يسألني سائق التكسي(السايبا) الذي أقلني الى البيت، ما إذا كان السيد عمار الحكيم قال شيئاً بشأن قضية هروب محافظ البصرة ماجد النصراوي؟ فقلت ما الموجب في السؤال ؟ قال لأنه نصَّبَ النائب جواد البزوني بمنصب كبير المستشارين، مسؤولاً مباشراً عن أعمال المحافظ الجديد المهندس أسعد العيداني، وإليه يرجع الأمر في الأول والآخر!! فقلت: لا، لم يقل الحكيم بشأن النصراوي أي شيء، لكنني سمعته وهو يمتدح شركة هيل انترنشيونال الاستشارية الاميركية، وكما لو أنها خلاصة العقل التخطيطي فقاطعني السائق. قائلا: نعم، هو عقلفيطي، فقلت: لا، تخطيطي. أي لن تشرع شركة ما، كبيرة او صغيرة بالعمل في البصرة إلا بعد موافقة الشركة الاميركية هذه!!! لكنه، وحين لاحت منه التفاتة الى أعمال إكساء وتبليط تقوم بها شركة محلية في السايد الثاني لشارع الاستقلال، وسط المدينة صاح بي: انظر، للتلبيط الفيطي هذا، لن يدوم أسابيع طويلة، الاسفلت خال من الحصى، سيتخسف بعد أيام.ألم أقل لك عقلفيطي.
ربما طال حديثي مع سائق السايبا هذا وتشعب في خراب أكثر من مفصل، لكن سؤاله عن ما قام به السيد عمار استوقفني حقاً. نعم، لماذا لم نسمع من زعيم كتلة المواطن اولاً والبصرة أولاً او محافظتي اولاً؟ بل لماذا لم يطالب القضاء العراقي بتوضيح ما منه؟ ألم يكن النصراوي مرشحاً له؟ ثم ماذا يعني تنصيب النائب جواد البزوني كبير المستشارين للمحافظ الجديد؟ ولماذا لم يقل البزوني النائب ما يتوجب عليه قوله بشأن النصراوي الهارب؟ أيريد أن يكون في الموقع الأقرب من المحافظ الجديد لكي (يطمطم) قضية فساد وهروب النصراوي ؟ وهنا، نعيد القول ونلزم السيد العيداني بتوضيح قضية ومعنى وجود البزوني في مكتبه، هذا إذا كان قادرا على المروق من عباءة تيار الحكمة والتصريح بحقيقة انتمائه لهذا التيار، وما إذا سيكون امتدادا لنهج سلفه النصراوي، باستحصال المبالغ المطلوبة لتيار الحكمة الجديد.
ليس في العالم أقذر من لعبة السياسة في العراق، ذلك لأننا نكاد نجزم أن لا يمر يوم دون أن نسمع قصة في فساد وخيانة ولصوصية أحد في الطبقة السياسية، أخطاء بسيطة تسببت بانهيار حكومات في البلدان التي تحترم شعوبها، إذ أننا لم نر او نسمع في بقعة من الارض بقيام نائب في البرلمان بتهريب محكوم بجناية وخيانة وفساد، كيف يكون المشرّع خائناً، بل كيف يكون زعيم الكتلة مشاركا في السرقات، منتفعا عبر لجنته الاقتصادية من مرشحه، الذي تفترض الناس فيه الكفاءة والأمانة والمسؤولية. ترى مَن سيحاسب مَن؟
قبل أن أصل البيت قال السائق بانه مولود في إيران، لكنه، يحتفظ بضمير حي، مفاده ان إيران وراء الخراب كله، وحين قلت له: لا، ليس العيب بايران. قاطعني قائلاً: على إيران أن تسلم النصراوي إذا كانت قد جعلت مستقبل العراق وناسه باهتمامها. لكنها لن تفعل، بل، هي السبب في ضياع أموال العراق، ظل يحرك محوّل السرعة(الكَير) لكنه لم يستجب، ظل يحركه للأمام والخلف لكن دونما فائدة ترتجى، كانت الحفرة التي وقعت فيها سيارته (السايبا) كبيرة، وقبل أن أودعه صاح بي: ألم أقل لك: عقلفيطي.