TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > عيد بارٌ مُضاءٌ بالنصر

عيد بارٌ مُضاءٌ بالنصر

نشر في: 18 أكتوبر, 2017: 04:02 م

اسم على مسمّى بحق، رياضي (بارا ... لمبي)، وهل في دنيا الرياضة أبهى وأفخم من هذا المسمّى الذي يُحيل ذاكرتك على الفور لصورتين، الأولى عربية عن العلاقة الوجدانية الحميمية بين الابن ووالديه سعياً لأرضائهما وإحسانه معاملتهما ليكون باراً بهما في حياته، والثانية لفظ مشتقّ من ترجمة للمصباح (lamp) ،فما أروع مَعْنَيَي الرياضة البارالمبية وهي تضمّ نخبة من أبناء العراق وفاءً وغيرةً وحماسةً عند حملهم شعاره وعلمه ليبرّوه، ويُضاء إنجازهم في وجه ميداليات التفوّق بأصعب الظروف الصحية والاجتماعية والوطنية.
متحدّو الإعاقة يتوجهون اليوم الخميس 19 تشرين الأول لإيقاد الشمعة الخامسة عشرة من عمر تأسيس كيانهم الحافل بملاحم البطولات التي فاقت العالمية، فأجسادهم المُبتلاة بقدر ربّاني عصيّة على الاستسلام للوهن، بينما أرواحهم تتسابق مثل فرّاشات حقول الربيع، أملاً بحياة أفضل، يصنعون فيها سعادتهم من ألم المعاناة وعرق التدريب، ولا تفارقهم الابتسامة أمامنا حتى في أقسى مكابداتهم التي تداري دموعهم لئلا تخطف نشوة الثقة باستمرار دوران عرباتهم واصابع أياديهم تلوّح بعلامة النصر كجواز مرورهم (Way One) إلى قمم المجد.
أسماء تتلألأ في منظومة البارالمبية، يحق لها أن تفاخر الزمن لما قدّمته طوال السنين التي سبقت إنشاء كيانها بعدما تلاعبت بمقدّراتها السياسات الحاكمة منذ أواسط عقد الثمانينيات حتى الآن، بداية حُجِّم دورها في لجنة صغيرة ثم هيئة مثقلة بأوامر الارتباط الإداري الذي سلب استقلالها كما ينبغي لتمارس واجباتها من دون ضغوط، وهذا ما تحقق عام 2007 ثم أكملت منجزها التاريخي بصدور قانونها المتكامل العام الحالي 2017 بعد شدّ وجذب انتهى باستحصال رجال البارالمبية الشخصية الاعتبارية المنفردة بين مكوّنات الرياضة العامة والصلاحيات النافذة لمؤسسات لم تعرف حتى الآن معناً للاستقلال وفي مقدمتها اللجنة الأولمبية الوطنية بوصفها كياناً منحلّاً برغم مرور أربعة عشر عاماً على تغيير النظام السياسي في العراق.
في غمرة كرنفال عيد التأسيس لا يصلح تقليب المواجع بعدما أسدل الستار الانتخابي على شخصيات مؤثرة قولاً وفعلاً في تسيير شؤون رياضيي البارالمبية مُذ كانت ملاكاتها القيادية تلوذ بهذا المركز الشبابي أو بتلك القاعة المنزوية أو بركنٍ في نادٍ رياضي، السلام على روح من أغمض عينيه الى الأبد تلبية لحكم إلهي تاركاً صوره وكلماته وبصمات أفعاله تحيي دوره في مسيرة هذه اللجنة الرائدة، واعتزاز مفعم بالتقدير لمن اعتكف في بيته راضياً بإرادة الهيئة العامة وهي تمارس ديمقراطيتها في صندوق شفاف بعيداً عن التحالفات والمناورات، فـ(نعم) للأفضل تُطلَق خالصة هنا في بارالمبية الأبطال فقط ولا تؤشَّر تحت ضغط أو تهديد، بل بمسؤولية الناخب ووعيه لخياره.
نبارك لاتحادات تنس الطاولة، والتنس الأرضي، والمبارزة، والكرة الطائرة من وضع الجلوس، والجودو للمكفوفين، والبوتشيا، وكرة الهدف، والصم، والسباحة والرماية ولمكتبهم التنفيذي في العيد الرابع عشر، والمباركة موصولة الى الإعلام الرياضي الشريك الحقيقي في تعزيز الانتصارات وعلى وجه الخصوص الزميل الكفء هشام السلمان الذي يحتفل هو الآخر بمرور سنة واحدة على تسنّمه إدارة الإعلام في اللجنة وانهماكه المثابر والمُجدّ لإحداث انقلاب أبيض في مفهوم إعلامية البارالمبية التي مهما أسهمنا في تغطية أنشطتها لن نكون بديلاً عن الدور الحيوي الذي يقوم به السلمان بجهود شخصية سواء في إصداره مجلة (بارالمبياد) بدعم قدير من الرئيس د.عقيل حميد والأمين العام فاخر الجمالي لتكون إضافة مهمة للمجلات التخصصية أم بعلاقاته المهنية مع زملائه لوضعهم في قلب الحدث البارالمبي.
نأمل أن يُلفت ضوء الشمعة الخامسة عشرة ساكني بيت الحكومة كي تبقى عيونهم شاخصة نحو أسرة باعثي أمل الحياة عبر تحدّيات لا أهل لها سوى رياضيي العراق.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

 علي حسين نحن بلاد نُحكم بالخطابات والشعارات، وبيانات الانسداد، يصدح المسؤول بصوته ليخفي فشله وعجزه عن إدارة شؤون الناس.. كل مسؤول يختار طبقة صوتية خاصة به، ليخفي معها سنوات من العجز عن مواجهة...
علي حسين

قناطر: شجاعةُ الحسين أم حكمةُ الحسن ؟

طالب عبد العزيز اختفى أنموذجُ الامام الحسن بن علي في السردية الاسلامية المعتدلة طويلاً، وقلّما أُسْتحضرَ أنموذجه المسالم؛ في الخطب الدينية، والمجالس الحسينية، بخاصة، ذات الطبيعة الثورية، ولم تدرس بنودُ الاتفاقية(صُلح الحسن) التي عقدها...
طالب عبد العزيز

العراق.. السلطة تصفي الحق العام في التعليم المدرسي

أحمد حسن المدرسة الحكومية في أي مجتمع تعد أحد أعمدة تكوين المواطنة وإثبات وجود الدولة نفسها، وتتجاوز في أهميتها الجيش ، لأنها الحاضنة التي يتكون فيها الفرد خارج روابط الدم، ويتعلم الانتماء إلى جماعة...
أحمد حسن

فيلسوف يُشَخِّص مصدر الخلل

ابراهيم البليهي نبَّه الفيلسوف البريطاني الشهير إدموند بيرك إلى أنه من السهل ضياع الحقيقة وسيطرة الفكرة المغلوطة بعاملين: العامل الأول إثارة الخوف لجعل الكل يستجيبون للجهالة فرارًا مما جرى التخويف منه واندفاعا في اتجاه...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram