اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > توالي حملات التطرف ضد الحملة المصرية ..أنقذوا الدولة المدنية

توالي حملات التطرف ضد الحملة المصرية ..أنقذوا الدولة المدنية

نشر في: 27 فبراير, 2010: 05:02 م

حلمي سالمrnتوالت، بمصر في الآونة الأخيرة، حلقات جديدة في سلسة كبت الفكر والإبداع والرأي بضغط الاتجاهات الدينية الإسلامية المتطرفة‘ باسم حماية الفضيلة وباسم الدفاع عن المقدسات، والفضيلة والمقدسات بريئتان من هذه المصادرات المتعسفة المظلمة.
فبعد الحكم بتغريم الشاعر عبد المعطي حجازي، جاء الحكم بمصادرة "مجلة ابداع" التي يرأسها حجازي نفسه، بسبب نشرها قصيدة بعنوان"شرفة ليلى مراد" لكاتب هذه السطور(وأعادتها الى الصدور حكم نهائي من المحكمة الادارية العليا)، ثم الحكم بتغريم د. جابر عصفور غرامة مالية كبيرة لأنه انتقد الشيوخ الذين يكفرون الكتاب والمثقفين، ثم مصادرة رواية "مترو" للكاتب الشاب مجدي الشافعي،ثم هياج شيوخ الازهر على تدريس "الايام" لطه حسين لتلاميذ الثانوية، ثم منع رواية" اسمه الغرام" للروائية علوية صبح من دخول مصر وكان، قبل ذلك بقليل، قد تم التحقيق مع كاتب هذه السطور بسبب قصيدة "شرفة ليلى مراد" التي اتهمها المتطرفون الدينيون بالإساءة الى الذات الالهية، وحكمت محكمة القضاء الاداري بسحب جائزة الدولة للتفوق في الادب منه. كما تم رفع دعوى قضائية من قبل شيوخ التطرف تطالب بسحب الجنسية المصرية من الكاتبة د. نوال السعداوي بسبب اتهامها بازدراء الاديان في روايتها "الاله يقدم استقالته في اجتماع القمة" وغير ذلك كثير كثير . وبالنظر المتأني الى هذه الحالات المتتالية يتوجب ان نلقي الضوء على بعض الجذور التاريخية والنظرية لهذه الأوضاع المعتمة. rnغيض من فيضان القينا نظرة عابرة على مجتمعنا العربي كله، في السنوات القليلة الماضية، سنجد العديد من الحالات التي تمت فيها مصادرة اعمال ادبية وفنية وفكرية، بحجة ازدراء الاديان، سنقتصر منها على الاشارة الى امثلة قليلة:مصادرة رواية" وليمة لاعشاب البحر" للكاتب السوري حيدر حيدر عام 2000، ومصادرة الرويات الثلاث: احلام محرمة وقبل وبعد وابناء الخطأ الرومانسي للكاتب محمود حامد عبد الرحمن وياسر شعبان عام 2001.(وكان توفيق عبد الرحمن شهيد الترف الديني حينما صودرت روايته "قبل وبعد" عام 2001، ثم صار شهيد تطرف"بلطجة" الشوارع حينما دهسته عام 2008 سيارة ميكروباص في شارع احمد عرابي فمات) . ومصادرة كتاب "النبي" لجبران خليل جبران من تدريس بالجامعة الامريكية بالقاهرة، ومصادرة كتاب "ابي آدم" للكاتب الاسلامي المصري عبد الصبور شاهين(وهوالمفكر الديني صاحب التقرير الذي حوكم بسببه نصر حامد ابو زيد قبل ذلك بثلاث سنوات. ثم منع الموديل من كلية الفنون الجميلة، وتحطيم تماثيل حسن حشمت. ثم مصادرة ديوان "شجري اعلى" للشاعر الاردني موسى حوامدة في عمان، ومحاكمة الشاعر الاردني إسلام سمحان بعد القبض عليه بسبب ديوانه"برشاقة ظل".ومحاكمة الكاتبتين ليلى العثمان وعالية شعيب. والهجوم السلفي الكاسح على النص الشعري الغنائي"مجنون ليلى" شعر البحريني قاسم حداد وموسيقى اللبناني مارسيل خليفة في البحرين. وتهديد الجماعات الدينية المتطرفة للمفكر سيد القمني بالقتل بسبب مقالاته عن تاريخ الاديان المقارن. ثم رفع دعوى قضائية ضد القمني وحسن و هذا غيض من فيض اكتفي به الآن حنفي بسبب حصولهما على جائزة الدولة التقديرية.rnالقمع قديم لا حادثوالواقع ان تاريخ الثقافة العربية الاسلامية حافل بالعدبد من حالات الصدام العنيف (الدموي احياناً) بين القمع(السياسي/ الديني) وبين حرية التعبير والفكر والابداع. ولاتخلو مرحلة من مراحل هذا التاريخ من واقعة فادحة دموية. وكذلك كان القرن العشرون كله: لم يخل عقد من عقوده من واقعة فادحة مدوية.rnانقسام بين مرجعيتينثمة مشكلة رئيسية في مسار التاريخي منذ بدء النهضة العربية الحديثة قبل قرنين،تتثمل في ازدواج مرجعية هذه النهضة، بين المرجعية الدينية والمرجعية المدنية، وظلت هذه الازدواجية (في التعبير والتربية والفكر والنضال الوطني) تصبغ رؤى معظم رجال هذه النهضة بداءً من رفاعة الطهطاوي مروراً بالافغاني وابن باريس ومحمد عبده وسعد زغلول وقاسم امين وغيرهم، وصولا الى المفكرين القريبين والحاليين. قبل هذه النهضة، كان من الطبيعي، في العصور السابقة القديمة (التقليدية، اوالبدوية، او الاقطاعية) ان تكون المرجعية دينية يلجأ فيها الناس في حل مشاكلهم إلى الفتوى الدينية ورجال الدين، فلم تكن الدساتير ولا القوانين قد وضعت بعد. ولكن بعد نشوء الدولة الحديثة بمؤسساتها وتشريعاتها وقوانينها، وكان من المفترض ان تصبح المرجعية الوحيدة هي المرجعية المدنية، اي مرجعية القانون، كما جرى في كل الدول المدنية الحديثة. لكن ذلك لم يحدث في نهضتنا العربية ولذلك ظل المجتمع منقسماً ومشروخاً بين المرجعيتين: هذه تشده الى الامام، وهذه تشده الى الخلف، مما انتج ذلك "التفسخ" الرهيب الحاصل في جسم الكيانات العربية الراهنة. هذا التفسخ هو الذي يكمن وراء كل مشكلة تتضارب فيها الرؤيتان: الدينية والمدنية، ويتعارض فيها طرفا المقص : الإتباع والإبداع.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram