لو لم يكن أنتماء الثلاثي علاء كاظم ويونس محمود وباسم عباس الى نادي الطلبة منذ صغرهم لأمكن لنا تبرير الصراع الدائر اليوم حول مصير إدارة النادي بأن أصابع الأنانية تحيك تآمرات علنية للاطاحة بالمنافس، وهذا ما يرفضه الثلاثة الذين عرفنا وفاءهم الأزلي لبيت الأنيق ودفاعهم عنه في أشدّ أزمات أفلاسه وتعرّضه لحرائق متكررة كادت أن تضيّع معالمه لولا تدبّرهم في إنقاذه واستعادة ألقه بين انصاره.
لم تتوقف مُرسلات بعض المؤيّدين والمناوئين لهذا الطرف أو ذاك من اللعب على أعصاب المراقب الطلابي بتسريب معلومات موتورة تروم دق أسفين في علاقة الرئيس علاء كاظم وخليفته يونس محمود كلما حاولا التقارب وإصلاح شروخ التنافس المشروع للاستئثار بثقة الهيئة العامة قبيل تحديد موعد انتخابات الأندية التي ظلّت أسيرة الشدّ والجذب بين وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية.
ولم يكن الإعلام - للأسف - طرفاً محايداً لبعض المحسوبين عليه، هؤلاء لم يتوانوا في معاونة أصحاب أجندة التفرقة بدق طبول الحرب وتحريض الجمهور على الانقسام وحمل معاول التخريب لبقاء الأزمة أطول فترة ممكنة، في حين لن يجد السيئون مواطئ أقدامِ لمشاريعهم السيئة إذا ما أغلق الإعلام بابه في وجوههم ومنعهم من تمرير مَكرِهم سعياً منه للمّ الشمل وتوجيه أبناء الطلبة لتفويت الفرصة على حاملي أعواد الثقاب!
دعوة الابن الوفي للطلبة يونس محمود عبر حسابه ( الفيس بوك ) يوم 15 أيلول الجاري، لجلسة مصارحة مع ممثل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والرئيس علاء كاظم حول طاولة حوار شفاف يرسم خارطة طريق واضحة لإنهاء الملف وتقريب الآراء من أجل مصلحة النادي، مطالباً زميله علاء التحلي بالمرونة الكافية لحلحلة الأزمة إيماناً منه بحتمية المحافظة على كيان الطلبة، يمكن عدّها دعوة صريحة غير مُلغمة بشروط ومفاجآت مثل بعض الدعوات المشابهة في مجتمع الرياضة التي يبدو ظاهرها يبشّر بالوداعة وباطنها يكشّر عن بشاعة السلوك والنوايا.
ليت يلتئم شمل أبناء البيت الأزرق بدعوة باسم عباس الى طاولة تنقية الأجواء عما تركته الملاسنة ورسائل الضغينة التي لا تنسجم مع مبادىء الرياضي ولا تليق بلاعبين دوليين كانوا ومازالوا أمثولة للتحدّي العراقي نحو قمم البطولات برغم قسوة الظروف، فقلب عباس أكبر من أن تضيق به رغبة زميله محمود لترأس النادي، مَن يلومه إذا سارع لتعضيد طموحه وينبري للدفاع عن رمز من رموز جيل آسيا الذهبي، وليس معناه الانقلاب على مشروعية الرئيس علاء، فذلك ما ستكشفه طاولة التفاهم، بل إبداء أقصى ما يمكنه من دعم معتدل لقضية استقرار ناديهم دون التفاخر بالانحياز لطرف بذريعة التصدّي لحملات التغيير العفوية غالباً والتي تتبناها فئة من الجماهير خوفاً على تراجع مسيرة فريقهم وانهيار ناديهم وسط الخلافات والتكتلات.
علاء كاظم أمام مسؤولية كبيرة ينبغي عليه التحلّي بالحكمة لمسك زمام ناديه وإبعاده عن ساحة تصفية الحسابات، فالسنوات العشرة التي قضاها في خدمة النادي خلفاً لرئيسه السابق د.هديب مجهول الذي اختطف في فترة الاحتقان المجتمعي، وعُثر على جثته يوم الأحد 3 كانون الأول 2006 كانت صعبة جداً، لكنها لم تُمِت إرادته برغم فقدانه أحد أعلام الطلبة، بل أثبتت صموده من أجل تسيير شؤون بيت الأنيق في أشدّ مواسم القحط المادي، وعليه أن يقرر بتروٍ إن كانت ساعة رحيله قد أزفت أم لا؟!
حريق بيت الأنيق
[post-views]
نشر في: 19 سبتمبر, 2017: 03:28 م