يغلي الماء العذب في درجة حرارة تقارب المائة درجة مئوية ، او تتعداها بقليل .. فبأي درجة حرارية يغلي الإنسان العراقي البسيط ، وهو يواجه كل المترادفات والمتعارضات التي آتحفتنا بها لغتنا العربية المجيدة ،، من جوع وتخمة ، وحاجة ملتاعة وإكتفاء تام ؟ ومرض وشحة دواء وإنكفاء المؤسسات الصحية ؟ وطمأنينة بلا حدود، ورعب بلا حدود ،،و،، و،،، ثم يجئ من يطلب من العراقي التزود بالصبر ، والإلتزام بمآثورات الحكمة :: ف.. من صبر ظفر ،، ومن لج كفر . وفي التآني السلامة وفي العجلة الندامة ، إمش شهر ولا تعبر نهر ! وغيرها من الحكم والآمثال التي رضعناها صغارا وآرضعناها لصغارنا وظلت رفيقتنا ونحن نعبر حاجز الكهولة.
………….
اقرأ في كتاب عن(( ثورة الزنج ))التي إندلعت في بطائح البصرة وامتد شواظها نحو تخوم بغداد والأحواز ، وإستمرت ،، بين كر وفر قرابة إثنتي عشرة سنة ، قبل ان تقمع ويتشتت افرادها ، لتموت وتصبح مادة منسية في كتب التاريخ ،، وقد إستمدت إسمها لان اغلب عناصرها وقادتها كانوا من العناصر الزنجية رغم تواجد ثلة من عناصر عربية بين اجنحتها ،، وحد بينهم الشعور بالغبن الإجتماعي والفوارق الإقتصادية الفادحة بين من يملكون الكثير الكثير ، وبين من لا يملكون حتى القليل .
والمفارقة الملفتة للإنتباّه ، —حسب المصادر التاريخية — إن بعض القوات التي حشدها الخليفة الموفق ببغداد للقضاء على تلك الثورة ، إنضمت وإلتحقت بآسلحتها وتجهيزاتها مع الثوار الزنج .!!
لعب العامل الإقتصادي لعبته الفاضحة في ثورة الزنج — وما يزال يلعب بإتقان ــ ويؤدي دوره المحوري ،، بعدما تضخمت الثروات الباهظة بأيدي وجيوب وارصدة البعض .وتقلصت بآرصدة البعض حتى غدت آصفارا . مما عمق الهوة الفاصلة بين الفريقين . وغدا الحوار بينهما حوار طرشان !!
العامل الإقتصادي والحيف الإجتماعي أبرز العوامل لقيام الثورات ، ما ثورة الزنج اولها ،، ولن تكون خاتمتها .
ثورة الزنج !
[post-views]
نشر في: 27 سبتمبر, 2017: 09:01 م