TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > تلزيك

تلزيك

نشر في: 11 سبتمبر, 2017: 09:01 م

تقول الاحصائيات العالمية والعربية إن رواتب الاساتذة الجامعيين هي الأعلى أو أقل من الأعلى بقليل فضلا عما يمنح لاصحاب الكفاءات العلمية من امتيازات أخرى كتسهيل مشاركتهم في المؤتمرات العلمية على حساب دولهم او ابقاء مكاتبهم شاغرة لفترة وهي تحمل اسماءهم تقديرا لجهودهم في تعليم الاجيال وتنويرها ، فاغلب الدول المتطورة والتي تروم التطور تعتبر التعليم النواة الاولى والأهم لبناء الدول ..ولأننا نهوى التميز والاختلاف عن بقية الدول في جميع قراراتنا واسلوب تعاطينا مع كفاءاتنا فقد هبط مستوى التعامل مع الاستاذ الجامعي الى الحد الدنى منذ أن اصبح بضاعة مطلوبة لتجار الدم وبات معرضا للاعتداء والاهانة من الطلبة وصار يمكن أن يغادر الجامعة لاسباب طائفية بناءً على مااصطلح على تسميته بقانون المساءلة والعدالة فاقدا جميع امتيازاته وبكل بساطة ..
لهذا فقدت الجامعات العراقية اغلب العقول العلمية أما باغتيالهم او هجرتهم الى خارج البلد ، أما من صمد وبقي منهم فهو مطالب بأن يخضع لأمزجة رؤساء الجامعات الطائفية أو الحزبية وأن يغض النظر عن سلوكيات بعض الطلبة التي تفقد الاستاذ الجامعي هيبته وتحوله الى أداة لتحقيق النجاح القسري ..
مؤخرا ، أصاب الاحباط الاكاديميين ومثلهم المتقاعدين وموظفي الدولة بعد ان خرجت علينا الحكومة بابتكارجديد يدعى (قانون التأمينات الاجتماعية) اذ شعروا ان سلبياته اكثر من ايجابياته التي هلل لها واضعوه بقولهم انه سيساوي بين شرائح المواطنين ويحقق لهم العدالة الاجتماعية في توزيع الثروات عبر ضمان حقوق العاملين في القطاع الخاص والمضحين من ذوي الشهداء والجرحى ، فهذا القانون يعتمد على صيغة تقليل رواتب الاساتذة الجامعيين والرواتب التقاعدية للموظفين لمنح المقتطع منها لشرائح اخرى ، وهو مايجعل القرار محبطا ويشبه عملية (تلزيك) مفتعلة ينتفي منها الهدف الايجابي والنية السليمة ، فمن ينوي رفع المستوى المعيشي للمواطنين وضمان حياة العاملين في القطاع الخاص عليه أن يجد سبلا اقتصادية اكثر جدوى كتنشيط العمل في القطاع النفطي والزراعي والصناعي واستغلال موارد السياحة الدينية ورسوم الكمارك التي تقدر بالمليارات بدل الاتكاء على الطبقات الضعيفة في المجتمع ووضعها في خانة العاجزين وبالتالي قد يضطر الاستاذ الجامعي الى الهجرة أو الاستجداء أو مخالفة ضميره المهني واستغلال مهنته في الاسهام في انحدار التعليم ومنح شهادات علمية لمن لايستحقها !!
كان الاحرى بمن يحاول انتشال البلد من منحدر الديون والهبوط الاقتصادي أن يقتطع من رواتب المسؤولين والنواب الذين اضاعوا ثروات البلاد بفسادهم المريع وحصولهم على امتيازات لايحلم بها أي موظف عراقي قدم أحلى سنوات عمره لبلده ولم ينل سوى راتبا تقاعديا يخضع للترشيق كلما تفتق ذهن الحكومة عن فكرة جهنمية لانقاذ البلد ...خاصة وان كل تلك الافكار ليست حلولاً جذرية ولاتعدو كونها محاولات (تلزيك) فقط ..

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram