اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > لماذا نسكت على هذه الفِعلة الشنيعة؟

لماذا نسكت على هذه الفِعلة الشنيعة؟

نشر في: 29 أغسطس, 2017: 01:16 م

adnan.h@almadapaper.net

حكومتنا (العراقية) وأكثر القوى نفوذاً فيها وفي عموم الدولة لديها علاقات جيدة جداً مع النظام السوري ومع حزب الله اللبناني. المنطق يقول إن علاقات كهذه لابدّ أن تكون محلّ اكتراث وعناية ورعاية من أطرافها جميعاً.. لكنّنا لا نجد على الأرض ترجمة لهذا المنطق في العلاقات مع دمشق وحزب الله، فحكومتنا وقواها المتنفذة في حال الحب من طرف واحد مع دمشق وحزب الله.
عندما حصلت عملية التغيير في العام 2003 التي انتهت بوضع السلطة في العراق في أيدي القوى المتنفذة الآن، المرتبطة بعلاقات وثيقة مع النظام السوري وحزب الله، لم يخفِ النظام السوري وحزب الله موقفهما العدائي حيال النظام الجديد (الأميركي)، بل إنّ نظام بشار الأسد أتاح لتنظيم القاعدة الإرهابي ولفلول نظام صدام التدرّب على الاراضي السورية وعبور الحدود لتفجير الاسواق والمدارس والمساجد والكنائس والمستشفيات ودوائر الدولة في بغداد وسائر المدن والبلدات في مسلسل إرهابي أزهق أرواح مئات الآلاف من العراقيين وأحدث دماراً مادياً مهولاً تتجاوز قيمته مئات مليارات الدولارات، حتى انتهى الأمر باحتلال تنظيم داعش الإرهابي، القادم من قواعده ومناطق سيطرته في سوريا، ثلث مساحة البلاد وكاد أن يدخل العاصمة بغداد.
لنقل إنّ الضرورة واللعبة السياسية، وليس الدور الإيراني، هما ما حملا الحكومة السابقة وقواها المتنفذة على عمل انعطافة حادة من السعي لشكاية النظام السوري لدى مجلس الأمن الدولي إلى إقامة العلاقات الوثيقة معه، مرة بذريعة الحرب ضد الإرهاب وأخرى بحجة حماية المراقد الشيعية المقدّسة في سوريا.
أمام أبصار العالم كلّه انتقل أول من أمس مئات من مسلحي داعش مع عوائلهم من الاراضي اللبنانية التي كانوا يحتلونها إلى الأراضي السورية التي يحتلها تنظيمهم أيضاً بترتيبات كان النظام السوري وحزب الله طرفاً فيها إلى جانب داعش  .. انتقلوا معزّزين مكرّمين بكل الأبّهة في حافلات فخمة مكيّفة ومؤمّنة فيها الخدمات اللازمة لرحلة تمتدّ مئات الكيلومترات.
 المنطقة التي نُقِل إليها مسلحو داعش ليست أي منطقة على الاراضي السورية... هي ليست عند الحدود مع إسرائيل، عدوة النظام السوري وحزب الله، أو تركيا عدوة النظام السوري.. إنها منطقة البو كمال الواقعة على خط الحدود مع العراق قبالة بلدة القائم العراقية الستراتيجية. بهذه الصفقة يكون النظام السوري وحزب الله اللبناني، حليفا حكومتنا وقواها المتنفذة، قد قاما بنقل نفايات غير مرغوب فيها إلى حدودنا ليتخلّصا هم منها ويرموها علينا لنتورط نحن بها!.. لكم التقدير ما الذي سيفعله هؤلاء الإرهابيون، فالبوكمال ليست منتجعاً للراحة أو للاستشفاء.. هي قاعدة رئيسة للتنظيم الإرهابي لطالما انطلق منها في العشرات من عملياته الدموية داخل العراق، واتفاق النظام السوري وحزب الله لم يتضمن شرطاً يُلزم داعش بعدم استخدام البوكمال وهؤلاء الإرهابيين في أعمال ضد العراق.
حكومتنا وقواها المتنفّذة كان من المفترض أن يكون لها موقف الرافض والمحتجّ بأشدّ اللهجات منذ اللحظة الأولى للإعلان عن هذا المشروع العبثي الخطير، لكنّنا لم نرَ شفة تنبس بشيء حيال هذا الأمر الجلل.. كل ما سمعناه هو تصريح لرئيس الأمن والدفاع في مجلس النواب حاكم الزاملي قال فيه كلاماً يرتقي إلى مستوى الكفر.. هذا البرلماني قال إن أمر نقل الدواعش إلى منطقة البو كمال الحدودية "شأن داخلي سوري - لبناني لا دخل لنا به"!!!
هذا منطق أعوج وسقيم ومناهض للمصالح الوطنية .. خوفنا أن يكون هو موقف الحكومة أيضاً.

(كلام رئيس الوزراء مساء امس عكس موقفاً ببرودة قالب الثلج)

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 3

  1. ياسين عبد الحا فظ

    اعتقد ان ما يحصل يعادل الشهادات المدرسية التي تسلم للطلبة قبيل الدخول الى الامتحانات النهاءية، والتي كانت تسمى شهادات السعي السنوي وهي ملخص لنشاط الطالب خلال السنة عدا الامتحان النهاءي ، والذي سيتقاسم معه الدرجة ليحصل بعدها الطالب على الدرجة النهاءية ، لا

  2. علاء البياتي

    عزيزي عدنان ..بعد كل الذي حصل متى تقتنع نحن لا نملك حكومة نحن نملك دمى تابعة للمحتل الإيراني بمباركة أمريكية حتى من لا يفقه في السياسه سيجيب لماذا أساسا سلم الدميه المالكي الموصل لداعش. .حتى تنتقم إيران من الموصل لأن معظمهم من الجيش الذي هزمهم. .تحياتي

  3. عراقي

    حكم الشيعه

يحدث الآن

الشرطة المجتمعية: معدل الجريمة انخفض بالعراق بنسبة 40%

طبيب الرئيس الأمريكي يكشف الوضع الصحي لبايدن

القبض على اثنين من تجار المخدرات في ميسان

رسميًا.. مانشستر سيتي يعلن ضم سافينيو

(المدى) تنشر جدول الامتحانات المهنية العامة 

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram