ولم يتبرأ منه حزبه أو يطالب بمحاكمته ، لذا يرى البعض إن المحافظ الجديد سيجد من يسنده ويحمي ظهره فيما لو استسلم لاغراء المنصب والمال والصفقات الخفية ، وقد ينتفع وينفع غيره ولاينفع المحافظة ..وحين تفوح رائحة الفساد وتزكم الأنوف لن يجد من يتبرأ منه ويحاكمه ..
ننتظر من العيداني اذن أن يخرج عن إطار المحافظين الفاسدين الهاربين ، وننتظر من الكتل والتيارات إخلاصا أكثر في اختيار اتباعها أو البراءة منهم ..حتى ولو على سبيل -التغيير - ....
اعلان براءة
[post-views]
نشر في: 28 أغسطس, 2017: 09:01 م