صادق جعفر باحث متخصص بالتاريخوزير المعارف لأكثر من مرة، عضو مجلس النواب ورئيسه في احدى دوراته، عضو مجلس الاعيان ورئيسه، عضو المجمع العلمي العراقي ورئيسه أيضا، الناشط السياسي والمثقف الديني والشاعر الشهير.. الشيخ محمد رضا بن الشيخ جواد بن محمد بن شبيب بن إبراهيم بن صقر البطايحي، الشهير بالشبيبي.
ولد في النجف الأشرف، رمضان عام 1306هـ(1) المصادف 6 أيار عام 1889م.والأسرة الشبيبية من أشهر الأسر العلمية في النجف الأشرف، قدمت من جنوب العراق وبالتحديد من مدينة البصرة، وهي فرع من قبيلة بني أسد(2). درس الشبيبي على أشهر علماء عصره كالشيخ محمد حسن المظفّر، والسيد مهدي آل بحر العلوم، والسيد حسين الحمامي، والسيد هبة الدين الشهرستاني، والسيد حسين القزويني، والشيخ هادي آل كاشف الغطاء، وأيضاً تتلمذ على أبيه الشيخ محمد جواد الشبيبي الذي تعدّه المدرسة الدينية من ألمع أساتذتها فضلاً عما امتاز به من قوة شخصية أثر مواقف وطنية هامة، إلى جانب ملكته الشعرية. وفي مطلع شبابه عاش واقع العراق الصعب في وقت كانت الدولة العثمانية آيلة الى السقوط، ثم وقع العراق تحت الاحتلال البريطاني عام 1918م. ولا يخفى ما كان عليه واقع العراق آنذاك من تخلف شامل.الشبيبي نفسه يصف هذا الواقع ضمن مقدمته لديوانه الصادر عام 1940م، فيقول: «كُنا في رهطٍ من الشباب العراقيين وغيرهم نفكر تارةً في رسم أهدافنا وطوراً في الوسائل التي توصلنا إليها، ولم نكن نستهدف في الواقع إلا الحياة في ظل نظام تُحترم فيه الحقوق والحُريات وتفلح في كنفه المساعي ويتيسر النهوض بالبلاد. كما كان في مقدمة العقبات الشاقة التي تواجهها دائماً استفحال الجمود وفقدان الشعور بالواجب خصوصاً لدى المسؤولين وعدم اكتراثم أو مبالاتهم بالأخطار، فتضطرم النفوس وتثور الأرواح المتمردة وتتضاعف الهواجس والآلام، ثم تفيض بهذه الصور الشعرية كما يفيض القليب الملآن».وعمل الشبيبي مع مجموعة من الشباب النجفي في جمع المخطوطات والدواوين والسعي على طبعها بصورة جديدة.البداية السياسيةكانت بدايته السياسة حين اشترك إلى جانب الجيش التركي في وقعة الشعيبة ضد الإنجليز عام 1914م. ومع شدّة الحراك السياسي، طالب العراقيون بالاستقلال وكان للشبيبي مواقف وطنية مأثورة، فقد انتدب بمهمة إلى عاهل الحجاز الشريف حسين، فذهب سالكاً البادية من البصرة إلى جمر فالمدينة المنوّرة ومنها إلى مكة المكرمة عام 1919م «واجتمع بالشريف حسين، وقدم له وثائق مذّيلة بتواقيع الزعماء والعلماء وقادة الرأي تتضمن توكيله لبيان حالة العراق وشرح رغبات أهله، وأوضح له طموح العراقيين إلى الحرية والاستقلال»(5) من الحجاز ذهب إلى الشام، فكان له فيها جهود سياسية ومساجلات أدبية. وفي مدينة صيدا في لبنان وضمن محافلها الأدبية ثم عاد إلى بغداد في تشرين الثاني، عام 1920 ، وسجل هذه الرحلة في كتابه «رحلة في بادية السماوة» عام 1964م، ونشرت في الأصل في مجلة المجمع العلمي العراقي(6). وشغل الشبيبي وظائف عديدة في الدولة؛ منها:1 ـ وزيراً للمعارف 1924م.2 ـ عضو مجلس نواب 1925م، 1933، 1934.3 ـ عضو مجلس الأعيان 1935م.4 ـ وزيراً للمعارف عام 1935م للمرة الثانية.5 ـ رئيس مجلس الأعيان 1937م.6 ـ وزيراً للمعارف 1937م للمرة الثالثة إلى 1941م.7 ـ رئيس مجلس النواب 1944م.8 ـ رئيس المجمع العلمي العراقي 1948م.9 ـ وزيراً للمعارف 1948م للمرة الرابعة.10 ـ عضو مجلس الأعيان 1954م حتى قيام ثورة تموز 1958م.rnالشبيبي في مجلس النواب:لا أحد بالطبع ينكر نزاهة ووطنية الزعيم عبد الكريم قاسم، وفي الوقت نفسه فأن ثورة تموز 1958م التي أريد لها أن تؤسس لعهد جديد، أصبحت بداية لثورات وانقلابات وتآمرات أودت بالعراق إلى هو ما عليه اليوم!! ومن محاضر مجالس النواب، نقتطع بعض أقوال الشبيبي، فهو يقول في احداها: «... خلا الجو في العراق غالباً لعدد من ذوي الأهواء والتصرفات، وانحرف فريق من المسؤولين عن سواء السبيل لأنهم أمنوا العقوبة، ومنأمن العقوبة أساء التصرف، فالأوضاع النيابية قد هزلت».ومن قول آخر له: « الحقيقة ان حواريي الملك فيصل في هذه اللحظة، التي تناقش الوزارة فيها، أصبحوا ضروباً وأقساماً، وأصبحت حظوظهم ضروباً وأقساماً، ومن حواريي الملك فيصل أناس منسيون، إذا لم أقل مضطهدين، وأناس آخرون قابعون في بيوتهم، فلماذا لا يواسيهم السيد نوري السعيد في حرمانهم مثلاً، وفي زهدهم بمظاهر الحياة والسلطان، ولماذا يصر أن يكون دائماً على رأس الحاكمين إذا حقاً كان من حواريي الملك فيصل، وإذا كان جاريا على منهاجه، كان الملك فيصل ملكاً دستورياً شعبياً، فلماذا يجنح هذا الحواري إلى أن يكون ديكتاتورياً؟ مهما كانت الظروف والأحوال، أيها السادة: يختلف عهد الملك فيصل عن عهدنا هذا في جوهٍ كثيرة، وانا أذهب إلى أن البلد رجع إلى الوراء، بعد أن ودعت البلاد عهد الملك الراحل، خطوات بعيدة في جميع نواحي الحياة، هذا رأيي وعقيدتي، وهذا ما أريد أن أدلل على صحته في هذه القاعة، وفي خارجها».ويقول من محضرٍ آخر: «إن نظام الحكم في بلادنا ديمقراطي وشكله نيابي.. فماذا
الشبيبي في مجلس النواب
نشر في: 28 فبراير, 2010: 05:14 م