اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > إنعاش

إنعاش

نشر في: 23 أكتوبر, 2017: 09:01 م

يبدو إن المثل المعروف ( الغاية تبرر الوسيلة ) يمكن أن يتماشى كثيرا مع بعض السلوكيات السياسية لدى الحكومات ، وحين تكون الغاية سليمة والهدف يصب في مصلحة البلد فلايهم ماستكون عليه الوسيلة المستخدمة في تحقيق تلك الغاية ..
في سنغافورة التي تعد حاليا مثالا لدولة معاصرة تخطت حدود القومية والدينية والعرقية مثلا ، لجأت الحكومة الى استخدام اللغة الانكليزية كلغة رسمية للبلد على الرغم من كونها لغة المستعمر بهدف تجنب نشوب صراعات طائفية واثنية تقود الى تخريب خطوات الاستقلال والبناء مع منح الأعراق والقوميات حق استخدام لغاتها في شؤونها الثقافية والتوثيقية ، ذلك إنها تتكون من اثنيات مهاجرة متنوعة الثقافات ولاترتبط برابط تاريخي كالدين أو اللغة أو الذاكرة الجمعية أو العرق لذا كان الحل الامثل هو استخدام اللغة الانكليزية لتوحيدهم بعد أن طالبت الاكثرية الصينية والمجموعات الهندية والمالاوية باستخدام لغاتها الثلاث مما حرك الاثنيات الاخرى للمطالبة بعدم اهمال لغاتها وثقافاتها ، وهذا يعني استخدام سبع لغات او ثماني لغات رسمية مرة واحدة ، وهكذا بررت الغاية استخدام الوسيلة ، ونجحت سياسة سنغافورة ...
وفي العراق ، هناك محاولات سياسية جديدة لاستخدام وسائل مختلفة نوعا ما عن وسائلنا المعروفة لتحقيق غايات جديدة أيضا ، فمن يتابع أخبار رئيس الوزراء وزياراته المتلاحقة لعدد من الدول العربية والاجنبية سيدرك حتما انه يبحث عن حلول لأزمات البلد بمد يده الى دول حملت سمة صانعة الارهاب او الداعمة له بعد ان وجد ان غايته تستحق استخدام كل الوسائل غير التقليدية مادامت ستنهض بالبلد وتعيد اليه توازنه الاقتصادي وترفع أسعار نفطه فضلا عما ستوفره له من دعم سياسي وحماية أمنية تقيه خطر الارهاب وتبعد عنه التدخلات العربية والاقليمية وتمنحه القوة المادية والمعنوية لمواجهة أزماته الداخلية ..
في السنوات الأخيرة ، تحول العراق الى ساحة مرعبة لمن يفكر أن يطأ أرضه بهدف التعاون الاقتصادي او الثقافي او أي مجال آخر ، وفقدت الدول الاخرى الثقة بحكوماته المتكالبة على مناصبه واللاهية عن انقاذه بالسعي وراء مصالحها الخاصة فكان لابد ان تعمد الحكومة الحالية الى مد جسور الثقة من جديد مع العرب والعالم عبر نسيان الماضي وإزالة ماعلق بصورة العراق من غبار التهم الجاهزة كالارهاب والطائفية فهي لاتمثل شعبه بل وفدت إليه من الخارج ووجدت لها أذانا صاغية واحضانا دافئة في الداخل ..يستحق الامر اذن ان نتبع المثل القائل ( الغاية تبرر الوسيلة) لتلميع صورة العراق وانعاشه قبل أن يحتضر ..أليس كذلك ؟!!..

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الشرطة المجتمعية: معدل الجريمة انخفض بالعراق بنسبة 40%

طبيب الرئيس الأمريكي يكشف الوضع الصحي لبايدن

القبض على اثنين من تجار المخدرات في ميسان

رسميًا.. مانشستر سيتي يعلن ضم سافينيو

(المدى) تنشر جدول الامتحانات المهنية العامة 

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram