رغم أن المدة التي تفصلنا عن حفل توزيع جوائز الأوسكار هي سبعة أشهر، لكن التكهنات حول المرشحين للجائزة قد بدأت تطرح بجدية مع افتتاح مهرجان فينيسيا السينمائي في 30 آب والذي يستمر حتى 9 ايلول. وبعد أن كان ينظر إليه باعتباره حلقة ضعيفة في تقويم صناع
رغم أن المدة التي تفصلنا عن حفل توزيع جوائز الأوسكار هي سبعة أشهر، لكن التكهنات حول المرشحين للجائزة قد بدأت تطرح بجدية مع افتتاح مهرجان فينيسيا السينمائي في 30 آب والذي يستمر حتى 9 ايلول. وبعد أن كان ينظر إليه باعتباره حلقة ضعيفة في تقويم صناعة السينما، استعاد أكبر مهرجان سينمائي في العالم مكانته كمكان لعرض أفضل الافلام السينمائية، واصبح صاحب سجل من الأفلام التي حصلت على العديد من جوائز الأوسكار، وتجدر الاشارة هنا الى فيلمي سبوتليت و بيردمان، والفيلم الذي حاز على أعلى عدد من جوائز الأوسكار هذا العام،وهو فيلم لا لا لاند.
ورغم أن الفيلم الأخير كان يعتبر بالفعل مرشحاً ساخناً للحصول على الجائزة، حتى قبل عرضه لأول مرة في المهرجان، فإن مهرجان هذا العام لا يقدم فيلماً بعينه يمكن اعتباره مرشحاً بشكل واضح. وبدلاً من ذلك، يقدم تشكيلة من الأفلام التي يعتبر فوزها امراً محتملاً جداً. ويعكس عدم اليقين هذا، وجود العديد من المنافسين على الجوائز الكبرى، بما في ذلك فيلم الممثل دانيال داي لويس الأخير Phantom Thread وفيلم المخرج ستيفن سبيلبرغ اوراق البنتاغون.
ويؤكد مدير المهرجان ألبرتو باربيرا، وهو المسؤول عن اختيار الكثير من افلام المهرجان، أنه واثق من أن العديد من الأفلام ستكون من ضمن الأفلام المرشحة بقوة. و يقول. عن ذلك "سيكون هناك المزيد من المتنافسين بالتأكيد، لأن بعض الأفلام الأكثر إثارة للاهتمام لم تكن جاهزة للعرض في الوقت المناسب مع حلول شهر ايلول "، مستدركاً . "لكن بعض الأفلام المشاركة في المهرجان لا تزال لديها فرصة جيدة للحصول على واحدة من جوائز الاوسكار في العام المقبل".
ومن بين الافلام المشاركة هناك فيلم الكوميديا والخيال العلمي Downsizing للمخرج "ألكسندر باين" وهو فيلم ساخر عن زوجين يقرران أن يقزما نفسيهما ليصبح طولهما (نحو عشرة سنتيمترات)، ويلعب الممثلان كريستين ويج وكريستوف والتز ادوار البطولة في الفيلم إلى جانب النجم مات ديمون.
وتعلق أيضاً آمال كبيرة على فيلمين أمريكيين آخرين لمخرجين بارزين.هما دارين أرونوفسكي، الذي يعود مع فيلم الأم!، وهو فيلم رعب عن امرأة شابة تعطلت حياتها من خلال ظهور عدد من الضيوف غير المرحّب بهم. من بطولة النجمة جنيفر لورانس ووصفه مدير المهرجان باربيرا باعتباره واحداً من "اعظم الأعمال التي قام بتنفيذها هذا المخرج". وفي الوقت نفسه، هناك فيلم المخرج غيليرمو ديل تورو The Shape of Water، الذي تدور احداثه ايام الحرب الباردة ومن بطولة سالي هوكينز".
وهناك اختيارات أخرى ملحوظة في المهرجان أيضاً. فهناك فيلم النجم جورج كلوني بعنوان ، سوبوربيكون، والذي يؤدي دور البطولة فيه النجم مات دامون،
ويتنافس في المسابقة الرسمية 21 فيلماً للحصول على جائزة الأسد الذهبي التي ستمنح في التاسع من أيلول في ختام المهرجان، إضافة إلى مجموعة من الجوائز الأخرى. وأفلام المسابقة الرسمية هي لخمسة مخرجين أمريكيين وأربعة إيطاليين وبريطانيين اثنين وثلاثة فرنسيين ومكسيكي وأسترالي ولبناني وياباني وإسرائيلي وصينيين اثنين.
تراوح الافلام المعروضة في مهرجان البندقية بين الانتاجات الهوليوودية بميزانية ضخمة على غرار الفيلم السادس لجورج كلوني بصفته مخرجاً وهو بعنوان « سابربيكون »، وأعمال جديدة مستقلة ووثائقية مثل «هيومان فلو» للفنان الصيني المعارض اي واي واي، حول أزمة اللاجئين.
ويعرض المخرج البريطاني اندرو هايغ « لين اون بيت » الذي يروي قصة مراهق لا يهتم له أحد يتعلق بحصان سباق سيتم القضاء عليه. وفي المجموع سيعرض 71 فيلماً طويلاً إلى جانب 16 فيلماً قصيراً ومسلسلين تلفزيونيين. ويستضيف المهرجان كوكبة من النجوم الكبار من أمثال: روبرت ريدفورد وجاين فوندا مع تسلمها جائزتين عن مجمل مسيرتهما، وعرض فيلمها الأخير « آور سولز آت نايت » من إنتاج « نتفليكس » حول علاقة حب غير اعتيادية بين جارين طاعنين في السن.
ويتناول فيلم «ليجر سيكر» أيضاً موضوع الحب في سن متقدمة مع هيلين ميرن ودونالد ساذرلاند اللذين يواجهان مرض الزهايمر.
ويشارك الثنائي الإسباني النجم خافيير بارديم وزوجته بينليبوي كروث في فيلم درامي جديد حول بابلو اسكوبار بعنوان «لوفينغ بابلو» يلعب فيه بارديم دور تاجر المخدرات الكولومبي الشهير فيما تتولى كروث دور عشيقته.
ومن أفلام التشويق الأخرى في المهرجان «فيرست ريفورمد» من بطولة ايثان هوك وإخراج بول شرايدر.
خارج إطار المسابقة يعرض فيلم «فيكتوريا اند عبدالله» المرتقب من إخراج ستيفن فريرز حول علاقة الصداقة التي قامت بين موظف هندي والملكة فيكتوريا عندما تقدمت في السن.
اصبح اختيار الافلام مسألة معقدة بالنسبة للعديد من المهرجانات الكبرى بسبب ظهور شركتي نيتفليكس والأمازون، التي بدأت تستثمر بكثافة في عرض الافلام في منصات البث التابعة لها . وقد أثارت نيتفليكس غضب الموزعين من خلال ترددهم في عرض نسخ أفلامهم الأصلية في دور السينما، وهي خطوة أدت بمهرجان كان السينمائي إلى الإعلان عن أن الافلام التي عرضت فقط في دور السينما البث يمكن أن تتنافس على جائزة السعفة الذهبية.
ولكن باربيرا مدير مهرجان فينيسيا لهذا العام ليس لديه مثل هذه الخطط. وكما يقول ببساطة لا يمكننا تجاهل هذه الظاهرة"،. "معظم مخرجي السينما المعاصرين يذهبون إلى أمازون ونيتفليكس لتنفيذ مشاريعهم. إذا كان مخرج الفيلم يقبل القواعد الجديدة للعبة، فلماذا المهرجان لا ينبغي لمنظمي المهرجان أن يفعلوا الشيء نفسه؟
عن: الغارديان