TOP

جريدة المدى > عام > موسيقى السبت: القصيدة السيمفونية

موسيقى السبت: القصيدة السيمفونية

نشر في: 9 سبتمبر, 2017: 12:01 ص

شكل موسيقي ظهر متأخراً نسبياً، إذ يرتبط باسم الموسيقي المجري وعازف البيانو البارع فرنس ليست (1811 - 1886) الذي ألّف 13 قصيدة سيمفونية، 12 منها بين 1848 – 1858، والأخيرة سنة 1882. وتسمى القصيدة السيمفونية باللغة الألمانية قصيدة صوتية، وأول من اس

شكل موسيقي ظهر متأخراً نسبياً، إذ يرتبط باسم الموسيقي المجري وعازف البيانو البارع فرنس ليست (1811 - 1886) الذي ألّف 13 قصيدة سيمفونية، 12 منها بين 1848 – 1858، والأخيرة سنة 1882. وتسمى القصيدة السيمفونية باللغة الألمانية قصيدة صوتية، وأول من استعمل هذا التعبير الموسيقي الألماني كارل لوفه (1796 - 1869) في سنة 1828، لكنه قصد مقطوعات للبيانو.

وهي نوع من الموسيقى البرنامجية، المقصود منها استعمال الموسيقى للتعبير عن قصيدة شعرية أو مسرحية أو لوحة تشكيلية ونحو ذلك. بالطبع لا تدخل الأوبرا ضمن هذا التعريف، فهي التي تستند الى نص مكتوب يغنّى، بينما الموسيقى البرنامجية هي موسيقى صرفة، دون غناء. وفيما عدا هذا، هو شكل حر، لا توجد فيه قيود أو شروط تتعلق بالتفاصيل الموسيقية، إذ يعمد المؤلف الى تكريس كل الجهد لتوظيف الموسيقى في خدمة الموضوع بغية التعبير عنه أحسن تعبير، وهذا يتناقض في الجوهر مع حالة فرض شروط وقيود على القصيدة السيمفونية. وربما تكون القصيدة السيمفونية جزءاً من عمل أكبر، كأن تكون حركة من حركات متتابعة ما، مثل عمل التشيكي بيدريخ سميتانا (1824 - 1884) المسمى مولدفا، الذي هو جزء من متتابعة اسمها "وطني". أسهم هذا الشكل في توسيع مفردات اللغة الاوركسترالية، خاصة فيما يتعلق بتطوير وسائل التعبير والتصوير. وقد تطور بالتزامن مع تطور الموسيقى البرنامجية التي نجد جذورها عند لويس كوبران (1661 - 1626) وهايدن وحتى بيتهوفن (استمعوا مثلاً للسيمفونية السادسة الريفية). لابد هنا من ذكر الحركة الرابعة من السيمفونية الفنطازية (1830) للفرنسي أكتور برليوز كمثال بارز عن الموسيقى البرنامجية وكذلك سيمفونيته هارولد في ايطاليا. يتميز الشكل باستعمال لحن أساسي في أحيان كثيرة، وهو في ذلك يقترب من مفهوم ريشارد فاغنر في استعمال اللحن القائد أو الرئيس (لايتموتيف) للدلالة على شخصيات أو أحداث الأوبرات التي كتبها تحت مسمى "دراما موسيقية".
بين قصائد ليست سيمفونية نذكر المقدمات (1854) وهي أشهرها، رثاء الأبطال (1850-1849 ارتباطاً بإخماد الثورة المجرية)، هنغاريا (1854) وآخرها المسماة "من المهد الى اللحد" (1882-1881).
الى جانب فرنس هناك عدد من الموسيقيين الذين ألّفوا في هذا الشكل، أهمهم ريشارد شتراوس (1949 – 1864)، فقد عبر من النصوص الشعرية الى النصوص الفلسفية. أشهر قصائده السيمفونية دون جوان وماكبث والموت والتألق وسيمفونية الألب وغيرها، لكن أشهرها على الاطلاق عمله "هكذا تكلم زرادشت"، الذي حصل على شهرة أكبر منذ استعمال مطلعه في فيلم "2001 اوديسة الفضاء" الشهير لستانلي كوبريك (1968).
أما المؤلف الآخر الذي برع في هذا الشكل فهو الفنلندي جان سيبيليوس (1957 – 1885)، مثل ساغا (قصة، والساغا هي قصص الفايكينغ)، واغنية ربيعية، وأشهرها على الاطلاق قصيدته السيمفونية القومية "فنلانديا" (1899) التي كتبت عنها يوم 12 أيار 2016.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مآثر فوق التصوّر

رحيل ناجح المعموري ..حارس الاساطير البابلية

في غياب الأستاذ

وجهة نظر: السينما المُدجَّنة: بيان في النقد

‏رحل استاذنا

مقالات ذات صلة

مع تباشير العام الجديد عولمة مضادة للسعادات الصغيرة
عام

مع تباشير العام الجديد عولمة مضادة للسعادات الصغيرة

لطفيّة الدليمي ها نحنُ ثانية على مبعدة ساعات من بدءالسنة الجديدة. أهو حدثٌ كبير؟ جديد؟ يستوجبُ التهيئة المكلفة والتقاليد الإحتفائية المكرورة من سنوات؟ ما الذي يحصل كلّ سنة؟ لا شيء. يتبدّلُ وضع العدّاد ويبقى...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram