وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين واحداً من أشد انتقاداته للسياسة الخارجية الأميركية (الخميس)، وتحدث عما وصفه بخيانة في العلاقات بين البلدين.وامتنع بوتين عن قول ما إذا كان سيسعى إلى ولاية رابعة في الانتخابات الرئاسية المقررة في آذار المقبل، على الرغم
وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين واحداً من أشد انتقاداته للسياسة الخارجية الأميركية (الخميس)، وتحدث عما وصفه بخيانة في العلاقات بين البلدين.
وامتنع بوتين عن قول ما إذا كان سيسعى إلى ولاية رابعة في الانتخابات الرئاسية المقررة في آذار المقبل، على الرغم من أنه من المتوقع أن يخوضها بعدما هيمن على السياسة الروسية على مدى 18 عاماً.
واستغل مناقشة تلفزيونية بارزة مع أكاديميين أجانب في جنوب روسيا للعودة إلى الحديث عما يعتبره أسوأ أيام في العلاقات الأميركية - الروسية.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن الحديث اللاذع تجاه الغرب يلقى صدى جيداً لدى كثر من الناخبين الروس الذين يرجعون الفضل إلى بوتين في استعادة الكبرياء الوطنية والوقوف في وجه ما يرونه تجاوزات غربية.
ورداً على سؤال من أكاديمي مقيم في ألمانيا لتحديد الأخطاء التي وقعت فيها روسيا في علاقتها مع الغرب، قال بوتين لمنتدى «فالداي للحوار» في منتجع سوتشي على البحر الأسود: "أكبر خطأ هو أننا وثقنا فيكم أكثر مما ينبغي. لقد فسرتم هذا على أنه ضعف وانتهزتم ذلك".
وأشار بوتين الذي بدا غاضباً في بعض الأوقات، إلى روسيا باعتبارها الطرف المظلوم ووصف زعماءها في ما بعد «الاتحاد السوفياتي» بأنهم سذج للغاية ومفرطون في الثقة.
وقال: «للأسف! بعدما قسم شركاؤنا الغربيون الإرث الجيوسياسي للاتحاد السوفياتي، كانوا واثقين من عدالتهم غير القابلة للجدال بعدما أعلنوا أنفسهم المنتصرين في الحرب
الباردة" .
وأضاف: «بدأوا التدخل العلني في الشؤون السيادية للدول وتصدير الديموقراطية بالطريقة نفسها التي حاولت بها القيادة السوفياتية في زمنهم تصدير الثورة الاشتراكية إلى العالم كله" .
وقال بوتين أن العلاقات الأميركية - الروسية في حال يرثى لها، مشيراً إلى حملة مناهضة لروسيا «لم يسبق لها مثيل» في الولايات المتحدة وإغلاق منشآت ديبلوماسية روسية هناك وضغط السلطات الأميركية على وسائل إعلام روسية.
ولم يوجه انتقاداً شخصيا إلى الرئيس دونالد ترامب، لكنه قال أن سلوكه لا يمكن التنبؤ به، لأن خصومه في الداخل يمنعونه من تحقيق كل وعوده الانتخابية تقريباً.
واتهم بوتين الولايات المتحدة بمحاولة إخراج روسيا من أسواق الطاقة الأوروبية من خلال أحدث جولة من العقوبات التي أقرها ترامب على مضض لتصبح قانوناً في آب الماضي بعد موافقة الكونغرس عليها.
وقال الرئيس الروسي: "تهدف حزمة العقوبات الأخيرة التي تبناها الكونغرس الأميركي إلى إخراج روسيا من أسواق الطاقة الأوروبية، ودفع أوروبا إلى التحول إلى شراء مزيد من الغاز الطبيعي المسال الأكثر كلفة من الولايات المتحدة، على الرغم من أن الكميات هناك لا تزال غير كافية" .
وانتقد أيضاً أسلاف ترامب، إذ رأى بوتين أن الولايات المتحدة خانت روسيا في التسعينيات بعدم ردها بالمثل على ما وصفه بسماح موسكو في شكل لم يسبق له مثيل لواشنطن بالوصول إلى منشآتها النووية السرية.
وقال أن الولايات المتحدة استخفت باتفاقات الأسلحة النووية والكيمياوية، وأن موسكو امتثلت في شكل صارم للاتفاقات، لكن الولايات المتحدة خذلتها.
وقال بوتين أن الولايات المتحدة حاولت إثارة النزعات الانفصالية في جنوبي روسيا في التسعينيات، وأنه كان يعلم ذلك علم اليقين من واقع قيادته جهازَ الاستخبارات .