TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > بوح السير الذاتية .

بوح السير الذاتية .

نشر في: 14 سبتمبر, 2017: 02:23 م

كلما هممت بإتمام ما بدأته  قبل سنوات بتدبيج ملامح ومشاهد من سيرتي  الذاتية ،، حتى أتراجع نحو نقطة اللاعودة حين  اكتشف اني أماري ، وأغلف بعض الأحداث والمشاهد بورق السيلوفين  الفضي وأزين بعض قباحاتها بالمساحيق لأجعلها جديرة
بعيون القراء .
قبلها كنت قرأت  سيرا ذاتية عديدة لكثير من الكتاب والمفكرين — عربا وأجانب — للإطلاع وزيادة المعرفة بهذا النوع من فنون الكتابة الرفيعة ،، في طليعتها : ( إعترافات القديس أوغسطين ) كونها كانت فتحا من الصراحة الإعترافية التي شجعت على تعرية النفس مما إلتبس او علق بها من آثام ، او للتخفيف من وطأة وعناء ما ينوء به الضمير . اتبعتها بإعترافات ( روسو ) والتي تخطت حاجز
الصراحة المعهود  بشأو بعيد ،، فقد جسد الصراع الداخلي بأدق تفاصيله ، حتى وصفها بعض النقاد بآنها أصدق سيرة كتبت ، فيما سفهها آخرون ووصفوها بانها اكبر مشوه للحقائق .. تلتها يوميات ( اندريه جيد ) نقل فيها دقائق حياته بما فيها من أخطاء  وخطايا … تبعتها صورة الفنان في شبابه ل ( جيمس جويس ) جسد فيها حراكه الشعوري  واللاشعوري … نيتشة كتب سيرته الذاتية الغنية وهو في سن  الأربعين . بينما (سلامة موسى) كتب سيرته وهو على مشارف الستين. وكيف ننسى ( الأيام ) لطه حسين ، و (سارة) للعقاد ، وعصفور من الشرق ل(توفيق الحكيم ) ، وإبراهيم الكاتب ٠( للمازني ) ومن يظن ان ميخائيل نعيمة آثار ضغينتنا عن جبران بكتابه عنه فهو مخطئ ، فلقد منحنا الدفء في  لسعة النار ، وجعلنا نتذوق المر في لحسة
عسل .
وهذا دعبل الخزاعي يكتب :: ها أنا ذا ، لي خمسون سنة أحمل خشبتي على كتفي ،، ادور على من يصلبني عليها. فما أجد أحدا . بينما ابو حيان التوحيدي يناشد ولي الأمر : خلصني ايها الرجل من التكفف ، انقذني من لبس الفقر ، إشترني بالإحسان ، أستعمل لساني بفنون المدح . إكفني مؤونة الغذاء
والعشاء .
…أما نيرون طاغية  روما ،فلم  يجد في قاموسه وهو يحتضر إلا بعض جملة :  يا إلهي  كم كان مصطنعاً ذاك الأمر  كله !!
# التفاصيل : إستلهاماً من كتابين لجلال الخياط وإحسان عباس

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

 علي حسين عزيزي القارئ.. هل تعرف الفرق بين المصيبة والكارثة؟، المصيبة يمكن أن تجدها في تصريح السياسيين العراقيين وجميعهم يتحدثون عن دولة المؤسسات، وفي الوقت نفسه يسعون إلى تقاسم المؤسسات فيما بينهم تحت...
علي حسين

أزمة المياه في العراق وإيران: تحديات جديدة للاستقرار الإقليمي

د. فالح الحمــراني حذرت دراسة أعدها معهد الشرق الأوسط في موسكو من ان أزمة المياه بإيران والعراق المتوقعة في نهاية هذا العام قد تفضي الى عواقب بعيدة المدى، تؤثر على الاستقرار الاجتماعي في المنطقة،...
د. فالح الحمراني

العراق.. السلطة تنهب الطقس والذاكرة

أحمد حسن على مدار عشرين عاما، تحولت الثقافة في العراق إلى واجهة شكلية تتحكم بها مجموعات سياسية تدير المجال العام كما تدير المغانم. وفي ظل هذه الوضعية لم تعد الثقافة فضاء لإنتاج الوعي أو...
أحمد حسن

لماذا تهاجم الولايات المتحدة أوروبا بسبب حرية التعبير؟

فابيان جانيك شيربونيل * ترجمة : عدوية الهلالي «أعتقد أنهم ضعفاء. الأوروبيون يريدون أن يكونوا ملتزمين بالصواب السياسي لدرجة أنهم لا يعرفون ماذا يفعلون." لفهم الموقف الأمريكي تجاه القارة العجوز، يصعب إيجاد تفسير أوضح...
فابيان جانيك شيربونيل
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram