اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > في احتفالية بيت المدى..أبو سعيد والمطر.. حين تصبح الكلمة طريقاً للشهادة

في احتفالية بيت المدى..أبو سعيد والمطر.. حين تصبح الكلمة طريقاً للشهادة

نشر في: 26 فبراير, 2010: 07:34 م

بغــــــداد / المدىتصوير/ مهدي الخالدي نحن على قناعة  بأن قراءة ابو سعيد (عبد الجبار وهبي)  قراءتان، قراءة لمقالاته الصحفية، وقراءة لحياته. في الأولى، نجول في عوالم البساطة والحميمية  والرؤى، والذات ومواجعها، والناس وحرائقهم الأبدية، وفي الثانية نمسك بيد التاريخ الذي يدلنا على البقع الأرجوانية العديدة بدءا من طفولته في البصرة في محلة المشراق، ورحلة النضال  الى بغداد وبيروت،
 ثم الشام وعودة الى بغداد ثانية ليلقى مصيره المحتوم. حياة القهر والمغالبة، والسخرية المرة من الأزمنة الباهتة، والظروف المعطوبة باليباس. لكنها مرسومة باريج النضال .. درب لا التواء فيه أو تورية في زمن صار جوهره الالتواء والتورية. مناضل وصحفي  ظلت قضية الناس  تركض في دمه، حقولاً، وناساً، وذكريات، وأمكنة؛ صحفي تأخذه حمى الاقتلاع  من دور الى دور وهو في عز صحوه وفتوة الشباب. ابو سعيد الذي هجر متع الحياة ليستبدلها باصعب واحلى المتع واعني بها متعة النضال والدفاع عن قضايا الناس.. فاستاذ الفيزياء هجر في لحظة  يقين مهنة التدريس ليستبدل البدلة بالدشداشة  والعرقجين.. بهذه الدشداشة يدخل ابو سعيد عالم الناس البسطاء ليقدم عنهم عمودا صحفيا عد ولايزال علامة بارزة في تاريخ الصحافة العراقية.. عن ابو سعيد الصحفي المناضل كانت فعالية مؤسسة المدى التي اقامتها في بيت المدى بشارع المتنبي في  يوم ماطر كانت فيه بغداد تنفض عن نفسها غبار السنين.. في شارع المتنبي حيث اعتاد زواره ومريدوه التطلع الى (الفلكس) الذي يقف شامخا امام  بيت المدى ينبئ المارة عن الشخصية التي سيفوح عطرها في المكان.. كانت صورة ابو سعيد تحتمي بالناس من زخات المطر التي حاولت ان تعطل نشاط الشارع  فانزوت الكتب خجلة فيما اصرت صورة ابو سعيد على ان تبقى وسط الشارع تستقبل الناس لتطمئنهم على ان الحياة تستمر رغم كل شيء وان محاولات الارهابيين لن توقف الحياة. المطر وانباء التفجير الذي حدث قبل ايام كان هاجس العاملين في بيت المدى وخوفهم من هذا التضامن بين الطبيعة والارهاب ان يوقف نشاط اليوم، بين تدفق المطر الغزير و عيون رجال القوات الامنية التي تراقب كل شاردة وواردة حفاظا على سلامة زوار الشارع، انتظم الناس صفوفا من اجل الدخول الى بيت المدى والحديث عن شهيد القلم  عبد الجبار وهبي. rnالطريق من الرياضيات الى اتحاد الشعب مع انغام العود وصخب المتحدثين ولجاجة اسئلة الباحثين عن الكتب كانت صورة ابو سعيد تقبع وسط البيت متطلعة في وجوة الزائرين الذين كان سؤالهم الاول اين الملحق.. يتلقفون الملحق ويتطلعون بصورة ابو سعيد فيما كان الاعلامي يوسف ابو الفوز يصعد المنصة ليبدا حديث الذكريات.. كانت الحرة اول قناة تصل فيما الزميلة المذيعة تنفض ما تبقى من قطرات المطر وهي تسال من هم المتحدثون، لحظات وينطلق صوت ابو الفوز محييا الجميع طالباً منهم الوقوف دقيقة صمت اجلالا لذكرى الشهيد ابو سعيد وشهداء الوطن ليبدأ بعدها ابو الفوز حديثا ممتعا كان عبارة عن سيرة ذاتية ملخصة لحياة هذا المناضل الذي يصفة معاصروه على حد قول ابو الفوز بانه : قصير القامة، ناعم، ذو وجه مفرط بالاحاسيس. انسان مفعم بالامل والوداعة ، دائم الابتسام، نظراته ذكية تطل من تحت نظارته الطبية.. هذا هو عبد الجبار وهبي (ابو سعيد) المولود في المشراق التي نشا فيها وترعرع ودرس في مدارسها ليذهب بعدها الى بيروت دارسا الرياضيات ومتخصصا في الفيزياء ، كانت هاتان المادتان طريقه في التحليل والتعمق في مشاكل الناس.ويضيف ابو الفوز حين تمت اجازة جريدة اتحاد الشعب التي صدر عددها اليومي الاول في 25 كانون الثاني عام 1959 ليصبح ابو سعيد عضوا في هيئة تحريرها وليبدا رحلة الكتابة في عمودة اليومي (كلمة اليوم) التي كانت اشهر كلمة قيلت في تاريخ الصحافة السياسية في العراق حيث ارسى فيها اسلوبا متميزا في الكتابه يتوجة الى الناس مباشرة دون حواجز وفذلكات لغوية .rnبين الدشداشة والعرقجين واحلام الطفولة عن تجربة  ابو سعيد في صحيفة اتحاد الشعب تحدث الروائي والاعلامي ابراهيم الحريري الذي كان احد شهود  المرحلة الاخيرة من حياة ابو سعيد مبتدئا التساؤل من هو  الشيوعي؟ ويجيب الحريري الشيوعي مناضل قبل كل شيء وهو مناضل من طراز خاص يتدرب ويتعلم ويتكون في المدرسة التي هي الحزب..ولقد كان ابو سعيد مناضلا بحق اذ جسد عبارة مناضل شيوعي بالكلمة والفعل وباتحادهما في داخله حد الشهادة.. ويستشهد الحريري بواحدة من مقالات ابو سعيد كان قد نشرها عام 1959 بعنوان (كان امس) يقول فيها (امس كنت افرح مع الاطفال..  واهتز حين ارى بعضهم يرفع شرشفا عتيقا على عودين.. وعليه كلمات حمراء احبها واهتز حين ارى الاطفال الحفاة بالدشداشة والعرقجين.. يسيرون في موكب الغد الي سينتشل اطفال الوطن المتاخر الذي ينساه المترفون والمترفعون، حيث الصريفة والمزبلة والهور ومغارة الجبل.. حيث اعياد الاطفال هناك ‘ كسرة خبز وتمرة وزبيبة.. موكب الغد سيجمع الوطن في بيت كبير نظيف ليست على جدرانه سياط او سلاسل.. وسيضحك الاطفال ملء قلوبهم..) ويمضي ابو سعيد راسما طريق المستقبل (فليكن العمل في سبيل ان تصان شجرة تموز وتسقى بماء القوة

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

التجنيس الأدبي والاكتفاء الذاتي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

بيت المدى ومعهد "غوتة" يستذكران عالم الاجتماع د.علي الوردي

هل قدرة النساء على تحمل الألم أكبر من الرجال؟

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و"باب الحارة" لم تقدم حقيقة دمشق

هل يجب إبقاء "اللابتوب" متصلاً بالكهرباء أثناء استخدامه؟

اقــــرأ: صيني على دراجة هوائية

مقالات ذات صلة

إكمال منارة الحدباء مع مطلع ٢٠٢٥ والمسيحيون سيصلّونفي كنيسة الطاهرة قريباً

إكمال منارة الحدباء مع مطلع ٢٠٢٥ والمسيحيون سيصلّونفي كنيسة الطاهرة قريباً

الموصل/ سيف الدين العبيدي منذ عام ٢٠١٩ ومنظمة اليونسكو ومفتشية اثار نينوى يعملان على إعادة اعمار دور العبادة ذات الطابع الاثري، وأبرزها جامع النوري الكبير ومنارة الحدباء وكنيسة الطاهرة، وقد وصلت الى مراحل متقدمة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram