على بركة الله يبدأ منتخبنا للناشئين غدا الأحد رحلة التحدي لاثبات الذات والمنافسة في بطولة كاس العالم تحت 17 عاماً عندما يلتقي نظيره المكسيكي في أولى مبارياته في النهائيات المذكورة التي تضيفها الهند لأول مرة .
ليوث الرافدين يدخلون اللقاء الافتتاحي لهم في المجموعة وهم يدركون بالتأكيد حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم كونهم سيدافعون عن سمعة الكرة العراقية خاصة والعربية عامة مما سيزيد من حجم الضغوطات على اللاعبين وخاصة في الدقائق الأولى من المباراة التي ستكون بالتأكيد عصيبة عليهم نظرا لحجم واهمية البطولة مقارنة باعمارهم الصغيرة وقوة الفريق المنافس الذي يمتلك أفضلية تاريخية بالمشاركة لثلاثة عشرة مرة له في النهائيات وتحقيقه اللقب مرتين وهو مؤشر صريح وواضح على إن المباراة لن تكون سهلة أو في متناول اليد كما يتصور البعض.
الجميع يعلم أن ابناء جثير لم يحصلوا على فترة إعداد مثالية تناسب الحدث العالمي حينما ذهبت كل الوعود أدراج الرياح التي اطلقها اتحاد الكرة والجهات الاخرى بتأمين منهاج إعدادي عالي المستوى لهم وزجهم في مباريات مع منتخبات قوية تحت ذرائع وحجج مختلفة ليضع الكادر التدريبي في محنة الاكتفاء بمعسكرات روتينية ولقاءات تجريبية لاترتقي لمستوى الإعداد الحقيقي .
وفي ظل تلك الظروف لابد للجهاز الفني أن يعمل بواقعية وبخطوات مدروسة في كيفية التعامل مع كل مباراة بما يؤمن لهم مجاراة الخصم والثبات في الميدان ومنح اللاعبين جرعات معنوية تعزز الثقة بقدراتهم وتحرر قيود الرهبة والتردد لديهم وصولاً الى مرحلة الامتاع بالاداء بإظهار امكانياتهم الفنية دون أي ضغوط قد تتسبب في تشتيت التركيز أو الانجرار وراء مايريده المنافس.
وقد يكون من المفيد التذكير بالمشاركة الاولى لمنتخبنا في نهائيات كأس العالم للناشئين عام 2013 في الإمارات والتي خرج منها خالي الوفاض رغم انه كان يضم لاعبين على مستوى عالٍ ، إلا إنه افتقد التنظيم داخل الملعب واعتمد على المهارات الفردية التي جوبهت بالاداء الجماعي للخصوم في حينه..الأمر الذي يمكن للكادر التدريبي دراسته والاستفادة منه وتشخيص الأخطاء من أجل عدم تكرار ذات الاخفاق,
إن الجماهير الكروية العراقية لديها الثقة المطلقة بقدرة لاعبينا والكادر التدريبي في تسجيل ملاحم كروية على الاراضي الهندية وخاصة في لقاء المنتخب المكسيكي الذي سيكون بوابة العبور للدور الثاني إذا ما استطاع منتخبنا اقتناص نقاط المباراة.ومعها توجيه رسالة لباقي فرق المجموعة بصعوبة اجتياز حامل راية العرب في المونديال.
باختصار...إن أمام ناشئينا الابطال فرصة كتابة تاريخ لهم بأحرف من ذهب متى اجتهدوا وتمسكوا بالاداء الجماعي وانتزعوا من قلوبهم رهبة البطولة وجعلوا المنتخب المكسيكي تحت الضغط وعدم اعطائه المساحة في التحرك بحرية ومن ثم استغلال أنصاف الفرص لزيارة الشباك بحرص وفكر عالٍ يؤمن الخروج بنتيجة واداءٍ يليق بسمعة وتاريخ الكرة العراقية..عندها سيجير الانجاز لقحطان وابنائه اللاعبين وليس لغيرهم ..ولاعزاء لمن خذلهم في مرحلة الإعداد والتجهيز…
رحلة التحدي
[post-views]
نشر في: 6 أكتوبر, 2017: 09:01 م