اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > مسرح > قيمتا الخط والخطوة والتمازج بينهما في الرقص والرسم

قيمتا الخط والخطوة والتمازج بينهما في الرقص والرسم

نشر في: 3 أكتوبر, 2017: 12:01 ص

تطفو التعابير البصرية على مساحات تتخذ عدّة اشكال من خطوات اصابع القدم أو خطوات القلم، وما بين هذه وتلك فوارق تجمعها جاذبية الحركة  التي تدور وفق آلية فنية تتخذ من الفنون بشكلها العام منطلقاً لها،  تتغذى من الطبيعة وجمالها، ومن الأدب وفنونه

تطفو التعابير البصرية على مساحات تتخذ عدّة اشكال من خطوات اصابع القدم أو خطوات القلم، وما بين هذه وتلك فوارق تجمعها جاذبية الحركة  التي تدور وفق آلية فنية تتخذ من الفنون بشكلها العام منطلقاً لها،  تتغذى من الطبيعة وجمالها، ومن الأدب وفنونه ومن الموسيقى ونغماتها وايقاعها. لتجتمع في لوحة رقص الباليه أو في لوحة كاليغرافية متناغمة  وبتطورات الحروف واشكالها.

لخطوط تمثل كل منها نوعاً من التعبير الجمالي الذي تمارسه اصابع اليد الموصولة حسيّاً برشاقة القلم المرهفة،  وقدرة على جمع النقاط الحركية في سينوغرافيا هدفها اظهار جمالية الحركة في خلق الشكل البصري على المسرح أو في اللوحة، وكذلك أيضاً في فن الخط الكلاسيكي الذي يمثل في اشكاله جميع انماط الرقص،  وقدرات القلم او الريشة المذهلة في اظهار البراعة المتماثلة التي تحتوي ترجمات للمعنى نابعة من الايحاءات الظاهرة والمخفية المثيرة لعدّة تفسيرات او معاني تصب في الشكل البارز.  إن من خلال الخط، كجسد يتميز بليونة أو قساوة في تجسيد المعنى أو كروحانية سابحة في فضاءات تخيلية لها جاذبيتها الخاصة،  ومحاورها الفنية التي تتخذ من الحركة والجاذبية دهشة  بصرية وفق الانضباط والتكرار الفني المتوازن،  والقدرة على الانسياب ضمن مساحات محددة ومدروسة في تكوين الصورة الحسية الداخلية والملموسة الخارجية.  لتجتمع على خفة الحركة في ابراز قيمة الخطوات الراقصة.  إن كان بالريشة أو على اصابع القدمين.  لتواكب الاناقة كل من الرقص التعبيري واللوحة الحروفية المتناغمة كوريغرافيا مع تصميم المشهد الفني بجرأة تجمع العاطفة مع الوعي، وتضع عجائب الحركة الانسانية بين اصابع اليد واصابع القدم وبانضباط شاقٍ ومدروس جمالياً.  
تشترك الحروفيات التشكيلية مع حركات الباليه ضمن ثلاثية الانضباط والجمال والجاذبية.  ليتخذ الانضباط الحركي صفة جمالية تتضمن قيمة الخط وقيمة الخطوة والتمازج بينهما في الرقص والرسم،  وإن اختلفت المواد أو الاساليب. إلا أن الجوهر النفسي تتلاقى فيه كل المعايير.  إن كان على المسرح أو على اللوحة  بتوازن يتميز بالخفة والليونة التي تعتمد على نقطة اساسية يضعها الراقص أو الرسام مع التوجيه المدروس لمسارات الخطوات وتعدادها،  وقدراتها على منح المعنى قيمة فنية ذات انجذاب بصري مدروس قائم على توزيع النسب، بأسلوب يمنح العمل الفني قيمة جمالية مضافة قائمة على الوعي بفنون الرسم والرقص،  وبتواصل بصري مع الثقافات والحضارات المختلفة عبر القلم والجسد والرؤى الفنية المختلفة. فهل يمكن رفض تلاحم الفنون بمختلف اتجاهاتها مع بعضها ضمن الفضاءات التخيلية الضرورية لخلق الاشكال والتصاميم الناتجة عن الايحاءات الذهنية التي تسمح بتسليط الضوء على الفكرة الخلاقة الناتجة عن كل هذا؟. إن دقة الحركة وحيوية الانحناءات تجسد الانطباعات الجمالية الصادرة عن اللغة الجسدية أو الخطوات المدروسة والفنون البصرية المولودة من الفكر والخيال،  واكتشاف قوة الاتصال بينهما ورمزية الشكل الذي يتوالد.  إن بالرقص أو بالرسم لكلمات تمثل الكيان المستقل في خلق تصويرات على المسرح أو على خامة اللوحة من خلال الصور والرموز وبذهنية دراماتورجية تعتمد على عدّة  أسس تغنى الحس البصري،  والايحاءات الخاصة بالتقنيات والتلاعب بالخط والخطوة معاً،  حتى ضمن المقاطع المنفصلة والمتصلة على المسرح أو على الخامة،  وبتكوين أصيل ذي خصائص مميزة لرقصة القلم أو رقصة الجسد بتركيبات تزيد من التنوع الإبداعي في الأداء،  وديناميكية التناغم البصري دون أن ننسى اهمية الظل والضوء.  لكلا الاثنين معاً لإظهار العمق الداخلي للمعني والمؤثرات الحسية على ترنيمات الخطى أو اهتزازات القلم أو الريشة،  وكأن لكل كيان منهما قدرة على جاذبية خاصة في خلق الصورة.
ميل وليونة وتكوين،  وانعكاس لخطوط مدروسة تزيد من امكانات الاداء الممتع، المؤدي الى خلق حيوية بصرية،  وتداخل بالحركات غير مبالغ فيها تحافظ على الجوانب غير المنتظمة، وإن ضمن وقفات مدروسة يقررها مصمم الرقص أو الممسك بالقلم والريشة،  وكأن كل منهما يعزف على نغمات الحركة البصرية سمفونية عبر تشكيل نوتات ذات علامات تعبيرية تميزها مرونة اليد أو مرونة القدم،  وبشكل استثنائي نوعاً ما ومهم جداً  نضيف مرونة الجسد والحبر المنسجم مع الحركة أو أي تعبيرات أخرى.  مما يعكس المستويين الثقافي والجمالي على سمات اللوحة أو أي مشهد لباليه مشحون بالنص لفني المسبق، أي المعاني المكتملة . فكيف يتكون من الحركة أشكالاً خرجت من المخيلة وترجمتها اليد أو المعصم أو القدم المرنة؟..

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. د. وفاء محمد حسن الأيوبي

    مقال رائع صياغة أدبية راقية وصدق في التعبير وبساطة في المفردات فالربط بين الخط والخطوة لوحة فائقة الدقة في الملاحظة والتعبير

يحدث الآن

العراق الثاني عربياً باستيراد الشاي الهندي

ريال مدريد يجدد عقد مودريتش بعد تخفيض راتبه

العثور على جرة أثرية يعود تاريخها لعصور قديمة في السليمانية

"وسط إهمال حكومي".. الأنبار تفتقر إلى المسارح الفنية

تحذيرات من ممارسة شائعة تضر بالاطفال

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مسرحية رائحة حرب.. كايوسية التضاد بين الحرب ورائحته
مسرح

مسرحية رائحة حرب.. كايوسية التضاد بين الحرب ورائحته

فاتن حسين ناجي بين المسرح الوطني العراقي ومهرجان الهيئة العربية للمسرح في تونس ومسرح القاهرة التجريبي يجوب معاً مثال غازي مؤلفاً وعماد محمد مخرجاً ليقدموا صورة للحروب وماتضمره من تضادات وكايوسية تخلق أنساق الفوضوية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram