جون أشبيري الشاعر الأميركي الكبير الذي توفي في 3 سبتمبر / أيلول من هذا العام عن 90 عاماً في هدسون بولاية نيويورك، حيث ترك علامة لا تمحى على الشعر الأمريكي الحديث ونهجه الطليعي ليعيد مفهومه من جديد، ففي عام 1976 حصل على جائزة بوليتزر وجائزة الكتاب الو
جون أشبيري الشاعر الأميركي الكبير الذي توفي في 3 سبتمبر / أيلول من هذا العام عن 90 عاماً في هدسون بولاية نيويورك، حيث ترك علامة لا تمحى على الشعر الأمريكي الحديث ونهجه الطليعي ليعيد مفهومه من جديد، ففي عام 1976 حصل على جائزة بوليتزر وجائزة الكتاب الوطني وجائزة دائرة نقاد الكتاب الوطنية عن مجموعته الشعرية "صورة الذات في مرآة محدبة"، فعلى امتداد تجربته الشعرية الطويلة جعل بعض الناس يغضبون منه بسبب غموض قصائده التي لا يمكن ادراكها بسهولة كما كانوا يقولون، حيث تساءلوا، لماذا كان عليه أن يذهب بعيداً في معاقبة قرّائه بمثل تلك النصوص غير المفهومة، لكن أشبيري كان يعلق على ذلك قائلاً:
"يقولون لي أنه من الصعب إدراك أشعاري، إلا أنّ قصائدي تتناول خصوصيتنا وصعوبة أن نفكر بذواتنا فقط، وأرى أنه بالإمكان إدراكها إذا فعلاً رغبنا بذلك".
أما تلميذه جون ياو الذي لازمه طويلاً، ذكر أنّ من الغرابة بمكان عدم فهم قصائد أشبيري، ومن يقرأ سيرته الأدبية والحياتية فسوف يفاجأ كم كان طليعياً في كتابته للشعر، حتى أن زوجته كانت تقول عنه:" أنه كان حذراً من كل ما يقوم به من كتابة، ففي طفولته كانت أمه تحذره دائماً أن ينتبه إلى كلماته وأفعاله، ومنذ ذلك الحين سار على ذلك النهج محاولاً التأكد من كل ما كان يقوم به حتى في كتابته.
قبل بضع سنوات قابلته ولعدّة مرات خلال فصل الصيف، وكان خجله يخفي الكثير من حياته الخاصة، حيث قال لي، إنه لا يحب الحديث عن نفسه، وكان يحب أن يقرأ كل قارئ قصائده بالطريقة المختلفة التي يقرأها غيره، أما علاقته بالنقّاد، فهي علاقة مأزومة – كما كان يقول دائماً – ، فالبعض منهم جاء بتفسير لشعره لا معنى له ومدعاة للضحك في كثير من الأحيان وضرب مثلاً عن ذلك قائلاً: "ستيفن بول ميلر الذي كتب مقالاً عن مجموعتي الشعرية "صورة الذات في مرآة محدبة"، قال فيه، إن أشبيري كان يستند بالكامل في نصّه الطويل الى فضيحة واترغيت، قلت له ليس له علاقة مع واترغيت، والأهم من ذلك أوضحت له أنه كان مكتوباً قبل أحداثها المروّعة.
وعندما كان يتهيأ لكتابة قصيدة جديدة يقول عنها إن تلك الإرهاصات دائماً ما تجرني نحو البحث عن لقاءات غير محسوبة كقراءة مقاطع من كتاب أو جولة في مدينة أو في متجر لم يكن يرغب في دخوله، مما يسمح للأشياء والأفكار أن تتصدى له بلطف مثل زجاجات بلاستيكية عائمة تتحدى القوارب بالوصول إلى شاطىء الأمان.
وخلال رحلته الأدبية تلك، كتب ثلاث مسرحيات لم يكتب بعدها أية واحدة أخرى، ولا نعلم سبباً واحداً جعله يودّع كتابة المسرحية وإلى الأبد.
جميع التعليقات 1
صالح الرزوق
لا يوجد لأشبري زوجة، و كان يعيش نع شريك حياته دافيد كمياتي، و هو معروف عنه ميوله النثلية، و من المعروف ان دافيد كان بنثابة زوج له و قد عاشا نعا في بيت واحد.