TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كلام ابيض : دعايات وأفعال

كلام ابيض : دعايات وأفعال

نشر في: 26 فبراير, 2010: 05:31 م

جلال حسن من  يتجول في شوارع بغداد الان يشعر انه يسير داخل أستوديو للتصويرالملون ، صور ملأت الواجهات والساحات العامة ، وعلى اعمدة الكهرباء ، وعلى شرفات البيوت ، وفي نقاط التفتيش والكتل الكونكريتية حتى وصلت الى جدران المقابر والطرق الخارجية، ولم نشاهد من قبل كثرة الدعايات الانتخابية بهذا الشكل المبالغ فيه احيانا .
وتنوعت الحملات الدعائية  بين الكتل المتنافسة ، بدءا من توزيع البطاقات التعريفية للناخبين على شكل كارت صغير فيه صورة المرشح ورقمه الانتخابي ،  ترشد الناخب الى ان يضع اشارة صح على رقم القائمة و رقم اسم المرشح وعلى الوجه الاخر من الكارت تقويم ميلادي او ايه قرانية او دعاء  وتوزع هذه الكارتات في الشوارع العامة ، او في كراجات النقل، او ترمى على الركاب داخل سيارة الكيا من قبل شباب يرتدون ثيابا انيقة بوجوه باسمة ، فضلا عن رسائل الموبايل المتكررة والتي ملأت هواتفنا  ليل نهار، بإعلان مدفوع الثمن مرورا بالملصقات والبوسترات الفاخرة التي زينت ملاعب كرة القدم  والواجهات العامة. ولم يكتف المرشحون بذلك بل تعدى الامرالى الاعلانات في الصحف المحلية والفضائيات العراقية والعربية  ووسائل الاعلام الاخرى في زخم  دعائي  ومالي كبيرين.هذه الدعايات أنعشت سوق الطباعة والتصميم، وقامت بتشغيل فرق ميدانية من الشباب لادامة الملصقات يوميا، وتغيير التالف واستبداله بآخر جديد وتثبيت المائل والساقط والمقلوب .اما صور المرشحات  فكانت محل تعليق وانتباه عموم المواطنين، ويكون التركيز على المرشحات الجميلات، ما احدثت كثيرا من الحوادث المرورية  في بغداد والمحافظات، وهناك محافظات سجلت اعلى الارقام  القياسية في تصادم السيارات  نتيجة انشغال السائق  بالنظر الى الصورة ونسيانه اداب السير.ولا تخلو احاديث العوائل البغدادية من طرائف  ومواقف مضحكة وانطباعات ونقاشات باردة بخصوص المرشحين والمرشحات،وايهما الافضل للترشيح النيابي ونظام الكوتا .الان كل شيء يسير على ما يرام ، والصور علقت في اماكنها وكل شيء هادئ وامين وهذا هو درب الديمقراطية والحرية والتنافس الحر والشريف وما ننشده بعد القضاء على عجرفة البيعة.  ولكن جل ما نتمناه ان تتحول وعود المرشحين وشعاراتهم  الرقيقة والحنونة ومن التي تنعش النفوس وترطب القلوب وتجليها من مخلفات الانظمة السابقة، ان تكون افعالا حقيقية وصادقة  تلامس نبض الشارع العراقي وتلبي طموحات الناس الكادحين وايجاد الحلول السريعة والجذرية لمعالجة الازمات المزمنة في ملفات الخدمات وازمة السكن والبطالة  وحفظ الدستور وتطبيق العدالة والتأمين الصحي والضمان الاجتماعي يعني  (قول وفعل ) وليس مجرد شعارات تعلق على  الجدران وتضيع في النسيان. jalalhasaan@yahoo.com

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram