TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الناشئون بعيون أولمبية

الناشئون بعيون أولمبية

نشر في: 20 أكتوبر, 2017: 09:01 م

تبدع منتخباتنا للفئات العمرية كثيراً في إحداث ثورة من النتائج ترتقي الى العالمية، وتعلن عن اسم العراق بقوة في البطولات الكروية الكبرى على إمتداد تاريخها الطويل، كما هو حال منتخب الناشئين بقيادة الكابتن قحطان جثير الذي سيرحّل خلال الفترة المقبلة الى الشباب ، ولعلّ سر الإبداع لهذه الفئات يكمن في عنفوان الشباب الجديد وتدفّق الحيوية الممزوجة مع الموهبة، وهي صفة عامة تمتاز بها الفرق العراقية واللاعب العراقي تحديداً بالفطرة أو الموهبة المكتسبة من صقل النفس بملاعب شعبية مثيرة مع الانتشار الواسع للعبة الأولى محلياً، ويقيناً لو أحسنّا استثمار هذه الثروات بعلمية ودراسة مستفيضة فإننا سنصل الى نتائج مدهشة بفترة وجيزة ، غير إننا نصطدم بعثرات كثيرة جديدة وقديمة ليس أولها التقشّف والعجز المالي وآخرها الروتين والنمطية في الإعداد والبحث عن البُنى التحتية الجاهزة التي تستذكر فرقنا الفتية قبل فترة وجيزة لا يمكن أن نعتدَّ بها أو نعوّل على نتائجها مهما تكن، وبعد ضغط الشارع الرياضي والإعلام معاً .
ومناسبة الحديث تكمن في إعداد منتخب الناشئين الجديد بقيادة المدرب القدير علي هادي الذي نجح في التأهل أولاً عن مجموعته في كتماندو النيبالية وسط ظروف قاهرة ليبحر صوب نهائيات آسيا العام المقبل في كوالالمبور ماليزيا، ومع المطالبة الصريحة من جميع الأطراف للاحتفاظ باللقب القاري الذي لن يتحقق بمجرّد الوعود والكلمات دون العمل والتخطيط المبرمج وفق خطة المدرب الإعدادية، لابد لنا واتحاد الكرة أولاً أن نعيد الحسابات بصورة تامة مستفيدين من تجربة منتخب جثير في الهند، وهنا تسكن العبرات حيث عبّر هادي مراراً عن تذمّره من عدم الاهتمام والاستماع لطلباته في الإعداد وهو حق مشروع يعرفه المدرب ويحسّ بمرارته كونه المسؤول الأول عن هذا الفريق، لذلك أعتقد جازماً أن الإجابة المعهودة من الاتحاد سوف لن تتعدى شريط الأعذار السابقة التي تلتّف حول الأزمات المالية وضيق ذات اليد والعمل بما هو متوافر لدى الاتحاد!! وهي أعذار نتوقّف عندها ولا نملك إجابات شافية سوى مقترحات قد تأخذ نصيبها الى حيّز التنفيذ، فكما عوّدتنا اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية على مبادرات كبيرة توازي ثقلها ونجحت بها أيما نجاح في تجربة المدرب عبدالغني شهد مع المنتخب الأولمبي ، ونعتقد بأنها غير عاجزة من تبنّي التكرار مع فريق المدرب علي هادي المفعم بالأمل وبجيل رائع من اللاعبين الصغار الذين سيجدون طريقهم الى المنتخبات الوطنية بيسر وهو فريق العراق يدافع عن ألوان وسمعة الكرة العراقية في الميدان الآسيوي، وهذا الهدف ليس ببعيد عن اللجنة الأولمبية وتوجهاتها لاسيما ونحن نكسب ناصية الوقت مبكّراً ومن الممكن إعداد هذا الفريق لكسب اللقب القاري الذي يوثّق تسيّدنا القارة الصفراء في ميدان كرة الفئات العمرية .
الجانب الآخر المشرق في الموضوع والذي لابد لي من الإشارة إليه هو التفاعل الكبير لإعلامنا الرياضي المبدع بجميع أشكاله في تسليط الضوء والإشارة مع تمنياتنا باستمرار الزخم حتى نلمس بوادر النجاح في جذب الأنظار لهذا الفريق وإعداده بصورة جيدة وهي مهمة وطنية تستلزم منا شحذ الهمم وترك ما تبقى لليوث الرافدين الصغار.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

لماذا نحتاج الى معارض الكتاب في زمن الذكاء الاصطناعي؟

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

 علي حسين عزيزي القارئ.. هل تعرف الفرق بين المصيبة والكارثة؟، المصيبة يمكن أن تجدها في تصريح السياسيين العراقيين وجميعهم يتحدثون عن دولة المؤسسات، وفي الوقت نفسه يسعون إلى تقاسم المؤسسات فيما بينهم تحت...
علي حسين

أزمة المياه في العراق وإيران: تحديات جديدة للاستقرار الإقليمي

د. فالح الحمــراني حذرت دراسة أعدها معهد الشرق الأوسط في موسكو من ان أزمة المياه بإيران والعراق المتوقعة في نهاية هذا العام قد تفضي الى عواقب بعيدة المدى، تؤثر على الاستقرار الاجتماعي في المنطقة،...
د. فالح الحمراني

العراق.. السلطة تنهب الطقس والذاكرة

أحمد حسن على مدار عشرين عاما، تحولت الثقافة في العراق إلى واجهة شكلية تتحكم بها مجموعات سياسية تدير المجال العام كما تدير المغانم. وفي ظل هذه الوضعية لم تعد الثقافة فضاء لإنتاج الوعي أو...
أحمد حسن

لماذا تهاجم الولايات المتحدة أوروبا بسبب حرية التعبير؟

فابيان جانيك شيربونيل * ترجمة : عدوية الهلالي «أعتقد أنهم ضعفاء. الأوروبيون يريدون أن يكونوا ملتزمين بالصواب السياسي لدرجة أنهم لا يعرفون ماذا يفعلون." لفهم الموقف الأمريكي تجاه القارة العجوز، يصعب إيجاد تفسير أوضح...
فابيان جانيك شيربونيل
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram