زار فريق من منظمة الامم المتحدة لشؤون اللاجئين UNHCR الفلوجة للاطلاع على اوضاع المدينة والحملة الجارية لإعادة اعمار ما تهدم من بيوتها. واثناء دخول الفريق لاحد شوارعها تهافت الاهالي عليه لمطالبته بإعادة اعمار بيوتهم .وكل بيت في هذا الشارع كان قد تضرر
زار فريق من منظمة الامم المتحدة لشؤون اللاجئين UNHCR الفلوجة للاطلاع على اوضاع المدينة والحملة الجارية لإعادة اعمار ما تهدم من بيوتها. واثناء دخول الفريق لاحد شوارعها تهافت الاهالي عليه لمطالبته بإعادة اعمار بيوتهم .وكل بيت في هذا الشارع كان قد تضرر او حرق من قبل مسلحي داعش قبل انسحابهم منها، ولكن حتى هذا الوقت تمت اعادة تأهيل بيت واحد فقط.
وتوسل رجل من بين جموع الاهالي التي تهافتت على فريق الامم المتحدة ان يكون بيته الهدف الثاني للفريق قائلاً "لقد بقيت لوحدي فقط، والدي واشقائي الكبار جميعهم قتلوا ."
وجاءت امرأة اخرى وهي تحمل طفلا بين يديها محاولة اقناع مسؤولي فريق شؤون اللاجئين ان يطلعوا على بيتها الذي حرق وافراد عائلتها يجلسون على الارض .
قال مسؤول فريق شؤون اللاجئين سيف حميد الطاطوز في حديث لموقع راديو استراليا واصفا الموقف: "كل واحد هنا يريد مساعدة، الكل جاؤوا إلينا مسرعين طلبا للمساعدة. ولكن ليس باستطاعتنا اعطائهم اي وعود، إذ لا تتوفر ميزانية لهكذا مشروع هذا العام ."
وكان فريق مفوضية اللاجئين الذي يتراسه الطاطوز يبذل صبرا وهو يستمع لمطالب الاهالي ويسجل ارقام هواتف كل واحد منهم.
وحققت المعركة ضد تنظيم داعش انتصارات في كل مدن وقرى العراق ولكن البلد يواجه حاليا، واحداً من اكبر مشاريع اعادة اعمار المدن منذ الحرب العالمية الثانية .
لقد قام مسلحو داعش بعملية تدمير ممنهج لمعظم البنى التحتية والمرافق العامة في المناطق التي كان يحتلها والتي شكلت 40 % من مساحة العراق.. احياء بأكملها في الفلوجة اصبحت غير صالحة للسكن و80% من الرمادي المجاورة تمت تسويتها مع الارض في حين تم محو الجزء الغربي من الموصل جراء المعارك .
ومن جانبها، تقول ليزغراند، منسقة شؤون حقوق الانسان ومديرة برنامج التنمية التابع للأمم المتحدة "اعتقد انه من المهم جدا الاعتراف بان الحكومة العراقية تقوم الان بالتعامل مع ثلاث ازمات في الوقت نفسه، أزمة أمنية وأزمة انسانية وأزمة مالية ."
وتقوم غراند بالإشراف على برنامج خاص ترعاه الامم المتحدة لتحقيق الاستقرار وذلك بمساعدة الحكومة العراقية للإسراع بمتابعة اعادة تأهيل البنى التحتية العامة ليتسنى لأهالي المناطق المتضررة العودة لبيوتهم بأسرع وقت ممكن .
واضافت غراند بقولها "مع قرب انتهاء الحملة العسكرية نتوقع من ان الحكومة ستستثمر موارد ضخمة من اجل تحقيق عودة الناس لبيوتهم. لقد اصبح هذا الامر من أعلى درجات الاولوية"، مشيرة الى ان الفلوجة تصور الان احد قصص النجاح المبكرة لما حققه هذا البرنامج ويمكن تحقيقه كذلك عبر البلاد .
وتمت ازالة المتفجرات ومخلفات الحرب من معظم احياء المدينة مع استعادة الطاقة الكهربائية وعودة 80% من الاطفال الى مدارسهم وان 60% من اهالي الفلوجة ينعمون الان بمياه شرب نظيفة .
وقالت منسقة الامم المتحدة ان "الفلوجة كانت مهملة منذ وقت طويل، وقبل عام كانت مدمرة ومدينة اشباح اما الان فقد ولدت المدينة من جديد. وما لاحظناه ان الحكومة قد تمكنت من اعادة الاستقرار للمدينة.. عبر عملية العودة التي اشرفت عليها الحكومة رجع مئات الالوف من الاهالي لبيوتهم، وهذا يعتبر انجازا لا يصدق ضمن فترة قصيرة ."
ولكن في الوقت الحاضر ورغم ان جهود اعادة الاستقرار جارية في كل مناطق العراق فان مرحلة الازمة الانسانية الملحة لم تنته بعد.
وتقول غراند انه امر جوهري ان يبقى المجتمع الدولي مهتم بالأزمة الانسانية في العراق بعد انجاز المكاسب العسكرية ضد داعش داخل البلد، متابعة "لدي ثقة بان المجتمع الدولي سيستمر بتعهده في دعم جهود المساعدات الانسانية وتحقيق الاستقرار، ما نخشاه وما لا نريد ان نراه هو تخلي المجتمع الدولي عنا الان. ولن يكون ذلك منطقيا ."
عن:Radio Australia