قد تكون التسعيرة التي أعلنت عنها شركة تسويق النفط سومو هي من أطاحت بمديرها فلاح العامري بهذه السرعة، والتي أثارت منذ الإعلان عنها انتقادات من خبراء بالشأن النفطي العربي والعالمي، حتى أن البعض وصفها بالمتهورة، وذلك بحسب خبراء في الشأن النفطي الذين لم
قد تكون التسعيرة التي أعلنت عنها شركة تسويق النفط سومو هي من أطاحت بمديرها فلاح العامري بهذه السرعة، والتي أثارت منذ الإعلان عنها انتقادات من خبراء بالشأن النفطي العربي والعالمي، حتى أن البعض وصفها بالمتهورة، وذلك بحسب خبراء في الشأن النفطي الذين لم يستبعدوا ايضا أن تقف تسويات سياسية داخلية وراء تلك الاقالة التي لم تعرف أسبابها حتى الآن، فيما صدر أمر وزاري بعد ساعات من إعفاء العامري بتكليف علاء خضر كاظم الياسري بمهام مدير عام شركة تسويق النفط "سومو" وكالة بدلاً عن فلاح العامري الذي نقل الى الوزارة وتم تكليفه بمهام مستشار الوزارة لشؤون التسويق والستراتيجيات.
وكانت مصادر قد أفادت في وقت سابق بإعفاء مدير عام شركة تسويق النفط "سومو" فلاح العامري من منصبه، مبينة إن وزارة النفط قررت إعفاء مدير عام شركة تسويق النفط (سومو) فلاح العامري من مهامه
الخبير في الشأن النفطي ضرغام محمد علي يقول في حديث لـ"(لمدى)، إن الكلام مؤخرا من قبل البعض والذي تركز حول شركة سومو ومديرها فلاح العامري، أشار الى ان الاخير يدير الشركة بشكل كيفي وليس علمي، مستدركا: لكن لم ترد أدلة او حقائق حول طبيعة هذه الاتهامات، مما يرجح أن تكون التسعيرة الجديدة لسومو، هي من اطاحت بالعامري كونها اثارت انتقادات من خبراء بالشأن النفطي العربي والعالمي، فهي بحسب تقديرهم ستجعل العراق يخسر الكثير من الحصة السوقية الحالية في آسيا، كون الزبائن الآسيويين يعتبرون من المشترين الاساسيين للنفط العراقي، وبالتالي يمكن أن تكون الإطاحة بالعامري تهدف الى ايصال رسالة ايجابية الى هؤلاء الزبائن للمحافظة على الحصة السوقية وربما إعادة النظر بالتسعيرة التي لم تقر حتى الآن، لكن العامري حاول من خلالها الخروج بسعر معايرة جديد غير مطروق سابقا يعتمد على بيع النفط العراقي إسوة بخامات الخليج وخام برنت، فهو أراد ان يجعل النفط العراقي نفط مهم للمعايرة في تحديد آليات الاسعار.
وكانت شركة تسويق النفط العراقية "سومو" أبلغت عملاءها في آب الماضي نيتها تغيير سعر القياس لخام البصرة في آسيا، إلى سعر العقود الآجلة للخام العماني في بورصة دبي للطاقة، من متوسط أسعار خامي دبي وعمان على منصة بلاتس، اعتبارا من أيلول القادم.
فيما هاجمت صحيفة "الرأي" الكويتية، قرار العراق القاضي بإعادة تسعير نفطه الخام في آسيا، واصفة إياه بأنه خطوة "متهورة وغير مدروسة"، فيما توقعت حدوث "أزمة" بين العراق وزبائنه في السوق الآسيوية.
ضرغام محمد علي يشير في حديثه: الى انه ومع كون خطوة تسعيرة سومو الاخيرة طموحة وجيدة، لكنها كانت تحتاج الى المزيد من العمل وليس بقرار فردي من العراق، وكان يجب أن تؤخذ على مستوى العالم من خلال آليات وليس بشكل اعتباطي، لذلك هي لم تكن موفقة بشكل كافٍ كي تقنع الزبائن من مشتريّ النفط العراقي، مما يؤكد أن التسعيرة الجديدة هي من أطاحت بالعامري بهذه السرعة وليس ملفات فساد كما يريد البعض القول، مردفا بالقول: كما إن اقالة العامري جاءت للحفاظ على حصة العراق في الاسواق الآسيوية التي تعتبر المشتري الاساس للنفط العراقي خاصة إن هذه السوق يحدث بها نمو خلافا للسوق الاميركية والاوروبية التي قد تصل الى الصفر أحيانا، مما يعني أن مستقبل العمل في السوق الآسيوية هو أهم من السوق الاوروبية والاميركية.
ويرى علي: إنه ومع تفرّد العامري في قرارات شركة سومو، لكن يجب أن لا ننسى بان لديه خبرة وكفاءة، وعملية اختيار بديل له ستحتاج الى وقت طويل، مما لا يمكن الحكم على آلية استبداله اذا كانت صحيحة أم لا في هذا الوقت، مستطردا: ومن جانب آخر فان هناك استهدافاً واضحاً من قبل اطراف سياسية كون الشركة كانت حازمة مع الأكراد في بيع النفط الكردي، وبسبب ضغوط الحكومة على الكرد لبيع نفطهم من خلال شركة سومو، كان هناك توتر واضح بين شركة سومو والسياسيين الكرد، في وقت كانت آليات بيع شركة سومو محكمة ومعترف بها دوليا كما أن آليات التسعير مقبولة من قبل الزبائن، اضافة الى كونها شفافة وقد أهلّت العراق للدخول في منظمة مبادرة الشفافية للصناعات الاستخراجية الأمر الذي انعكس ايجابا على مكانة العراق في السوق النفطية كونه أكبر عضو في هذه المنظمة، لكن يبقى القول أن اقالة العامري جاءت على خلفية تسوية سياسية وفي ذات الوقت هي ترضية لزبائن شراء النفط العراقي في السوق الآسيوية بعد رفض التسعيرة الجديدة، ومن المؤكد ان إقالته ليست عقوبة .
وكان عضو لجنة النفط والطاقة النيابية مازن المازني قد كشف في (24 آب 2017)، عن وثائق تتعلق بخروق في عمل شركة تسويق النفط (سومو)، فيما طالب رئيس الوزراء حيدر العبادي بالتدخل لإيقاف تلك الخروق، دعا النائب عن كتلة الحزب الديمقراطي الكردستاني ماجد شنكالي، في (19 آب 2017)، رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى استبدال مدير عام شركة "سومو"، واصفا الشركة بـ"القلعة المغلقة"، لأنها تبرم عقودا مالية وصفقات تجارية بعشرات المليارات من الدولارات سنويا دون علم شيء عنها.
يذكر أن العراق تخطى السعودية وإيران في معدل إنتاج النفط العراقي خلال حزيران 2017، بواقع 4,502 ألف برميل يوميا.