بغداد / علي الكاتبتختلف أساليب الزراعة حالياً عن الاساليب المتبعة في السابق كثيرا ، مايؤشر ارتباط الزراعة وانماطها بالتقنيات الحديثة على خلاف الرأي القائل ان الزراعة نمط من الانماط الذي لايتأثر كثيرا بالتطورات الحاصلة في العالم ويكون تأثره بطيئا بتلك التقنيات والتطورات العلمية على خلاف غيره من القطاعات والانماط الاخرى من الانتاج الصناعي والقطاع التجاري والعلمي وغيرها.
 وقال الخبير قحطان العزاوي استاذ الزراعة العضوية في جامعة بغداد ان الزراعة المغطاة في البيوت البلاستيكية شكلت منعطفا مهما في انماط الزراعة باتجاه تطوير المدخولات والموارد المالية لكثير من البلدان الرائدة في هذا المجال في العالم والذي من شأنه تطوير اقتصادياتها ودفع عجلة العملية التنموية نحو الامام، ليس هذا فحسب بل ان لها الكثير من المميزات التي تجعلها الطريقة الافضل في الزراعة في المستقبل والنهج الافضل في الزراعة والذي سيكتب له النجاح لجميع اصحاب المزارع وقطع الاراضي الزراعية الباحثين عن زيادة الانتاج وتحقيق افضل العوائد المالية من وراء هذا النمط من الزراعة. واضاف العزاوي ان زيادة الانتاج ليست الجانب الوحيد المتحقق هنا بل ان هناك فوائد اخرى منها تحقيق الوفرة من ذلك المنتج الزراعي والتي تصل الى مستوى الاكتفاء الذاتي لعدد كبير من المحاصيل والمنتجات الزراعية وتوفير اعداد من محاصيل الخضروات والفواكه والمحاصيل الزراعية الاخرى في غير مواسمها الاعتيادية مع وفرة كثافة النباتات التي من شأنها الحفاظ على التربة وتجنب التعرض لعوامل التعرية والتصحر وغيرها. وتابع كما ان هناك ايجابيات اخرى للزراعة المغطاة من اهمها تجنب الهدر في استعمالات المياه المستخدمة لاغراض السقي وتنظيم عمليات السقي والري للمزروعات ،والسيطرة على تغلغل الافات الزراعية مقارنة بالزراعة المكشوفة التقليدية،وكذلك هناك جانب مهم يرتبط باصحاب المشروع الزراعي ذاته هو ضمان عدم الحاجة الى ايدي عاملة كبيرة في الزراعة الامر الذي من شأنه ضمان تحقيق الارباح المرجوة من اي مشروع اقتصادي زراعياً كان ام صناعياً. فيما قال الخبير الزراعي السابق في منظمة الاغذية والزراعة التابع لمنظمة الامم المتحدة مصطفى حسين ان الزراعة المغطاة مرت بعدة مراحل بدءا من استخدام الاحواض ومن ثم الالواح الزجاجية للحصول على نباتات او شتلات جيدة النمو الى انتشار البيوت الزجاجية التي استخدمت لاغراض التربية والتهجين لعدد من النباتات، ومن بعد ذلك حدث التطور في استخدام المعدات والاجهزة المستعملة ضمن هذه التقنية والانتقال من انموذج الزراعة في البيوت الزجاجية الى البيوت البلاستيكية بسبب تكاليفها الباهظة ونجاح العمل بالبيوت البلاستيكية المغطاة سواء الثابتة او المتحركة والتي اثبتت نجاحها وتفوقها من حيث الكم والنوع على الزراعة التقليدية وامتيازها بمميزات جعلت المزارع العراقي يتجه شيئا فشيئا نحوها. واضاف ان هذا النمط الحديث الذي لم يكن مألوفا في العراق منذ عقود مضت وبذات المستوى من الانتشار والعمل به في الوقت الحاضر أحدث جملة من المتغيرات في انماط الزراعة خاصة تلك التي تدخل ضمن الانتاج الزراعي الذي يؤمن سلة الغذاء للمواطن مع امكانية تصديره الى الخارج لاسيما ان الكميات الكبيرة من المحاصيل المستوردة الى العراق من الخارج والتي تزرع في الدول المجاورة من الممكن زراعتها في العراق والذي يمتلك اراض كبيرة ومساحات شاسعة تتميز بالخصوبة والنماء. وتابع ان جملة من الاسباب من شأنها جعل نمط الزراعة المغطاة في العراق مزدهرا ومتطورا منها توفير الدعم الحكومي للمزارع العراقي بجميع اشكاله وتشجيعه على الزراعة بهذا النمط الحديث والعمل على توعيته وتثقيفه بمزايا الزراعة المغطاة عبر نشر فرق جوالة تقوم بدورها التثقيفي بين المزارعين والفلاحين خاصة في المناطق البعيدة عن المدن وتوفير المواد الضرورية لهذه الزراعة ،خاصة ان كثيراً من الفلاحين لايملكون المبالغ الكافية لشرائها من السوق المحلية ، وهنا اشيد بدور وزارة الزراعة في هذا المجال اذ عملت دوائرها ومؤسساتها المنتشرة في جميع المحافظات على تقديم جميع اوجه الدعم للفلاح وتشجيعه على الزراعة وفق هذا النمط ،الا ان المطلوب هنا السير قدما بهذا النهج مع تعميمه ليشمل جميع المناطق وكل المزراع والاراضي القابلة للزراعة والاستصلاح الزراعي ،الامر الذي من شأنه تطوير قطاع الزراعة العراقية واستعادة مكانتها الحقيقية التي تراجعت في الفترة الماضية.