يصف مراسل وكالة الأنباء الفرنسية، عملية ختان حضرها في إحدى قرى ناحية قلعة دزة، حيث تمتهن امرأة مسنّة ممارسة الختان، دخلت شوين ذات الأعوام الأربعة وهي تحتضن لعبة بلاستيكية إلى الغرفة دون أن تعرف ما ينتظرها. أمسكت بها والدتها بعد أن أجلستها على ب
يصف مراسل وكالة الأنباء الفرنسية، عملية ختان حضرها في إحدى قرى ناحية قلعة دزة، حيث تمتهن امرأة مسنّة ممارسة الختان، دخلت شوين ذات الأعوام الأربعة وهي تحتضن لعبة بلاستيكية إلى الغرفة دون أن تعرف ما ينتظرها. أمسكت بها والدتها بعد أن أجلستها على بطانية قديمة، وما هي إلا لحظات حتى أخرجت العجوز موساً للحلاقة وقطعت جزءاً صغيراً من جهاز الطفلة التناسلي. ثمّ قامت المرأة برش الجزء المصاب بالرماد بغية التئام الجرح بسرعة ولكي تتخثّر الدماء ولا تتعرض الطفلة للنزيف. وأوصت العجوز والدة الطفلة بغسل الجرح بالماء والصابون لثلاثة أيام وترطيبه بمرهم للعيون”.
مثل هذا المشهد المؤلم يتكرر في مناطق عديدة لا تزال تتمسك بهذه العادة العنيفة رغم التنديدات الدولية والقوانين التي تجرّمها. ووفقاً لإحصائيات الأمم المتحدة يبلغ عدد النساء المختونات 200 مليون امرأة على مستوى العالم، يعيش نصفهن في مصر وأثيوبيا وإندونيسيا، كما أن أكثر من 90 بالمئة من النساء في الصومال وغينيا وجيبوتي مختونات.
يزعم المدافعون عن هذه الممارسة، أن ختان البنت يحميها من الانحراف ويضمن حسن أخلاقها ويحمي عفّتها. والختان يساعد في بلوغ البنات واكتمال أنوثتهن كما أنه نظافة لهن.
وترفض مجتمعات أخرى هذه الممارسة وتنتقدها، لكنها وللمفارقة تنتشر فيها ممارسات وعادات أخرى، قد تختلف في الشكل، وبعضها أقل بشاعة وضرراً، لكن لها نفس الغاية والتبرير المرتبط بحماية الشرف. في تونس مثلاً، هناك عادة تعرف بـ”التصفيح”. وهذه الممارسة موجودة في مجتمعات عربية أخرى لكن بتسميات مختلفة، ففي الجزائر مثلاً، يطلقون عليها اسم “الربيط” وفي المغرب “التقاف”.
في تونس، يتم هذا الطقس، الذي تشرف عليه امرأة مسنّة ضالعة في هذه العملية بجرح الفتاة قبل بلوغها سبعة جروح على فخذها أو ركبتها اليسرى. ثم تغمس 7 حبات من الزبيب في الدم الذي ينزف من الجرح وتأكلها البنت وهي تردد “أنا حيط (حائط) وابن الناس خيط”.
وعن طريق هذه العملية يتم “غلق” البنت، بحيث تصبح غير قابلة للمعاشرة الجنسية ولا تفتح إلا ليلة الزفاف وبطريقة مشابهة لطريقة ‘الغلق”، لكن تختلف على مستوى ما تردده البنت حيث تصبح هي “الخيط” وابن الناس “الحيط”. الأهم في هذه العملية التي يشترط فيها السرية أن تبقى المرأة التي قامت بالعملية على قيد الحياة أو تورّث الطريقة وأسرار الربط إلى امرأة أخرى لتقوم بـ”حلّ” الفتاة قبيل الدخلة، وإلا فلن يتمكن زوجها من الاقتراب منها .
فيما يقول البعض، إن هذه الممارسة تقلّصت ولم تعد موجودة إلا في بعض المناطق الداخلية. يذهب آخرون إلى قول العكس مشيرين إلى أن ارتفاع نسب الاغتصاب والتحرش، والتغيرات الثقافية والسكانية التي طرأت على المجتمع أدى إلى العودة إلى مثل هذه الممارسات .