إنشاء محطات لإنتاج الغاز المصاحب للعمليات النفطية هو بند من بنود جولات التراخيص التي تُلزم بها الشركات النفطية العاملة في العراق. وفي هذا الإطار أنشأت شركة كازبروم الروسية العاملة في حقل بدرة النفطي بمحافظة واسط، محطة لإستثمار الغاز المصاحب، وهو ما ع
إنشاء محطات لإنتاج الغاز المصاحب للعمليات النفطية هو بند من بنود جولات التراخيص التي تُلزم بها الشركات النفطية العاملة في العراق. وفي هذا الإطار أنشأت شركة كازبروم الروسية العاملة في حقل بدرة النفطي بمحافظة واسط، محطة لإستثمار الغاز المصاحب، وهو ما عُدّ خطوة كبيرة وإسهامة مهمة لتوفير الغاز الجاف والسائل ومادة الكبريت، سواء للاستهلاك المحلي أو التصدير مع دخوله في الكثير من الصناعات المهمة.
موعد افتتاح هذه المحطة سيكون قبل نهاية العام الحالي بحسب ما أعلنته لـ "المدى" المتحدث باسم وزارة النفط عاصم جهاد الذي أوضح إن استثمار حقل بدرة كان ضمن عقود جولات التراخيص، بقيادة شركة "كازبروم" التي تعد المشغل الرئيس لهذا الحقل وتقوم بتطويره. ويزيد انتاج هذا الحقل الآن على الـ 70 ألف برميل يوميا، كما سيكون هناك قبل نهاية هذا العام افتتاح لمحطة استثمار الغاز المصاحب للعمليات النفطية، وهو ما يعد خطوة مهمة جدا لتوفير الغاز الجاف والسائل ومادة الكبريت.
ويوضح جهاد قائلا: الغاز الجاف ستزود به محطات الطاقة الكهربائية ومصانع الإسمنت والبتروكيماويات وغير ذلك، أما الغاز السائل فسيرفد الانتاج الوطني بكميات جديدة، وفيما يتعلق بالكبريت فهو مادة معروفة يتم استخدامها وتصديرها للخارج، كما سيقلل ذلك من التلوث البيئي، وسيكون انتاج هذه المحطة مبدئيا 54 ألف مليون قدم مكعب قياسي باليوم (مقمق)، حيث سيكون إنتاج الغاز السائل منها 27 متراً مكعباً بالساعة، ويكون بحدود خمسة الآف و900 كيلوغرام في الساعة من الكبريت، وهذه الاحجام تعد مرحلة أولية، ومن المؤكد انها ستزيد تدريجيا في المستقبل، كما أن أية زيادة في الانتاج النفطي للحقل ستنعكس على زيادة الغاز.
وكانت عمليات حقل بدرة النفطي التابعة لشركة نفط الوسط قد أعلنت في تموز الماضي عن انتهاء مرحلة التشغيل التجريبي لوحدات معالجة الغاز وبدء الانتاج الفعلي للغاز الجاف بمعدل أنتاج أولي يومي بلغ (21 مقمق/ يوم) وضمن المواصفات المطلوبة.
من جانب اخر قال الخبير النفطي ضرغام محمد علي في حديث لـ"(لمدى) إن عقود جولات التراخيص الثانية ألزمت الشركات التي تطور الحقول النفطية الخضراء المكتشفة وغير المطورة باستثمار الغاز المصاحب وعدم هدره، وبالتالي فان على كل شركة الالتزام بأنشاء وحدة لمعالجة الغاز المصاحب ضمن عملية استخراج النفط، وذلك من أجل توفير الغاز الى المحطات الكهربائية أولا من أجل الاستهلاك المحلي. وأضاف: انشاء هذه المحطات لاستثمار الغاز المصاحب سيساهم في توقف حرق الغاز المصاحب، الذي كان يتسبب بهدر ثروات مالية كثيرة وكبيرة للعراق بسبب عدم استغلاله، مواصلاً بالقول: لذلك فان افتتاح مثل هذه الوحدة سيكون مفيداً جدا كون هذه المشاريع التي تخدم الغاز قليلة جدا في تلك المنطقة، بالتالي فأنشاء هذه المحطة يعد أمراً في غاية الضرورة، كونها ستساعد في عملية تزويد محطات توليد الكهرباء الموجودة في ديالى والمناطق القريبة منها بالغاز الجاف، إضافة الى كونها ستساهم في انشاء مصنع لتعبئة الغاز للاستفادة منه في تلك المناطق.
وبدأ تدشين الانتاج الفعلي في حقل بدرة النفطي في 26/8/2014 بطاقة انتاجية بلغت (15000-17000) برميل/اليوم، وتم ذلك بموجب عقد الخدمة الموقع بين شركة نفط الوسط وائتلاف الشركات الاستثمارية بقيادة شركة غازبروم الروسية: (TPAO / بتروناس /كوكاز /سامسونج /هاليبرتون/ ويذرفورد/ تكنو/تشاملبرجر/CCP/ زبك) اضافة الى شركة الاستكشافات النفطية العراقية، بعد فوزها بالعقد ضمن جولات التراخيص الثانية، حيث يعد هذا الحقل الذي يعتبر ثاني أكبر حقل نفطي بعد حقل الأحدب في محافظة واسط، يليه حقل الظفرية.
وكانت وزارة النفط قد أعلنت في العام 2015 ان العراق يعمل على استثمار الغاز المصاحب من خلال شركات وطنية بالتعاون مع شركتي «شل» و«متسوبيشي»، وإن إنتاجه مرتبط بزيادة إنتاجه للنفط، واضافت إن صناعة الغاز معقّدة وتحتاج إلى إستثمارات كبيرة وتكنولوجيا متقدمة، لذلك فان مهمّة الشركات إستثمار الغاز من ثلاثة حقول في البصرة والهدف هو الوصول بعد عام 2018 إلى إنتاج تريليوني قدم من الغاز.