ينقل أحد الأصدقاء المشاركين بحملة "بصمة أمل" الخاصة بأطفال مستشفى الأورام السرطانية في البصرة، أن الوضع في المستشفى مقلق جداً، وإن توفرت أدوية هذا الشهر، كيف سيتم توفيرها في الأشهر المقبلة؟، كما نقل صورة مأساوية عن حال العوائل التي ترى أطفالها يذبلون
ينقل أحد الأصدقاء المشاركين بحملة "بصمة أمل" الخاصة بأطفال مستشفى الأورام السرطانية في البصرة، أن الوضع في المستشفى مقلق جداً، وإن توفرت أدوية هذا الشهر، كيف سيتم توفيرها في الأشهر المقبلة؟، كما نقل صورة مأساوية عن حال العوائل التي ترى أطفالها يذبلون كما الورد التي لا تسقى.
نعم هو مستشفى البصرة للأورام السرطانية الذي يعلن إفلاسه، البصرة تلك المدينة التي تعوم على بحر النفط والثروات والمنافذ الحدودية والموانئ والمطار، هي البصرة التي تعتمد عليها موازنة العراق، لكن أطفالها وأطفال المدن المجاورة المصابين بالسرطان دون علاج، ما حدا بإدارة المستشفى أن تعلن إفلاسها وتطلق صيحات ومناشدة الجهات الرسمية ومنظمات المجتمع المدني وميسوري الحال لدعم المستشفى بعد نفاد بعض الأدوية، بخاصة الصفيحات الدموية التي تعتبر من أهم الأدوية التي يحتاج لها المستشفى.
يحتاج كل طفل راقد في المستشفى الى أدوية وتحاليل يتراوح سعرها بين 150 الف دينار الى 200، أما المراجعون من المحافظات المجاورة، فالمبلغ يرتفع الى اكثر من ذلك. حسين طفل في العاشرة من عمره دفع ضريبة الحروب والقصف على مدينته البصرة بشتى أنواع الأسلحة في حروب امتدت من 1980 حتى يوم سقوط النظام في 9 نيسان 2003، حيث اصيب بالسرطان ويرقد الآن في المستشفى، إذ تكفل والده بتوفير الأدوية وقناني الدم، لكنه أيضاً جزع من جمع التبرعات وقبول معونات الأهل والأقرباء. فيما تجلس والدة إحدى المصابات في آخر القاعة تندب حظها وحظ ابنتها التي لم تكمل العاشرة من عمرها بعد، وهي تراها تفقد قوتها يوماً بعد آخر دون أي اهتمام حكومي..
يتوزع الأطفال المصابون والراقدون في المستشفى من شتى مدن الجنوب، بينهم محمد الشويلي من محافظة ذي قار والد أحد الأطفال، والذي يبدو إنه فقد الأمل بتوفير الادوية ومستلزمات العلاج، إذ ناشد كل الخيرين في البلاد ومنظمات المجتمع المدني والمرجعية الدينية التدخل لحل هذه الأزمة. فيما رفض والد طفل آخر الحديث وفضّل البكاء وهو يشير إلى طفله الراقد بصمت.
وحسب الأهالي إن هذه ليست الأزمة الأولى التي تهز المستشفى، فقد سبقتها أزمة عام 2015، لكنها انتهت ايضا بحملة شبابية حملة "اسم البنفسج" إذ تم بها توفير العلاجات الضرورية وحث الحكومة على تخصيص الأموال اللازمة لعلاج الأطفال... وينوّه عدد من الناشطين المدنيين المشاركين في حملة "بصمة أمل" الى الإهمال والتجاهل الحكومي رغم عديد المناشدات والصيحات التي اطلقت لتوفير الأدوية وقناني الدم، كما أشاروا الى أن اغلب ما يظهر في وسائل الإعلام من أخبار وتصريحات دعم وتخصيص أموال من هذه الجهة وتلك، إن كانت حكومية أو حزبية، غير صحيح ولم يصل أي شيء الى المستشفى لغاية الآن. مؤكدين على ضرورة ايجاد حل جذري لهذه المشكلة وتخصيص مبالغ كافية ضمن الموازنة العامة للبلاد.. وحسب تقرير أعدته مجموعة السلام الهولندية نشر عام 2013، بيّن أن القوات الأميركية والمتحالفة معها، استعملت نحو 400 طن من أسلحة اليورانيوم المنضب ضد الأهداف العسكرية والمدنية، بخاصة في مناطق جنوبي العراق ووسطه، في حربي 1991 و2003، وإن العراق يحتاج لنحو 30 مليون دولار لتنظيف أكثر من 300 موقع ملوث. يستقبل المستشفى يومياً أكثر من 300 مريض من الأطفال المصابين بالسرطان، كونه المستشفى الوحيد في جنوب البلاد، الأمر الذي يحتم فتح مستشفيات أخرى، لكن هل ستتمكن حكومة ينخر الفساد بشتى مفاصلها من فتح مستشفى تخصصي لأمراض السرطان، وهي تعجز عن توفير أدوية العلاج في مستشفى أخرى؟، حتماً يشك الجميع بذلك، علماً أن مستشفى البصرة للأورام السرطانية تم بناؤه بعد عام 2003 بمساهمة دول مانحة.