خلال هذا العام، احتفت السينما وبلا اتفاق بشخصية سياسية تاريخية هي ونستون تشرشل، فقد تم انتاج فيلمين عنه خلال هذا العام 2017 بالإضافة الى فيلم تلفزيوني عام 2016.
ويحتفظ تاريخ السينما بأكثر من عمل سينمائي وتلفزيوني عنه، فمنذ عام 1951 انتجت عن تشرشل مايقرب من عشرين فيلماً سينمائياً وتلفزيونياً، اختلفت موضوعاتها وطريقة تناولها لسيرة هذه الشخصية التاريخية. فأغلب هذه الأفلام لم تكن السيرة الشخصية هي المحور الدرامي .
وقد جسد العديد من الممثلين شخصية تشرشل، فما زلنا نتذكر رود تايلر رود تايلور (أوغاد مجهولون، 20 وبرندان غليسون (في العاصفة أو تشرشل في الحرب، 2009)، ألبرت فيني (حصاد العاصفة، 2002)، وتيموثي ليونارد سبال (خطاب الملك، 2010).هذا العام اتيحت لي فرصة مشاهدة فيلم (تشرشل) الذي أخرجه جوناثان تيبليتسكي، وجسّد شخصية تشرشل باقتدار وحرفية عالية براين كوكس إضافة الى ميراندا ريتشاردسون وجون سلاتري. الفيلم يتحدث عن جانب من حياة تشرشل خلال السنوات الأخيرة من الحرب العالمية الثانية عشية استعداد الحلفاء لعملية النورماندي التي تهدف الى تحرير فرنسا من الاحتلال النازي، ويبدو تشرشل في هذا الفيلم بهامته المديدة التي لاتشبهها أية هامة، وصدق توقعاته وإصراره على القيادة، لكنه من حالة اكتئاب تجعله لايوافق على خطة الهجوم رغم الاستعدادات الكبيرة له، والسبب هو عقدة هزيمته في الحرب العالمية الأولى في انزال الدردينال، وخسارته الآلاف من جنوده، وتحت هذه العقدة يرفض انزال النورماندي.. لكنه يرضخ ويلقي خطاباً بارعاً ومهماً ليلة الإنزال.وكان الفيلم الآخر الذي شاهدناه عن سيرة تشرشل عام 2016 هو (سر تشرشل) من إخراج تشارلز ستوريدج، والذي جسد شخصيته فيه الممثل الانكليزي مايكل جامبون، إضافة الى مشاركة الممثلين ورومولا جاري وليندسي دنكان.حيث من المعروف أن تشرشل قد أصيب بسكتة دماغية عابرة أثناء تواجده بجنوب فرنسا صيف عام 1949. وفي يونيو 1953، عندما كان عمره 78 عاماً، أصيب تشرشل بآلام سكتة دماغية أكثر شدة، أثناء تواجده بـ 10 شارع دونينغ. لم يعرف العامة أو البرلمان أياً من تلك النوبات، وتم إبلاغهم أن تشرشل يعاني الإرهاق. غادر تشرشل إلى منزله في تشارتويل بغرض التعافي من آثار تلك السكتات، التي أثرت كثيراً على حديثه وقدرته على السير. وفي أكتوبر، عاد تشرشل ليلقي خطبة في مؤتمر حزب المحافظين بمدينة مارجيت، وبإدراكه التباطؤ الذي حل به عقلياً وجسدياً؛ اعتزل تشرشل عمله كرئيس للوزراء عام 1955، ليخلفه أنطوني إيدن. وفي ديسمبر 1956، عانى تشرشل من سكتة عابرة أخرى.تتمحور أحداث الفيلم حول هذه النقطة، حيث يقع مغشياً عليه في حفل عشاء بداونينغ ستريت، وقد تم التشخيص من قبل الطبيب الخاص به بأنه قد تعرض لسكتة دماغية والتي تهدد بقاءه على قيد الحياة، وقد اقترح الطبيب عليه العودة إلى مسقط رأسه في تشارتويل من أجل الاستجمام والبقاء مع عائلته بعيداً عن أعين الصحافة وبالرغم من معاناته، لم تعلم الصحافة بمرضه وقد تم إرسال ممرضة مميزة له من أجل الاهتمام بهذا الرجل العظيم ذي التاريخ المشرّف.وهناك فيلم آخر أطلق حديثاً وهو بعنوان (داركست آور) أخرجه جو رايت ويجسد الشخصية غاري أولدمان ويتناول الأيام الأولى من توليه منصبه خلال الحرب العالمية الثانية، «يظهر أهمية القيادة والفطنة في الأوقات العصيبة».وذكر أولدمان أنه تردد في البداية في قبول الدور نظراً لشخصية تشرشل الاستثنائية والممثلين العظماء الذين سبق أن أدّوا الدور، مثل ألبرت فيني وريتشارد بيرتون وروبرت هاردي. وقال «لكنني فكرت ملياً، وما هو أسوأ شيء ممكن أن يحدث؟ قد أكون سيئاً للغاية في أداء الشخصية. هذا أسوأ ما سيحدث، ولهذا جازفت». وجاءت تصريحاته خلال العرض الأول للفيلم الإثنين في «مهرجان تورونتو السينمائي الدولي».
تشرشل سينمائياً
[post-views]
نشر في: 18 أكتوبر, 2017: 04:09 م
يحدث الآن
الأكثر قراءة
الرأي
مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض
د. فالح الحمــراني يتمحور فكر الكسندر دوغين الفيلسوف السوفيتي/ الروسي وعالم سياسي وعالم اجتماع والشخصية الاجتماعية، حول إنشاء قوة أوراسية عظمى من خلال اتحاد روسيا والجمهوريات السوفيتية السابقة في اتحاد أوراسي جديد ليكون محط جذب لدائرة واسعة من...