TOP

جريدة المدى > عربي و دولي > تقرير: أحداث الروهينغيا .. وجهة نظر ميانمارية

تقرير: أحداث الروهينغيا .. وجهة نظر ميانمارية

نشر في: 19 سبتمبر, 2017: 12:01 ص

إن من السهل، في أي منطقة نزاع، توجيه اللوم إلى مَن يرتكب الذنب. فالضحايا الذين عانوا لديهم قصصهم الخاصة التي يحكونها عن ذلك. ويرويها البعض مباشرةً من تجربته الكابوسية. وإجمالاً، فإن الحصول على معلومات، مطبوعة أو مذاعة، تصف الوضع الحقيقي في مناطق النز

إن من السهل، في أي منطقة نزاع، توجيه اللوم إلى مَن يرتكب الذنب. فالضحايا الذين عانوا لديهم قصصهم الخاصة التي يحكونها عن ذلك. ويرويها البعض مباشرةً من تجربته الكابوسية. وإجمالاً، فإن الحصول على معلومات، مطبوعة أو مذاعة، تصف الوضع الحقيقي في مناطق النزاع، هو، بالنسبة للصحفيين، أمر غاية في الصعوبة. وتقارير شاهد العيان على الأرض هي المصدر الأولي الأكثر أهمية. وليس كل الصحفيين يمكنهم الحصول على التقارير مباشرةً من هذه الجماعات.
وعلى كل حال، فإن الصحفيين يعتمدون، بصورة متكررة، على مصادر يمكن الاعتماد عليها. وكما هو الحال في كل النزاعات، يحتاج الصحفيون إلى تقارير سريعة عن الحوادث تكون شاملةً قدر الإمكان. ويتوفر للبعض منهم الوقت الكافي للتأكد من مصادرهم ومقارنتها بأخرى لضمان أن تكون معلوماتهم دقيقة وغير متحيزة. وواضح أن أي مسودة أولى من التاريخ لا تكون كاملة. لكن الصحفيين، في أغلب الوقت، حين يحصلون على المعلومات، وبسبب التنافس الشديد بالإضافة لوسائل التواصل الاجتماعي، يميلون لإطلاق تقاريرهم بأسرع ما يمكن.
وتلك كانت معضلة الصحفيين في ما كتبوه عن ولاية راخين (الميانمارية) على مدى الأسابيع الماضية لأن للتطورات هناك أوجهاً كثيرة، اعتماداً على مصادرهم. فبعد الهجمات يوم 25 آب، ركّزت معظم التقارير على الإدانة العالمية القوية للأعمال الإرهابية، وصنّفت الحكومة فوراً "جيش خلاص روهينغيا Rohingya الأراكان" بأنه جماعة إرهابية. وما تلا ذلك فيما يبدو تقارير لا نهاية لها عن قوات أمن ميانمارية تنفّذ هجمات مضادة للإرهاب وعمليات تصفية  وأناس يفرون من بيوتهم ويعبرون الحدود.
وبعد عدة أيام من رد  قوات الأمن على هجمات جيش الخلاص هذا، ولمواجهة التقارير المنحرفة، قررت نَي باي تاو (العاصمة) السماح لمجموعتين من الصحفيين المحليين والأجانب بتغطية النزاع. لكن ذلك كان متأخراً قليلاً لأن القصة رُكزت على قوات أمن ميانمار وآثار ما حدث. ولم يتساءل أحد أو يركز على دوافع جماعة جيش الخلاص ومقاصدهم بعد ذلك.
وكان أولئك الصحفيون الذين يزورون منطقة النزاع في موانغدو يحصلون على أول التقارير من القرويين ويشهدون الواقع على الأرض. وفي الوضع المثالي، ستتوفر لمزيد من الصحفيين في العادة فرصة الوصول إلى المنطقة إذا ما أمكن ضمان سلامتهم فقط. وستقع أسوأ السيناريوهات إذا ما استهدف عنصر سيّئ النية هؤلاء الصحفيين.  
ولقد تعرضت مستشارة الدولة السيدة دو أونغ سان سو كي لضغوط شديدة من زملائها حاملي جائزة نوبل ومن بعض قادة العالم، طالبين منها التدخل أخلاقياً، لكن معظم القادة الغربيين يفهمون معضلتها في معالجة قضية حساسة كهذه. وكانت قد قبلت بصدقٍ نتائج 24 آب لـ "مهمة كوفي عنان الاستشارية" بشأن راخين، حتى مع أن هناك وسط قوات الأمن وأحزاب المعارضة مَن لم يشاطرها الرأي. ووعدت بإنشاء لجنة وزارية المستوى لمراقبة تقدم تنفيذ تلك التوصيات.
وبعد الهجوم، أصدرت  دو أونغ سان سو كي تعليماتها لقوات الأمن بأن تكون دقيقة في تنفيذ العمليات الأمنية في المنطقة. والأكثر أهميةً، أن على القوات أن تتجنب "الإضرار اللاحق" وإيذاء الضحايا الأبرياء في محاولتها استعادة الاستقرار.   
وعلى كل حال، فإن هناك، في هذه الأزمة، قضايا أهملتها وسائل الإعلام، مثل المجموعات العرقية المتأثرة الأخرى، بضمنها المرو، والدينغنت، والكامان، والمشاريع المتنوعة العاملة داخل المنطقة المحاصرة. وقد قامت أندنوسيا، وتايلند، وبلدان أخرى بتقديم مساعدة إنسانية حتى الآن. وتوفر الحكومة في غضون ذلك المعونة للناس النازحين من أماكنهم من دون أي تمييز ضمن الحدود. وهناك حاجة لمزيد من المساعدة، خاصةً لأولئك الذين فروا من مساكنهم وعبروا الحدود. وتقدر الأمم المتحدة أن هناك في الأقل 400,000 مشرد على طول الحدود
مع بنغلاديش.
وإنه لأمر حاسم بالنسبة لوسائل الإعلام أن يكون لها مدخل إلى منطقة النزاع لتستطيع أن تقيّم الوضع على نحوٍ مستقل. إذ يمكن أن تكون للمعلومات المضللة عن الوضع عواقب خطيرة وتتسبب في تأخيرات إضافية للمساعدة الإنسانية. ويمكن القول إن هجوم 25 آب لن يكون الأخير، وعلى البلد أن يكون متهيئاً ويتعلم من التجربة، التي أثّرت في سمعة ميانمار والموقف
الدولي.

 عن / The Myanmar Times

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

الامم المتحدة: إخراج سكان غزة من أرضهم تطهير عرقي

الامم المتحدة: إخراج سكان غزة من أرضهم تطهير عرقي

متابعة/ المدى أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أنه لا يمكن العودة إلى القتال والدمار في غزة، مشدداً على ضرورة استمرار وقف النار في القطاع. وقال، إن"إخراج سكان القطاع من أرضهم تطهير عرقي"،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram