TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > حدث في مثل هذا اليوم: بدء الحملة البريطانية لاحتلال العراق

حدث في مثل هذا اليوم: بدء الحملة البريطانية لاحتلال العراق

نشر في: 4 نوفمبر, 2012: 08:00 م

 في منتصف تشرين الأول من سنة 1914 أي قبل دخول العثمانيين الحرب بخمسة عشر يوماً تحركت من بومباي قافلة من البواخر تحمل قطعات عسكرية تقدر بلواء واحد متجه نحو الخليج العربي. كانت الحملة بقيادة الجنرال ديلامين، وهو يحمل التعليمات السرية المكلف بتنفيذها وهي: أن يذهب لحماية مصافي النفط وأنابيبه في عبادان، فإذا دخلت الدولة العثمانية الحرب عليه أن يبادر لاحتلال البصرة وستصل إليه الإمدادات اللازمة لذلك، وصلت الحملة إلى البحرين بعد أسبوع من مغادرتها بومباي، ومكثت واقفة في مياه البحرين بضعة أيام في انتظار الأوامر من الهند، لم يسمح ديلامين لجنوده بالنزول إلى الشاطئ، بل أمرهم بالبقاء في بواخرهم حرصاً على كتمان حركته والمهمة المكلف بها، وفي 30 تشرين الأول وصلت برقية للقائد من الهند تخبرهُ بتوتر الحالة في اسطنبول فأمر بالتحرك نحو الشمال، وفي 2 تشرين الثاني وصلت الحملة إلى الكويت، فأرسل ديلامين أحد ضباطه إلى أمير الكويت ليستعلم منه عن وضع قلعة الفاو وعدد جنودها والموقع المناسب لإنزال الجنود فيها، وفي 3 تشرين الثاني وصلت الحملة إلى الحاجز الرملي الموجود في مصب شط العرب وكان في انتظارها المركب الحربي (أودين) لتبدأ في اليوم التالي الذي يوافق مثل هذا اليوم 1914 من عام  الحملة البريطانية لاحتلال العراق1918 ــ  1914 .وفي صباح يوم 6 من الشهر بدأ الهجوم على قلعة الفاو حيث أخذ المركب العسكري (أودين) يمطرها بقنابله فأسكتت مدافعها الأربعة خلال ساعة واحدة ، وشاء القدر أن تصيب إحدى القنابل قائد الحامية فقتلتهُ في الحال. وكان ذلك سبباً في انهيار معنويات جنوده وانسحابهم من مواقعهم ثم احتلال الفاو من غير صعوبة في الساعة الثالثة والدقيقة الخامسة والأربعين من عصر اليوم نفسه. وفي اليوم التالي تحرك (ديلامين) بقواته صعوداً في شط العرب بعد أن ترك بعض جنوده لحماية الفاو، وعندما وصل إلى (السنبوهي تقع مقابل عبادان وعلى بعد 16 ميلاً من الفاو أمر بإنزال جنوده فيها. لم يصل خبر سقوط  قلعة الفاو إلى البصرة في حينه بسبب انقطاع خط التلغراف ، ووصل الخبر بواسطة الموظفين الهاربين من الفاو بعد احتلالها فأرسل القائد العسكري العثماني (صبحي بك) قوة عسكرية قوامها(400) جندي بقيادة اليوزباشي (سامي بك) لحماية موقع السنبه. فعلم الشيخ خزعل أمير المحمرة بأمر إرسال هذه القوة فأخبر (ديلامين) بذلك. وفي صباح يوم 11 تشرين قامت القوات العثمانية بالهجوم على (ديلامين) لكنه كان مستعداً لصد هذا الهجوم بسبب إخبار خزعل له بذلك، وفي 14 تشرين الثاني وصلت إلى السنبه سبع عشرة باخرة انكليزية محملة بالجنود فتم بذلك تكوين فرقة عسكرية كاملة وقائدها الجنرال (باريت ) ،ووصلت برقية من الهند تحمل التعليمات العسكرية، جاء فيها: " إن هدفك الأول احتلال البصرة، وعليك أن تتبادل الرأي مع (ديلامين) فإذا رأيتم القوة لديكم كافية لاحتلال الهدف فعليك التوجه حالاً لاحتلال البصرة. وهكذا تم احتلال العراق منطقة بعد أُخرى وتقهقر الجيش العثماني .
 رفعة  عبد الرزاق محمد

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

افتتاح المعرض الخامس للخطاط رعد عبد الرحمن

اقــــرأ: رسائل في الوجع والمسرة

مسرحية ابطالها مكفوفين تروي حكاية كربلاء مع الدولة العثمانية

رحيل الفنانة غزوة الخالدي بعد مسيرة حافلة على خشبة المسرح

سكارليت جوهانسون تكشف عن الجانب السلبي للحب

مقالات ذات صلة

المدى تستذكر شيخ المعماريين محمد مكية: استلهام الماضي بروح جديدة

المدى تستذكر شيخ المعماريين محمد مكية: استلهام الماضي بروح جديدة

متابعة المدى جلسة جديدة أقامها بيت المدى للثقافة والفنون ضمن جلساته الأسبوعية، وكانت هذا الأسبوع مخصصة لاستذكار رائد العمارة البغدادية المعماري الراحل محمد مكية، وذلك بمناسبة مرور عشرة أعوام على رحيله، واكتظت قاعة بيت...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram