شهدت السينما وقوف الكثير من الممثلين وراء الكاميرا بعد أن صاغ وقوفهم امامها نجوميتهم وشهرتهم، فبينما أراد البعض منهم استثمار هذه النجومية والشهرة في الدخول الى الاخراج فقط من اجل رفع رصيد النجاح ليس إلا، بينما البعض الآخر تلمس الإمكانية والموهبة في قيادة العمل بالسينما من أجل معالجة فكرة ما يرى أن عمله كممثل لايكفي للاقتراب منها.
أسماء مهمة انتقلت والبعض منها مؤقتاً من التمثيل الى الإخراج، من عهد السينما الصامتة مثل شارلي شابلن وليليان غيتش، وحتى العصر الحالي، مثل كلينت ايستوود وداستن هوفمان ميل جيبسون وجودي فوستر وكيفن كوستنر وروبرت دي نيرو.. وآخرين كثر.
ولكن لانستطيع أن نلمس وبالمطلق فيلماً عظيماً لمخرج ممثل إلا باستثناءات قليلة، فالممثل الجيد والاستثنائي ليس بالضرورة هو المخرج البارع.. لكن هذا الاستثناء حصل مع الكثير من الممثلين، فكلينت ايستود وهو الممثل الجيد خلد بأفلام اخرجها بل استطاع في البعض منها خطف الأوسكار أو الترشيح لها، مثل أفضل مخرج عام 1993 عن فيلم غير المتسامح، وأفضل مخرج عام 2005 عن فيلم فتاة المليون دولار ورشّح لأفضل مخرج عام 2006 عن فيلم رسائل من إيوو جيما، وفيلم نهر غامض.ـ وكذا الحال مع ميل جيبسون الذي خطف أوسكار أفضل مخرج عام (1996) عن فيلم القلب الشجاع .
وتنضم الى قائمة الممثلين الذين تحولوا الى الاخراج السوبر ستار الامريكية انجيلينا جولي، والتي قبل أن تطأ ميدان الاخراج كانت لها صولة مشهودة لها في التمثيل وهي ابنه أحد نجوم هوليوود الستينيين جون فويت، رغم انها لم تلبس عباءته معتمدة على نفسها لأنها لم تكن تريد دعماً من والدها، وكانت تريد أن تؤسس حياتها الفنية بنفسها. فقد بدأت التمثيل منذ عام 1982 وأدت الكثير من الادوار التي فازت بالعديد من الجوائز ورشحت لجائزة الأوسكار عن فيلم استبدال.
لكن اكثر ما عرفت به جولي هو توجه اهتمامها نحو الأعمال الخيرية والخدمات الإنسانية فقد تمكنت بنواياها الطيبة وأعمالها الخيرية الحسنة أن تكسب تقدير جمهورها كافة، وحصلت على لقب نجمة الإنسانية في عام 2007، في خلال استطلاعٍ للرأي، ومنحت جائزة أوسكار جديدة، ولكن ليست بسبب عملها السينمائي بل على الجهود التطوّعية التي قامت بها وتقديراً لعملها الإنساني على مدى سنوات.
الأفلام التي اختارت جولي تنفيذها استلت مواضيعها من جولاتها التطوعية في الكثير من بلدان العالم التي حدثت فيها مآسٍ وحروب وتجلت منها حالات انسانية، اثرت بشكل كبير في جولي، فمنذ زيارتها لكمبوديا لتصوير مشاهد من فيلمها (لارا كروفت)، اطلعت على الفقر المدقع المنتشر بين الناس. وكذا الحال مع البوسنة ..
ففيلمها الأخير (قتلوا ابي أولاً: ذكريات فتاة من الخمير الحمر) والذي عرض في مهرجان ترنتو والذاهب الى جوائز اوسكار.. مقتبس عن رواية تحمل العنوان نفسه للونغ أونغ الناشطة في الدفاع عن حقوق الإنسان والتي تستذكر فيها فظائع نظام بحق مليوني انسان بين عامي 75 و79، حيث يستند الفيلم الى مذكرات فتاة عاشت في ظل هذا النظام.
وهذه ليست التجربة الأولى لجولي في مجال الإخراج الذي دخلته عام 2011 من خلال فيلم (في أرض الدم والعسل) والذي يتناول حرب البوسنة ... فيما تناول فيلمها الثاني (انبروكن) الذي ترشح لثلاث جوائز أوسكار، السيرة الذاتية لعداء امريكي سقط أسيراً عند الجيش الياباني خلال الحرب العالمية الثانية.
بينما كان فيلها (بجانب البحر) من بطولتها مع زوجها النجم براد بيت.
من التمثيل إلى الإخراج
[post-views]
نشر في: 27 سبتمبر, 2017: 09:01 م
يحدث الآن
الأكثر قراءة
الرأي
مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض
د. فالح الحمــراني يتمحور فكر الكسندر دوغين الفيلسوف السوفيتي/ الروسي وعالم سياسي وعالم اجتماع والشخصية الاجتماعية، حول إنشاء قوة أوراسية عظمى من خلال اتحاد روسيا والجمهوريات السوفيتية السابقة في اتحاد أوراسي جديد ليكون محط جذب لدائرة واسعة من...