كتابة وتصوير/ أفراح شوقي على جدار كاد يصرخ الماً نثر كريم كلش لوحاته الفوتوغرافية الخمسين. والتي صورت جوانب مؤلمة من حياة العراقيين والفقراء خصوصا ً خلال السنوات الماضية، واطلق عليها عنوان(الوجع) الذي احتضنته قاعة مدارات للفنون،الاربعاء الماضي بحضور حشد من المهتمين والمختصين بفن التصويرالفوتوغرافي.
المعرض رعته الإعلامية والناشطة النسوية نرمين المفتي تضمن صوراً ومشاهد من واقع الحياة المعدمة للكثير من المهجرين الذين سكنوا بيوت الصفيح والجريد وتقاسموا رغيف خبر يصنعونه بأيديهم ويستعينون بشجيرات يابسة ليتفادوا برد شتاء نفدت فيه حصتهم من النفط قبل ان يتسلموها! ومابين نظرات الانتظار واليأس وعبث الطفولة بنفايات وطن نسى رعاياه، وعمالة الاطفال في سن الورد يثير في نفوسنا كلش الوجع ويوجه صرخته بوجه كل المرشحين ممن اسهموا في الدورة البرلمانية السابقة او الوجوه الجديدة ان يروي ظمأ هؤلاء ويعيد لهم حقوقهم في عراقهم الذي تخلى عنهم لزمن، ويكمل كلش حديثه بالقول: ان الصور تلك كانت حصيلة بحثي الدؤوب في الاحياء الشعبية المعدمة لأوثق فيها تاريخاً سيبقى يشير بأصابع الاتهام الى المسؤولين الذين نسوه والتفتوا لدعايتهم الانتخابية,الاعلامية نرمين المفتي قالت: من يصدق ان كل تلك الصور المؤلمة في المعرض تحصل هنا في العراق ولاتزال في بلد الثروات والخيرات، اناس معدمون الا من قلوبهم النظيفة التي ابت الا ان تتشبث بخيوط الحياة رغم قسوتها والمها وفقرها المدقع، انها صرخة بحق لكل من سيعتلون منصة الحكم في بلدي ان ينتشلوا هؤلاء من بؤسهم واعادة جزء من حقوقهم في بلدهم وارضهم. وعن الجماليات الفنية التي احتواها المعرض قال الفنان الفوتوغرافي نبيل شاوي: ان معرض كلش يحوي التفاتات انسانية بحتة وتدوس بشدة على الوجع العراقي الذي رافقه منذ عقود مضت، وكلش فنان ومصور صحفي بارع في اقتناص اللحظات الهاربة ليؤرخها على لوح حساس ويقدمها اخيراً للمتلقي، رغم عدم مراهنته على انثيالات الظل والضوء. وقال الفوتوغرافي المخضرم لطيف العاني: الصور اكثر من مؤلمة في الوقت الذي كنا ننتظر فيه صوراً اجمل وطفولة تنعم ببراءتها، وكريم كلش فنان مثابر يحاول ان يعكس واقع الحياة العراقية للمتلقي وانا اشد على يديه. وعن معرضه يقول كلش: تصورت ان لامعنى لكامرتي ان لم تصدق وتقول الحقيقة ورحت أتتبع حياة هؤلاء بعد ان اجبرتني الظروف مثلي مثل معظم العراقيين المهجرين على اترك بيتي واسكن بالقرب من مساكن الصفيح، وكنت اسجل حياتهم وقلبي يتوجع الماً، الصور تتكلم ولن أضيف عليها، أتمنى ان تصل الى مخيلة البرلمانيين ممن أمطرونا بوعودهم الوردية ولم نزل ننتظر الحصاد. وما يذكر أن الفنان كريم كلش عمل في الصحافة العراقية وشارك في العديد من المعارض وله اسهامات فوتوغرافية عديدة وحاصل على الكثير من الجوائز المحلية والعربية، وقدم ثلاثة معارض متخصصة سابقة.