اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > متابعة ..ندوة عن مستقبل الشعر والحوار الثقافي

متابعة ..ندوة عن مستقبل الشعر والحوار الثقافي

نشر في: 27 فبراير, 2010: 05:03 م

عيد عبد الحليمبمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها أقامت الدار المصرية اللبنانية بالتعاون مع المجلس الأعلى للثقافة بالقاهرة احتفالية ثقافية تضمنت عدة ندوات فكرية منها" الشعر العربي في مصر .. الواقع والتحديات" وهى الندوة التي شهدت حالة من الجدل بين الشعراء والنقاد والمشاركين فيها وهم
 د. صلاح فضل- والذي أدار الندوة- وفاروق شوشة ومحمد إبراهيم أبو سنة وأحمد سويلم ود. أحمد درويش ود. عبد اللطيف عبد الحليم( أبو همام) والذي بدا منحازاً للشعر العمودي التقليدي نافياً ما عداه من الأشكال الشعرية ، في حين شهدت كلمات وشهادات الشعراء : أبو سنة" و"شوشة" و"سويلم" رؤية مغايرة حول قضايا الشعر في الأساس ، وأن ما يواجهه هو تجلى لحالة عامة من الانهيار لم يسبق لها مثيل ،فهناك انهيار في التعليم والصحافة ،وأصبحت الشكوى من اللغة العربية موضوعاً يمجه الناس. وأضاف شوشة أن إحدى أزمات الشعر أنه يختلف عن الرواية في قدرتها على تتبع الراهن والآني . وليس معنى ذلك أن الشعر يسكن فى أبراج عاجية ولكن طبيعة الشعر الرمزية الإيحائية تحتاج إلى فهم آخر، وأتصور أننا الآن في خضم مخاض شعري عسير ، في هذا المخاض تختلط الأشياء. وأرجع شوشة وصول الرواية إلى مكانة متقدمة إلى عدة أسباب أهمها- من وجهة نظره- أن الروائيين لم يختلفوا- فيما بينهم- كما أختلف الشعراء ،ولم يدخلوا في معارك طاحنة أخذت من جماليات الرؤية الشعرية. وأكد الشاعر محمد إبراهيم أبو سنة أن قضية الشعر ستظل مطروحة على الدوام ذلك لأن الشعر –على حد تعبيره –هو "مشعل الحرائق وهو القادر على إخمادها" وهو القائد أيضا على أن يطلق عنان الخيال لهذه الأمة منذ أن رفعت راية النهضة فى منتصف القرن التاسع عشر. أختلف " أبو سنة" مع " شوشة" قائلاً: لا أتصور أن التجربة الشعرية تجربة لغوية فقط ،فالشعر له العديد من المعاني بعيدة الغور في روح الإنسان ،وهو أكثر تعبيراً عن مكون الإنسان ووجوده. وأضاف "أبو سنة" قائلا: إن الواقع الشعري يتدفق عبر شرايين وجداول مرتبطة بالأجيال المختلفة. وإن رأى أبو سنة أن أزمة الشعر ترتبط بالواقع الذي نعيش فيه ، وإن كانت بدايات الأزمة في مرحلة السبعينات حيث انتشرت فكرة " الخلاص الفردي". وعن قصيدة النثر قال أبو سنة : من الظواهر أن قصيدة النثر أصبحت هي نموذج اختيار الشعراء، ولم يقف أحد أمامهم ليصادرهم ، وأعتقد أن هذه القصيدة أتيح لها من وسائل النشر الكثير حتى أصبحت تمثل طوفاناً حقيقياً يغمر الواقع الثقافي ،هذا الفيضان الشعري يضم في ثناياه كثيراً من الأعمال الحقيقية. وتحدث الشاعر أحمد سويلم عن أزمة التلقي متسائلاً :أين جمهور الشعر اليوم، مؤكداً أن الجمهور قد تقلص بصورة ملحوظة لدرجة يصدق معها القول بأن جمهور الشعر هم الشعراء أنفسهم. فى حين أكد د. صلاح فضل أنه قد يكون الشعر أقل غزارة من الرواية لكن المعيار الكمي ليس هو المعيار الحقيقي فنحن نحفظ أشعاراً لشعراء كتبوها منذ مئات السنين دون أن تفقد تصورها ووهجها ، فالحضور الشعري حضور قوى- على الأقل في مجتمعنا العربي. وأضاف د. فضل قائلا" لقد كثر الكلام عن أن قصيدة النثر ناسخة لما قبلها من شعر، وهذا ما لا يمكن لدارس أن يرتضيه، فنحن بحاجة إلى التعدد ، فلا يمكن لأي سلوك شعري أن ينسخ ما عداه ، ولابد من الخروج من فكرة الصراع الثقافي ويجب أن نتجاوزه بكثير من التسامح والحوار. ومن الملاحظات التي ساقها د. صلاح فضل الملاحظة الخاصة بوظيفة الشعر حيث قال: " إن وظيفة الشعر السياقية تتمثل في تنمية اللغة وتطويرها ،كما تتمثل في تطوير المشاعر الإنسانية، ويظل الشعر مثل الموسيقى جوهر الفن. وأضاف د. صلاح فضل عدة ملاحظات حول موقع الشعر من الأجناس الأدبية الأخرى في ظل التحولات التي شهدتها الخريطة الإبداعية قائلاً:" كان الشعر هو الابن المدلل للغة العربية ، ثم رزق في القرن الأخير بأخت أخرى هي الرواية ، ،وهذا أفقده أحد أدواره فقد كان فى العصور القديمة هو الوسيط الإعلامي. اما الروائي إبراهيم عبد المجيد فقد قال في مداخلته:" إن الشعر لغة ، فأنا حين أكتب رواية أطمح أن تكون شعراً،فالشعر في أعلى قمة الفنون بعد الموسيقى، وكذلك لم يكن الشعر –يوماً تهمة- ولكنه غاية كل الفنون ، ربما تعود أزمة الشعر في الخمسين عاماً الماضية إلى كونه تخلى عن تراثه الشفاهي حيث كان يلقى فى المحافل العامة والخاصة ،لكن مع تغيير البناء الشعري وانتقاله من الشعر التقليدي إلى الشعر الحر ثم إلى قصيدة النثر تغير الأمر كثيراً ،فالبناء الجمالي للشعر تقدم أما افتقاده للقراء فلا يعنى تأخره.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram