TOP

جريدة المدى > تحقيقات > 100 مدرسة طينية آيلة للسقوط ..طلبة ذي قار في دوامة نقص المدارس والملاكات التعليمية

100 مدرسة طينية آيلة للسقوط ..طلبة ذي قار في دوامة نقص المدارس والملاكات التعليمية

نشر في: 20 سبتمبر, 2017: 12:01 ص

ها قد بدأ العام الدراسي الجديد وبدأت معه المصاعب والعقبات، إن كانت المستديمة منها، كنقص المدارس وقلّة الكوادر التدريسية وشح القرطاسية في عموم أرجاء ومناطق البلاد. أو المستحدثة كما أقرت وزارة التربية توزيع القرطاسية على صفوف معينة في الدراسة الابتدائي

ها قد بدأ العام الدراسي الجديد وبدأت معه المصاعب والعقبات، إن كانت المستديمة منها، كنقص المدارس وقلّة الكوادر التدريسية وشح القرطاسية في عموم أرجاء ومناطق البلاد. أو المستحدثة كما أقرت وزارة التربية توزيع القرطاسية على صفوف معينة في الدراسة الابتدائية، ما يعني وجود مشكلات جديدة في ملف التعليم كنا نأمل تجاوزها. ومحافظة ذي قار نموذج أول لهذه المصاعب والعقبات.    الواقع التربوي في محافظة ذي قار هذا العام، لن يختلف عن الأعوام السابقة، إن لم يكن أكثـر تردياً، بعد زيادة عدد الطلبة في مختلف المراحل الدراسية. حيث وصل عددهم الى 567 ألف تلميذ وطالب، يتوزعون على مختلف المراحل الدراسية (رياض الأطفال، ابتدائية، متوسطة، اعدادية، ثانوية، معاهد معلمين وتعليم مهني)، في حين تضمّ المحافظة نحو (1109) بنايات مدرسية معظمها بدوام ثنائي أو ثلاثي، والكثير منها يعاني التقادم والتي يحتاج اغلبها الى تأهيل وترميم لأكثـر من (2000) مدرسة أو معهد، علاوة على ذلك، فإن معظم الصفوف الدراسية تعاني الاكتظاظ، إذ يتراوح عدد التلاميذ في الصف الواحد بين 70 إلى 95 تلميذاً.

مدارس طينية وآخرى آيلة للسقوط
بشأن واقع التعليم والمدارس ونقصها وتأثيرها، أوضح رئيس لجنة التربية والتعليم العالي في مجلس محافظة ذي قار د. شهيد احمد حسان الغالبي لـ(المدى) أن اللجنة التربوية شخّصت جملة من المعوقات التي تحول دون النهوض بالواقع التربوي والتعليمي. وعملت على معالجتها مع الجهات المعنية وطرحها على وزارة التربية ورئيس الوزراء حيدر العبادي خلال زيارته الأخيرة للمحافظة، إلا أن تلك المساعي لم تسفر عن حل. مشيراً الى أن المشكلة الأبرز في قطاع التربية والتعليم في ذي قار، تتمثل بنقص الأبنية المدرسية وحاجة المحافظة الى 600 بناية مدرسية حالياً، لفك الازدواج في الدوام الثلاثي والرباعي. لافتاً الى أن، ذي قار مازالت تواجه مشكلة المدارس الطينية والمدارس الآيلة للسقوط. حيث توجد 100 مدرسة طينية و52 مدرسة آيلة للسقوط تشكل خطراً على الطلبة، فضلاً عن عدد كبير من الابنية المدرسية المتقادمة والتي تحتاج الى التأهيل. مؤكداً وجود 432 مشروعاً متوقفاً للأبنية المدرسية في ذي قار نتيجة الأزمة المالية.
وأردف الغالبي قائلاً إن، هذا يشكل عرقلة كبيرة للنهوض بواقع التعليم، ويضطر مديرية التربية الى اللجوء للدوام الثنائي والثلاثي وحتى الرباعي في مدارس المحافظة. كما يتسبب باكتظاظ الفصول الدراسية. مشيراً الى أن الدوام الثلاثي والرباعي، أخذ يؤثر في وقت الدرس ويحول دون ايصال المادة العلمية والاهتمام ومتابعة الطلبة، وهذا كله ينعكس على المستوى الدراسي ونسب النجاح. حيث انخفضت نسب النجاح في المدارس الإعدادية الى 26 بالمئة في الدور الأول للسادس الإعدادي.
وأضاف رئيس لجنة التربية والتعليم، أن نقص الأبنية المدرسية يتفاقم مع كل عام دراسي جديد نتيجة تلكؤ تنفيذ مشاريعها. مشيراً إلى أن ذي قار تضمّ نحو ألف بناية مدرسية معظمها تعاني التقادم والنواقص ولا تغطي الحاجة. لافتاً الى أن، إدارة المحافظة حالياً تعمل على تأهيل المدارس المتوقف العمل فيها والتي تبلغ فيها نسب الانجاز اكثر من 85 بالمئة. وقد تمكنا من العمل على تأهيل ثلاث مدارس في ناحية الفهود من خلال تبرعات الأهالي، وإن العمل جارٍ على تأهيل مدارس أخرى في مناطق مختلفة.

نقص الكوادر التدريسية والأثاث المدرسية
وأشار الغالبي، الى أن عدداً غير قليل من مدارس ذي قار، مازالت تعاني نقصاً في الرحلات والأثاث والمختبرات. منوهاً الى وجود مدارس مازال البعض من طلبتها يفترشون الأرض. مضيفاً، ما استدعى مطالبة رئيس الوزراء بإنشاء معمل لصناعة الرحلات والأثاث المدرسية لتجهيز المدارس وسد النقص الحاصل. ولفت الى أن، المشروع غير مكلّف ويمكن تمويله من صندوق اعانات التربية الذي يجري تمويله حالياً عبر استقطاع نحو 1000 دينار من كل معلم. وهذه الأموال تذهب للوزارة. مؤكداً وجود 51 ألف معلم ومدرس وموظف في تربية ذي قار، وإن الاستقطاعات المستحصلة منهم كافية لتمويل المعمل بدلاً من ارسال تلك الأموال الى وزارة التربية.
وأشار رئيس لجنة التربية والتعليم، الى وجود نقص في الملاكات التدريسية. مبيناً أن اللجنة التربوية طالبت وزارة التربية ورئيس الوزراء بتخصيص 1500 درجة وظيفية لسد الشواغر من المعلمين والمدرسين، وطالبت بغطاء مالي له. إلا أن رئيس الوزراء أكد عدم امكانية ذلك بسبب الأزمة المالية والحرب مع داعش. منوهاً الى أن رئيس الوزراء، وعد بتثبيت الطلب ضمن موازنة 2018، وبحث الأمر ضمن الاعداد للموازنة المذكورة.

تحرش بمجانية التعليم
وعن تقليص حصة الطلبة من مواد القرطاسية للعام الدراسي الحالي، قال الغالبي إن، وزارة التربية قررت تقليص القرطاسية المجهّزة للمدارس واقتصار توزيعها على الصفوف الثلاثة الأولى في المدارس الابتدائية. مشيراً الى أن، الوزارة اصدرت جدولاً خاصاً بالتجهيز، يشير الى أن الحصة من القرطاسية تقتصر على الصف الأول والثاني والثالث فقط. وإن هذا الجدول تلتزم به المدارس ومديرية التربية حالياً. مؤكداً، حرمان ثلاثة صفوف من المرحلة الابتدائية وجميع صفوف المرحلتين المتوسطة والاعدادية من القرطاسية. مبيناً أن تجهيز الصفوف الثلاثة من المرحلة الابتدائية، لا يتعدى دفترين في الوقت الحاضر. وهو ما لا يعتبر حصة كافية لسد احتياجات الطلبة من القرطاسية.
وحذر رئيس لجنة التربية والتعليم، من تداعيات قرار وزارة التربية على واقع التربية والتعليم، كونه يهدد مكاسب مجانية التعليم والتعليم الالزامي. مشيراً الى أن، اغلب التلاميذ والطلبة في المحافظة هم من الفقراء وابناء الفقراء الذين بالكاد يوفرون قوت يومهم. وإن عدم تجهيزهم بالقرطاسية سيثقل كاهلهم وقد يتسبب بتفاقم مشكلة تسرب الطلبة من مقاعد الدراسة وحرمان الكثيرين من الدراسة. وبالتالي زيادة في معدلات الأمية بالمحافظة. لافتاً الى أن، الحكومة أهملت التعليم وجوانب حياتية أخرى تحت ذريعة انشغالها بالحرب ضد داعش.

اكتظاظ الفصول الدراسية   
من جانبه، قال نقيب المعلمين في ذي قار، حسن علي السعيدي لـ(المدى) إن العام الدراسي الحالي لم يكن مختلفاً عن الاعوام الدراسية الأخرى التي سبقته، كون العوائق التي تحول دون تطوير العملية التربوية مازالت قائمة. ولاسيما نقص الأبنية المدرسية واكتظاظ الفصول الدراسية. مشيراً الى أن، اكتظاظ الطلبة بالصفوف أخذ ينعكس سلباً على المستوى الدراسي للطلبة ويحول دون ايصال المادة المنهجية ويضعف متابعة المعلم لطلبته. مردفاً أن اكتظاظ الفصول الدراسية سبب رئيس في انخفاض نسب النجاح. رغم أن أسباب النجاح تعتمد على عوامل عدّة، من بينها ما يخص الطالب والمدرسة والأبنية المدرسية واكتظاظ الصفوف، ومنها ما يتعلق بالمناهج وطبيعة الاسئلة الامتحانية والقاعات الامتحانية وكذلك أسرة الطالب.
وعن أثر الاكتظاظ في العملية التربوية، قال السعيدي إن، الكثير من مدارس الاحياء الشعبية تعاني  الاكتظاظ ولاسيما في مناطق اريدو وسومر ومدينة الصدر ومناطق أخرى بالمحافظة. حيث يتراوح عدد الطلبة في عدد من الصفوف ما بين 90 الى 95 طالباً في المرحلة الابتدائية، و70 طالباً في المرحلة الاعدادية، وهذا ما ينعكس سلباً على ايصال المادة العلمية ويشوّش على الطلبة. لافتاً الى وجود عدد من المدارس ذات الدوام الثلاثي والرباعي التي يتقلص فيها الوقت المخصص للحصة الدراسية، وبالتالي يؤثر في اكمال المنهج المقرر.
واستطرد نقيب المعلمين، أن المعلم أو المدرس في الدوام الثلاثي والرباعي، بالكاد يتمكن من شرح الدرس ولا يملك الوقت الكافي ليهتم بتفاعل الطلبة ومشاركتهم بالدرس، ناهيك عن الإجابة على اسئلة الطلبة حول المادة المنهجية وهو ما يؤئر في فهم الطالب للمادة. مشيراً الى أن، الطلبة في المرحلة الابتدائية بحاجة الى متابعة يومية، وإن الاكتظاظ والدوام الثلاثي قد يحول دون ذلك .مبيناً أن المتابعة في هكذا مدارس، تكون ضعيفة، حتى إن المعلم لا يتمكن حتى من حفظ أسماء طلبته، ناهيك عن توفير الاهتمام اللازم لهم .

استحداث هيئة عليا لإنشاء المدارس
وعزا  نقيب المعلمين أسباب تراجع التعليم في العراق عموماً الى العقلية التي تتولى رسم السياسة التربوية وعدم توفير الاهتمام الكاف بشؤون التربية والتعليم، وعدم توفير الاموال اللازمة للنهوض بواقع التعليم بالبلاد. مشدداً على ضرورة استحداث هيئة عليا لإنشاء المدارس بموازنة مالية خاصة، وعدم الاعتماد على وزارة التربية ومديريات التربية في هذا المجال، كون تأهيل الأبنية المدرسية يتطلب جهوداً استثنائية وامكانات كبيرة. مشيراً الى أن هكذا هيئات، هو نظام معمول به في العديد من دول العالم لتوفير ابنية مدرسية قادرة على استيعاب الاعداد المتنامية للطلبة. محذراً من حصول كارثة تربوية نتيجة النقص الحاصل بالأبنية المدرسية، وعدم تأهيل وصيانة الأبنية المدرسية القائمة .
وعن المقترحات للنهوض بالواقع التربوي، قال السعيدي، المطلوب في المرحلة الراهنة، أن يكوم هناك اهتمام كبير بالقطاع التربوي، وأن يكون من أولى اولويات الحكومة، كونه يتعلق ببناء الإنسان والمجتمع.
مشدداً، على ضرورة رصد ميزانية خاصة وكافية للقطاع التربوي وايلاء اهتمام مادي ومعنوي من قبل الحكومة والاعلام بالشأن التربوي.

إعفاء معلمين ومدرسين
وبشأن استعدادات مديرية التربية للعام الدراسي، فقد قال مدير عام تربية ذي قار رياض العمري لـ(المدى) إن مديرية التربية اتخذت قبيل بدء العام الدراسي 2017 - 2018 خطوات عدة لرفع المستوى العلمي وتلافي المشاكل التي واجهتها في العام الدراسي الماضي. فقد باشرت بدءاً من الأول من تموز الماضي، بتوزيع الكتب المنهجية المجهّزة من وزارة التربية على إدارات المدارس، وهذه بدورها تقوم بتوزيعها على الطلبة، حيث بلغت نسبة التوزيع 75 بالمئة من مجموع الكتب المستلمة من الوزارة. مرجحاً أن تبلغ نسبة توزيع الكتب خلال الاسبوع المقبل نحو 90 بالمئة .لافتاً الى أن، محافظة ذي قار، تسلمت من الوزارة 75 بالمئة من حصتها من الكتب، ومازالت عملية التجهيز جارية.
وأضاف العمري، أن مديرية التربية وضمن خطتها لتقويم الاداء التربوي، قررت اعفاء 117 مدير مدرسة ابتدائية ومتوسطة من المدارس التي حققت نسب نجاح دون الـ 25 بالمئة، وبواقع 44 مدير مدرسة ابتدائية و73 مدير مدرسة متوسطة. متابعاً، كما عقدنا عدّة اجتماعات مع الإشراف الاختصاصي والإشراف التربوي لوضع خطة للعام الدراسي الحالي، وتكثيف الزيارات الميدانية للمدارس منذ اليوم الاول للعام الدراسي، من اجل توفير منطلقات جديدة وناهضة بالعملية التربوية. مؤكداً، منح صلاحيات واسعة لمدراء اقسام التربية لتسهيل الاجراءات والتسريع بسد الشواغر والقضاء على الفيض ومعالجة القضايا الأخرى.

لاتعويض لدرجات الوفاة والتقاعد
وعن أبرز معوقات العملية التربوية، قال العمري، إن العائق الأبرز يتمثل في نقص الأبنية المدرسية واكتظاظ الفصول الدراسية ومشكلة الدوام الثلاثي والرباعي. وهو عائق كارثي ما لم تتم معالجته بتدخل الحكومتين المحلية والمركزية. محذراً، من الآثار الوخيمة على العملية التربوية نتيجة نقص الابنية المدرسية، مشيراً الى أن، النقص الحاصل بالابنية يقدّر بأكثر من 600 بناية مدرسية للقضاء على الدوام الثلاثي والرباعي. وهذا الرقم يتصاعد سنوياً في حال عدم رفد المؤسسة التعليمية بمشاريع للأبنية المدرسية واستئناف العمل بمشاريع الابنية المدرسية المتوقفة .
ونوّه مدير عام تربية ذي قار، الى أن اعداد الطلبة تزداد سنوياً، إلا أن الابنية المدرسية باقية على حالها وتعاني مشكلة التقادم .لافتاً الى أن، بعض الشُعب الدراسية تجاوز عدد التلاميذ فيها المئة طالب. وهذا ما يحول دون امكانية ايصال المادة العلمية للطلبة بصورة صحيحة. موضحاً، بالرغم من كل هذه المعوقات التي مرت خلال العام الدراسي المنصرم، حققت المرتبة الثانية على العراق في نتائج امتحانات المتوسطة والسابعة على مستوى المدارس الابتدائية وحصول  16  طالباً وطالبة على المراتب الأولى على مستوى العراق .
ودعا العمري، الى اتخاذ خطوات عاجلة لمعالجة مشكلة نقص الأبنية المدرسية من بينها استئناف العمل في مشاريع الابنية المدرسية المتوقفة والتي تتجاوز فيها نسب انجاز 50 بالمئة فما فوق .مشيراً الى ضرورة معالجة مشكلة الأبنية المدرسية عبر تنفيذ مشاريع بالآجل أو من خلال الاستثمار .مؤكداً تزايد اعداد الطلبة سنوياً نتيجة النمو السكاني في المحافظة بما لايتوافق مع عدد المدارس في المحافظة التي تضم حالياً اكثر من 500 ألف تلميذ وطالب.
وفي ما يخص نقص الملاكات التدريسية، قال مدير عام تربية ذي قار، إن مديرية التربية طلبت من وزارة المالية توفير غطاء مالي للدرجات الوظيفية الشاغرة، مؤكداً حاجة المدارس الى 1500 درجة وظيفية  (معلم ومدرس) لمعالجة النقص الحاصل والناجم عن احالة المعلمين والمدرسين على التقاعد وحالات الوفاة.
مبيناً، أن المعلمين الذين يتقاعدون لا يجري تعويضهم وفق نظام الحذف والاستحداث. مؤكداً إحالة أكثر من 800 معلم ومدرس على التقاعد لبلوغ السن القانونية، ولم يتم تعويضهم بسبب قانون الموازنة للعام الحالي الذي نصّ على حذف الدرجة الوظيفية في حال التقاعد وعدم تعويضها .فضلاً عن قرابة 2600 وفاة وإجازة الأمومة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حملة حصر السلاح في العراق: هل تكفي المبادرات الحكومية لفرض سيادة الدولة؟
تحقيقات

حملة حصر السلاح في العراق: هل تكفي المبادرات الحكومية لفرض سيادة الدولة؟

 المدى/تبارك المجيد كانت الساعة تقترب من السابعة مساءً، والظلام قد بدأ يغطي المكان، تجمعنا نحن المتظاهرين عند الجامع المقابل لمدينة الجملة العصبية، وكانت الأجواء مشحونة بالتوتر، فجأة، بدأت أصوات الرصاص تعلو في الأفق،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram