في العاصمة الفنلندية، هلسنكي، وعلى كاليري مركز الثقافات العالمي" Caisa"، أقام الفنانان العراقيان، مهند الدروبي (مواليد بغداد 1979)، وحذيفة صالح (مواليد بغداد 1976)، معرضهما المشترك بعنوان "نداء عاجل" ويستمر حتى نهاية شهر تشرين الأول / اكتوبر. ووسط حض
في العاصمة الفنلندية، هلسنكي، وعلى كاليري مركز الثقافات العالمي" Caisa"، أقام الفنانان العراقيان، مهند الدروبي (مواليد بغداد 1979)، وحذيفة صالح (مواليد بغداد 1976)، معرضهما المشترك بعنوان "نداء عاجل" ويستمر حتى نهاية شهر تشرين الأول / اكتوبر. ووسط حضور عراقي وفنلندي، افتتح المعرض من قبل مديرة المركز السيدة "كاتيا سوميلاينين بيدروسا"، التي أشادت بجهود الفنانين في التعريف بثقافة بلدهما، وبأهمية مثل هذه المعارض في تعزيز الحوار بين مختلف الثقافات من خلال الاسئلة التي تثيرها اعمال المعرض. الفنان مهند الدروبي أشار الى أن معرضهما يحمل رسالة ليلفت أنظار العالم لما يجري من مأسٍ في وطنه والمنطقة بإثارة العديد من التساؤلات عن حقوق الانسان والحاجة للسلام في المنطقة. وأكد على ذلك الفنان حذيفة الذي تمنى على الحاضرين أن ينقلون اسئلة المعرض ورسالته الى من تعذر عليه الحضور.
ضمّ المعرض 47 عملاً متنوعاً، 16 عملاً منها للفنان مهند و31 عملاً للفنان حذيفة، توزعت ما بين أعمال الفن التركيبي (Installation)، حبر على ورق، اكليرك على جنفاص، نحت على الخشب ومواد مختلفة على ورق أو جنفاص. العديد من اعمال المعرض حملت همّاً سياسياً مباشراً، عن اوضاع العراق وما يعنيه من توتر ونزاعات. وبخاصة اعمال الفنان مهند الدروبي التركيبية، حيث حوى المعرض له ستة أعمال تركيبية، فجاء أحد اعماله، اشارة مباشرة لدعوات الرئيس الامريكي ترامب للاستيلاء على نفط العراق، وحمل عمل تركييي آخر اشارة الى عملية غسل الأدمغة التي تمارسها الجماعات الدينية المتطرفة لتجنيد الارهابيين، وكذلك الأمر في بعض اعماله التي استخدم فيها الحبر على ورق، ولكنه ببراعة قدم لنا لوحة "قصيدة شرقية" تحمل لمسة وجدانية تحيل للشرق ولغز الحرف العربي وجمالياته، فجاءت مختلفة شيئاً ما عن بقية الأعمال، وبلمسات فنية قدم اشارة الى عمق التراث الحضاري في العراق من خلال اعمال تركيبية استثمر فيها طين الصلصال (الطين الصناعي) ليعرض قوالب عن الآثار السومرية والبابلية في نوستالجيا واضحة.الفنان حذيفة صالح الذي تنوعت اعماله ما بين النحت على الخشب والاكليرك على جنفاص، وفي اغلب اعماله، واصل أسلوبه في مزج مواد مختلفة على الورق أو جنفاص ، مستعيراً ثيمات من أعمال في معارض سابقة له، مثلاً لوحته الكبيرة " الكلاب الحاكمة "(10 مترَ× 1,5 متر) التي احتلت جانباً كبيراً من المعرض وتعكس محنة الانسان ضحية النزاعات، وفي عمله النحتي من الخشب عن الهجرة (من اوروك الى فنلندا) والذي حاول فيه أن يستثمر الفضاء، إذ تدلت بعض عناصر العمل من السقف فجاء اقرب الى كونه عملاً تركيبياً.