في البدء كانت الكلمة … كن .
وفي الختام ستكون .
وللسادة المتخمين ، والسيدات المتخمات ، اقول :كلوا هنيئا واشربوا مريئا ، عيثوا فسادا ، إعبثوا ، تنعموا ،، ولكن إتركوا للمبتلين كلمة حق يقولونها دون خوف ، كلمة صدق دون رياء ،، يضعونها في صحونهم الفارغة فتمتلئ ،، يزقون بها ارواحهم العطشى ، فترتوي … كلمة صدق ، هي المستقيم والمنحنى . أهيم بسطوتها ، اذعن لسلطانها ، تراودني ، أراودها ، أشمها ، ألثمها ، كل كلمة مباغتة ، حياة ..أستقبلها بشبق ملهوف ، حين تحط - كبلبل - على حين غرة ، حين تتجلى كشمس ، حين تنجلي كلؤلؤة ، أنحني أمامها كعابد ، عندها يسجد الكون وتتعالى صلوات التسابيح …
المحبة كلمة .. الحب كلمة ، الكره كلمة ، الوصال كلمة ، الوداد كلمة ، العداء كلمة ، الجفاء كلمة …. إنها مسرى ضوء ،، قطرة ندى ، بوح عاشق ، بسمة
وليد ،
طوال يومي ، أطارد كلمة ،، تطاردني كلمة ،، ألاحقها ، تلاحقني ، أود من فرط شغفي بها لو تملكتها لأودعها رأسي ، قلبي ، رئتي ،
اّه.. كم هي شحيحة الكلمة حين تتمنع ،، كم هي كريمة حين تبذل لا تتبذل ،، لعوب ، غضوب ، شرود ، ودود هي الكلمة … ما أن اقتنص إحداها ، حتي اعجنها بشهيقي ، وأخبزها بزفيري ، أهمّ بها ، بإلتهامها ، بإرتشافها ، انشغل بها عنها لأتفرس في ملامحها : عاجية كسن طفل ، دبقة كلحسة عسل ، براقة كمصقولة عقيق ،، واعدة كسنبلة حبلى . كآرجوحة دون حبال ،،
ما من بوح إلا وسره كلمة ،، إن للكلمة سلطانا ، رونقا ، رائحة ، لونا ، لديها كل ما إقتنته في تسيارها الأنهار ، كل ما إكتنزته في مسارها الشمس ،،،،،
فإلى الذين تنازعوا على شبر من الأرض وجرعة من شراب ونسمة من هواء ،،الذين تصارعوا على إمتلاك الذهب والعروش والقصور والرياش ،، إلى الذين إستحوذوا على كل شيء ويطلبون المزيد ….. خذوا ، حراما ، حراما حراما ، كل شيء وآتركوا (( للمبتلين )) كلمة
( السطور من قصيدة ل—بابلو نيرودا —
بتصرف !!)