بغداد / خليل جليل على الرغم من ان مباريات الجولة الحادية عشرة لمسابقة الدوري الممتاز لكرة القدم تكون لعبة الصدارة وسباقها الساخن قد بدأت فصولها بين الكبار عندما اخذ البعض يقترب من البعض الآخر في المراكز الاولى للمجموعتين بعدما اخذ الكبار والاقوياء في المجموعتين يستعيدون سيطرتهم على لائحة الترتيب خصوصا بعدما اشعلت بعض نتائج مباريات هذه المرحلة.
 فالفوز الكبير الذي خرج به الشرطة من ملعب النفط والذي وضعه قريبا من المتصدر الطلبة يؤكد انطلاقة الصراع الحقيقي للكبار وبدأت المنافسة الكبيرة للسيطرة ومسك بزمام الامور في المقدمة وعدم التخلي عنها. واذا كان الشرطة قد اضاف ثلاث نقاط ثمينة لرصيده فإن انتقاله الى المركز الثاني يكاد يكون انتقالة نوعية للفريق على سطح المنافسة ويعكس ذلك حجم الاستقرار الفني الذي اخذ يخضع له الفريق بعدما عانى كثيرا في بداية مشواره ومن دون شك ان المدرب رحيم حميد وجد مفاتيح اسرار هذا الاستقرار من جولة الى أخرى ليصل فريقه الى هذا الترتيب وبالتالي يشعل المنافسة على الصدارة والاستئثار بها الى جانب الطلبة ونفط الجنوب في حين تراجع الصناعة عن السباق ويبدو انه سيغادر حلبة المنافسة على المراكز الاولى والدفاع في الادوار المقبلة عن مكانه في النصف الاول من قائمة المجموعة الثانية بعدما استفاد من سلسلة المتغيرات التي صبت في مصلحته عندما تصادم منافسوه في الجولات الماضية ليجد نفسه في الصدارة اكثر من جولة لكنه سرعان ما غادرها وتخلى عنها لحساب الطلبة ونفط الجنوب المطارد الحقيقي لصاحب المركز الثاني من جهة والمتصدر من جهة ثانية على امل ان يجد نفسه في الجولات المقبلة في الصدارة طالما عاش الفريق استقرارا واضحا في النتائج وصورة الاداء التي لم تهتز الى الآن ، فاجأ الميناء والنجف كل المتابعين والمتحدثين عن دوري الكرة بتراجعهما عن مراكز المقدمة وانحدار المستوى الفني لهما بطريقة لافتة اخذت تؤرق ادارتي الناديين فالنجف الذي اخذ يبحث عن سبل انتشال فريقه من نتائجه المتواضعة بيد ان ادارة الميناء وكما يبدو انها مقتنعة بما يحصل لفريقها الكروي هذا الموسم رغم تأكيدات المسؤولين في النادي اكثر من مرة ان فريقهم سيظهر من مرحلة الى اخرى قبل ان تتلاشى هذه التأكيدات على ارض الواقع ولم يكن النفط وكربلاء بعيدين عن هذا التداعي وهما يعيشان موسما صعبا ما زالا يعانيان فيه في النصف الاول من القائمة ويعانيان ايضا من اجل البقاء في هذا القسم من اللائحة. وتكاد تكون المجموعة الاولى قد تختلف بعض الشيء عن المجموعة الثانية في شكل تضاريسها وملامحها حيث ما زال اربيل حامل اللقب يتربع على صدارة المجموعة منذ انطلاق المسابقة قبل نحو اربعة اشهر بفضل حالة الاستقرار الفني والادائي للفريق بقيادة المدرب ثائر احمد الذي يمضي معه موسما ثالثا على التوالي بنجاح واضح الى جانب عامل التفوق الذي يتميز به اربيل من خلال عناصره سواء الدولية او التي تتسلح بالخبرة والتجربة . وكذلك الحال بالنسبة للقوة الجوية الذي يراهن من جولة الى اخرى على سر وقوة عناصره الشابة وهي تؤكد وتثبت كل مرة قدراتها في المنافسة على اللقب هذا الموسم وبلوغ ذروة الصراع والاستعداد لمعركة كروية طويلة الأمد يتوقع ان تكون مثيرة ومتواصلة بينه وبين المتصدر اربيل قد يدخل معهما الكهرباء الذي تعطلت نتاجه في الجولة قبل الماضية ثم عاد لتلك النتائج القوية في هذه الجولة وهو يهزم الهندية بثلاثة اهداف لواحد ويقف على مقربة من هذه الفرق الثلاثة دهوك المستفيد من لقاء مؤجل قد يرفع رصيده الى 19 نقطة ويضيف اليه ثلاث نقاط جديدة من الممكن ان تدفع به لسباق المنافسة على مراكز المقدمة على اقل تقدير. عموما ان وصول الطلبة والشرطة الى حلبة صراع الصدارة في المجموعة الثانية مقابل الصدارة الدائمة لاربيل والمطاردة المستمرة له من قبل الجوية في المجموعة الاولى تكون ملامح الصراع قد بدأت تأخذ شكلها المنطقي والحقيقي في ظل غياب متوقع وغير مفاجئ للزوراء صاحب الرقم القياسي بالحصول على اللقب في 11 مرة حيث يواجه الفريق مشاكل اكبر من ان توصف بالفنية او المادية هذه المشاكل والاخفاقات التي اخفقت معها ادارة النادي بان تجد لها حلولا هي اساسا خارجة عن ارادتها بعدما كانت ادارة النادي تعتقد بان الترقيع الذي مارسته خلال الفترة الماضية لم يعد يمتلك حلولا جذرية ويبدو ان المدرب حازم جسام الذي وجد نفسه غارقا في نتائج الفريق قبل ادارة النادي اخذ يدرك جيدا حجم هذه المشاكل وهي تعصف بالنادي وفريقه الكروي من مرحلة لأخرى والحال نفسه لبغداد الذي ما زال لغزاً محيراً بنتائجه المتواضعة برغم إمكاناته المادية الهائلة.