TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > هواء فـي شبك :(الجذب المصفط والصدك المخربط )

هواء فـي شبك :(الجذب المصفط والصدك المخربط )

نشر في: 26 فبراير, 2010: 07:14 م

عبدالله السكوتي يحكى أن احدهم يبالغ في حديثه ، لكنه اغلب الاحيان ينسى مايقول ، والمفروض ان من يكذب يتذكر كذبه حيث قالوا : (اذا كنت كذابا فلاتكن نسايا ) ، لكن صاحبنا وفي إحدى جلساته التي تثنى بها الوسادة له ، وحين رأى ان جماعة يتبارون في ان كل منهم وفي كل مباراة لكرة القدم يحرز ثلاثة اهداف ،
فتحمس صاحبنا وبدأ بقوله: انه في مباراة واحدة أحرز 20 هدفا وانه لايقبل اقل من هذا العدد في كل مباراة، وراح يقص عليهم ماذا فعل بالشِباك حيث قال :(اكوّل في كل مباراة ، واملي الشبج طوبات ، طوبه باثر طوبه ) ، هنا قُرع باب الدار ، فانقطع الحديث ، ومن ثم استأنف صاحبنا حديثه وهو يقول : ( وين وصلنه ) ، فقالوا 🙁 مليت الشبج )، حينها قال 🙁 او جذبته وذاك السمج ليلوك لهاي الحلوك) . وقديما قالوا (الجذب المصفط أحسن من الصدك المخربط ) ، لكن اصحابنا حتى لم (يصفطوا ) شيئا ولذا فكذبهم مكشوف واضح ، وينسونه بين ليلة وضحاها ، هؤلاء يسيطرون على الساحة لانه للأسف هنالك أذان تصغي وتروج لهم دعاياتهم ، في حين يصمت من له الحق في القول لكنه وللأسف أيضا يمتلك الصدق لكنه ليس على هذه القاعدة ولا يؤمن بهذا القول ، فصدقه مهمش ومحكوم بعدم وجود الدعاية والترويج ، ناهيك عن كثرة الأعداء والمتربصين، الذين يحاولون تشويه اللوحة، ليفوزوا بالسلطة والجاه والنعمة كما يسمونها ؛ كثير من المرشحين ينحون منحى جديدا في دعاياتهم الانتخابية وهو أسلوب يعتمدون فيه تسقيط الآخر وتعداد عيوبه مع غض النظر عن انجازه الوطني ؛ يقولون نصف الحقيقة التي في صالحهم وينسون النصف الآخر متعمدين كي يخفوا محاسن من يهاجمونه ، لينالوا من شخصيات وأفكار وطنية كانت لها اليد الطولى في تثقيف الشباب وفتح عيونهم على الثورة ورفض الطغيان والتعسف ، لكن للآسف هؤلاء تعرض تاريخهم للخذلان والنسيان أيضا ، لأنهم لا يمتلكون من يكذب لهم كذبا ( مصفط ) ، وقديما قالوا ( أعذب القول أكذبه ) لكنهم من المؤكد لا يقصدون المرشحين بل قصدوا الشعراء ، ومثال كذب الشعراء في أعذب القول وأكذبه قول الشاعر : لاموا على صبّ الدموع كأنهم لا يعرفون صبابتي وخضوعي فأجبتهم وعد الحبيب بزورة أفلا ارش طريقه بدموعي في الماضي كانوا يعددون مآثر اعدائهم ، ولايغمطون حقهم في قول الحقيقة ، لأنهم في هذا يكونون قد تغلبوا على عدو قوي وليس عدوا ضعيفا يسهل التغلب عليه ؛ احدهم يخرج من على الفضائيات يتبجح بأنه سيعمد الى جعل العراق قطعة من الجنة وهو نائب متغيب عن جلسات البرلمان مع سبق الإصرار ، لم يحضر إقرار قانون ولا مناقشة مشروع ، هذا الأخ دعايته الانتخابية الهجوم على الآخرين ، يهجم على الجالسين في القصور الرئاسية في حين يجلس هو في أرقاها ، وحين يحاجج يقول : انه يدفع إيجارا ، والاخرون يا سيادة النائب ألم يدفعوا؟ يتهم الاخرين بتمويل دعاياتهم الانتخابية من المال العام ، وحين تسأله من اين تمول دعايتك انت؟ يقول : مجموعة مستثمرين ، يهزأ بالعمامة ويرتديها ، ويسخر من المتدينين وهو احدهم ويحسب نفسه منهم ، يهاجم العلمانيين ويقف في صفهم ، ويدعي انه صاحب مشروع العلمانية في العراق ، وفعلا كما قالوا ( الجذب المصفط أحسن من صدك المخربط ) .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram